آخر الأخبارأخبار دولية

رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين تسعى للفوز بولاية ثانية وسط منافسة محتدمة بالانتخابات التشريعية


نشرت في: 02/04/2023 – 11:50

على الرغم من شعبيتها داخل البلاد وخارجها، تواجه رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين (37 عاما) منافسة حادة الأحد من اليمين أو حتى القوميين المناهضين للهجرة، في انتخابات تشريعية قد تنهي حكمها. ويعد السيناريو الحالي مثيرا للغاية لأن الفارق بين الأحزاب الثلاثة المتصدرة ضئيل جدا، فيما تستعد فنلندا للانضمام في الأيام المقبلة إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) في خطوة تاريخية.

على وقع انتخابات تشريعية وصفت بالصعبة في فنلندا، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباح الأحد في هذا البلد الواقع في شمال أوروبا ويبلغ عدد سكانه 5,5 ملايين نسمة. وقد صوت نحو أربعين من ناخبيه مسبقا.

وتحتل رئيسة الحكومة سانا مارين المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي لكن بفارق طفيف عن زعيم الائتلاف الوطني (يمين الوسط) بيتيري أوربو وزعيمة حزب الفنلنديين المناهض للهجرة والمشكك في أوروبا ريكا بورا.

وتقليديا، يشغل منصب رئيس الوزراء زعيم الحزب الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات، وهي قاعدة متفق عليها ضمنا بلا استثناء منذ 1987، شرط أن يكون قادرا على جمع أغلبية في البرلمان.

أما السيناريو الحالي فيبقى مثيرا للغاية لأن الفارق بين الأحزاب الثلاثة ضئيل جدا بينما تستعد فنلندا للانضمام في الأيام المقبلة إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) في خطوة تاريخية.

وصرحت مارين للصحافيين السبت قائلة إن “كل شخص لديه فرصة للفوز وبالطبع نريد الفوز لمواصلة عملنا من أجل مستقبل أكثر استدامة”، متعهدة “بالاهتمام بالفنلنديين العاديين“.

هذا، ويفيد آخر استطلاع للرأي نُشرت نتائجه الخميس بأن الائتلاف الوطني سيأتي في الطليعة بحصوله على 19,8 بالمئة من الأصوات متقدما على حزب الفنلنديين (19,5 بالمئة) ثم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة مارين (18,7 بالمئة). وتعتبر هذه الفوارق طفيفة وتندرج في هامش الخطأ.

ومن جهته، صرح المنافس اليميني لرئيسة الحكومة السبت عشية الانتخابات أنه “متفائل”. وقال زعيم حزب الائتلاف الوطني لوكالة الأنباء الفرنسية “خضنا حملة رائعة ولدينا أفضل المرشحين في جميع أنحاء فنلندا ونحن في المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي لذلك أنا متفائل“.

فبعد تقدم القوميين في السويد المجاورة وانتصار اليمين المتطرف في إيطاليا العام الماضي، هل ستصبح فنلندا آخر دولة تكتسحها موجة القومية الشعبوية في أوروبا؟

ولم يسبق وأن احتل “حزب الفنلنديين” الموجود منذ أكثر من عشرين عاما في الحياة السياسية الفنلندية، الطليعة في أي انتخابات. وقالت بورا (45 عاما) السبت والتي تقود الحزب منذ عامين “آمل أن أكون مفاجأة جيدة“.

“فيكسيت”

وكان قد أدى انقسام حدث في 2017 إلى خط أكثر تشددا في قيادة الحزب، الذي يفكر رسميا في ما يسميه “فيكسيت” أي خروج فنلندي من الاتحاد الأوروبي وإن كان ذلك مجرد دعاية “تكتيكية” كما يؤكد يوهو راكونن أستاذ العلوم السياسية في معهد “إي2 ريسرش“.

وأوضح المحلل أن الحزب استطاع الاستفادة أكثر من التشكيلات الأخرى، من موجة التضخم الحالية ويتصدر نوايا التصويت للشباب عبر تميزه عن بقية الطبقة السياسية.

وأضاف راكونن أن محرك استطلاعات الرأي الجيدة لما كان يسمى “الفنلنديين الحقيقيين” هو “ارتفاع أسعار الطاقة والانخفاض العام في القوة الشرائية“.

ومن جانبها، حققت سانا مارين أصغر رئيسة حكومة في العالم عندما وصلت إلى السلطة في نهاية 2019، شعبية كبيرة لإدارتها الجيدة لوباء كوفيد-19 ومسألة الانضمام إلى الناتو التي كان يرفضها حزبها قبل الحرب في أوكرانيا.

وذكّرت الزعيمة مؤيديها الجمعة “مررنا بسنوات صعبة لكننا تغلبنا على الصعوبات معا“.

إلا أن الاقتصاد يمثل الحجة الرئيسية لهجوم المعارضة التي تندد بارتفاع قدره 10 نقاط من إجمالي الناتج المحلي في الدين العام خلال أربع سنوات، إلى 73 بالمئة.

وفي هذا الصدد، قال يوهو راكونن إن “مارين لا ترضي الجميع. فمع أنها تحظى بشعبية استثنائية، إلا أنها تثير معارضة وعمقت الانقسام السياسي”. مضيفا أن “سياسيا واحدا بمفرده لا يكفي“.

هذا، ويواجه ائتلافها الحكومي أيضا والمكون من خمسة أحزاب صعوبات منذ أشهر. وقد أعلن حليفها الوسطي أنه سيرفض تجديد هذا التحالف.

ويبدأ التصويت من الساعة التاسعة (06,00 ت غ) إلى غاية الساعة 20,00 (17,00 ت غ) على أن تنشر نتائج جزئية أولى للتصويت المسبق.

ويذكر أن المنافسة تجري على مئتي مقعد في بلد يستغرق تشكيل الحكومة فيه عادة نحو ستة أسابيع. ولذلك سيكون على مارين البقاء على رأس الحكومة بالوكالة الأسبوع المقبل عندما تنضم فنلندا رسميا إلى الناتو بعدما حصلت على آخر ضوء أخضر ضروري من تركيا الخميس الماضي.

وللعلم، لا يمكن أن تخرج نتيجة الانتخابات العملية عن مسارها لأن جميع الأحزاب الرئيسية الآن تؤيد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى