آخر الأخبارأخبار محلية

صمت فرنجية مستمرّ حتى إشعار آخر.. هل يراجع ترشيحه؟!

في باريس المُهتمة بالملف اللبناني بكافة تفاصيله، حطّ رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيّة، أمس الجمعة، لمناقشة ما يمكن طرحه على الخط الرئاسيّ الذي ما زال عالقاً حتى الساعة. فهناك، أي فرنسا، تتكثف اللقاءات المرتبطة بلبنان، وقد تكون زيارة فرنجية بدعوة من مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باتريك دوريل بمثابةِ “تحريك للمياه الراكدة” رئاسياً، وذلك بغضّ النظر عن النتائج التي ستُسفر عنها.

بكلِّ بساطة، فإنّ فرنجية بزيارته اللافتة إلى فرنسا قد يتلقى رسالتين: الأولى وقد ترتبطُ بـ”دعمٍ رئاسي” واضح حتى النهاية وذلك بعد الإطلاع على ما يمكن لفرنجية تقديمه من ضماناتٍ بشأن “عهده الرئاسي” في حال وصل إلى قصر بعبدا. أما الرسالة الثانية فقد تكونُ مرتبطة بتراجعٍ فرنسي عن تأييد “بيك زغرتا” وذلك وسط حديث بأن السعوديين ما زالوا بعيدين عن دعم فرنجية كإسمٍ للرئاسة حتى وإن لم يقدموا “فيتو” الرفض على طاولة النقاشات.
“صمتٌ” قائم
في الواقع، كانت هذه زيارة فرنجية إلى باريس أكثر بلاغة من الكلام الذي التزم “الصوم” عنه. حقاً وبـ”صمت”، واكب رئيس تيار “المردة” المصنَّف أحد المرشحين الأوفر حظًا لرئاسة الجمهورية، مختلف الاستحقاقات والمستجدّات على المستويين المحلّي والدولي، وهو “الصمت” نفسه الذي تسلّح به لعدم “الانجرار” إلى أتون السجال “الطائفي” الذي أقحمت الكثير من القوى السياسية نفسها به نهاية الأسبوع الماضي، بسبب ساعة “شتوية أو صيفية” حُمّلت أكثر بكثير ممّا تحتمل، بشهادة المبالغين في ردّة الفعل قبل غيرهم.
 لكنّ “صمت” فرنجية الذي يُحسَب له، بنظر شريحة واسعة من القوى السياسية والمواطنين، يُسجَّل عليه في المقابل، من جانب بعض الأحزاب والشخصيات، خصوصًا إذا ما وُضِع في حلبة “المزايدات الشعبوية” التي تزخر بها الساحة، حتى إنّ هناك من اعتبر أنّ “سكوته” على “موقعة الساعة”، ونأيه بنفسه عن كلّ السجالات التي اندلعت على أثرها، “أطاح” بحظوظه الرئاسية، ولو أنّ أصحاب هذا الرأي هم ممّن “يجرّدونه” من هذه الحظوظ من اليوم الأول.
 لكنّ ما يسجّله البعض الآخر على فرنجية يكمن في أنّ “صمته” لم يعد محصورًا فقط بنأيه بنفسه عن الصراعات والخلافات السياسية التي قد تأخذ أبعادًا طائفيّة، بل إنّه يشمل مسألة “ترشيحه” بحدّ ذاته، بدليل أنّه لم يعلن حتى اليوم عن “رؤيته الرئاسية” الموعودة، رغم تحديده أكثر من موعد لذلك سابقًا، فما الذي ينتظره الرجل تحديدًا؟ وما صحّة ما يُحكى عن أنّه “يراجع” الترشيح من الأساس، على وقع الوقائع على الأرض، وصعوبة “المعركة”ونتائج زيارته الى باريس؟
 سجالات ومناكفات
 رغم مرور أسابيع طويلة على تبنّي ترشيحه من قبل كلّ من رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، لم يخرج رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية بإعلان ترشّح واضح وصريح حتى اليوم، رغم أنّ “الاتفاق” وفق ما يُحكى كان يقضي بأن يعلن ترشيحه مباشرة بعد دعمه من “الثنائي”، حتى إنّ بعض التسريبات تتحدّث عن “استياء” في صفوف “حزب الله” و”حركة أمل” بسبب تأخّره في القيام بهذه الخطوة.
 لكنّ العارفين يؤكدون أنّ رئيس تيار “المردة” كان بصدد اتخاذ هذه الخطوة منذ الأيام الأولى، وهو كان ينوي بالفعل الإعلان عن رؤيته الرئاسية، سواء في مؤتمر صحافي أو من خلال إطلالة إعلامية، في الأسبوع التالي لإعلان الدعم، وكانت الترتيبات قد بدأت عمليًا للإعداد له، قبل أن يفضّل فرنجية “التريث” بناءً على بعض المواقف التي صدرت في الداخل، ولكن أيضًا بموجب الاتفاق السعودي الإيراني الذي خلط الكثير من الأوراق في الداخل والخارج.
 ويشير المتابعون إلى أنّ سلسلة من التطورات وقعت بعد ذلك، عدّلت في “خريطة الأولويات”، وكرّست بالتالي “تريّث” فرنجية، كما حصل مثلاً في “سجال الساعة” السوريالي إلى حدّ بعيد، والذي أعاد البلاد إلى انقسام مذهبي اعتقد كثيرون أنّه ولّى، وقبله وبعده مناكفات حول “جنس الملائكة”، إن جاز التعبير، إضافة إلى ملفات الاقتصاد والدولار وما عدا ذلك، وكلّها أمور تعامل معها فرنجية بروية وصمت، تاركًا أمر إعلان ترشيحه لـ”الوقت المناسب”. ومع كل هذا، فإنّه لا يمكن أبداً استثناء “إعلان الترشيح” من عدمه من مضمون الزيارة التي قام بها فرنجية إلى باريس، وبمعزلٍ عن كل الأمور المطروحة، فإنّ تلك الزيارة هي التي ستعطي لفرنجية الضوء، إما بالإستمرار أو بالتراجع.
 هل “يراجع” ترشيحه؟
 إزاء “تريّث” فرنجية، وما رافقه من تطورات ومستجدات ومتغيرات على المستويين الداخلي والخارجي، كثر الحديث عن أنّ الرجل “يراجع” الترشيح من أساسه، بل إنّه قرّر ربما الانسحاب بعد اقتناعه بصعوبة وصوله، حتى إنّ هناك من قال إنّه اقتنع بأنّ الاتفاق السعودي الإيراني “أطاح” بحظوظه، رغم وجود وجهة نظر مضادة تقول إنّ هذا الاتفاق قد يكون “بطاقة عبوره” نحن قصر بعبدا، ولو تأخّر الأمر لبعض الوقت.
 عمومًا، يقول العارفون إنّ فرنجية المتمسّك بـ”صمته” حتى إشعار آخر، لا يزال في الآن نفسه متمسّكًا بـ”ترشيحه”، أقلّه حتى إشعار آخر أيضًا، علمًا أنّ المحيطين به يكرّرون ثابتة أنّه لم يعلن ترشيحه حتى يتراجع عنه، ولو أنّ اسمه مطروح بصورة جدية بقوة الواقع السياسي، بل إنّه لا يزال يصنَّف حتى من قبل الخصوم، بمن فيهم الملوّحون بالتعطيل، على أنّه بين “الأوفر حظًا”، ولو أنّ كل الاحتمالات تبقى قائمة.
 صحيح أنّ “أجندة” الرجل لا تحمل موعدًا محدّدًا لإعلان الترشيح كما كان مقرّرًا سابقًا، إلا أنّ ذلك لا يعني وفق العارفين أنّه غير ماضٍ بترشيحه، بل إنّ هناك من يجزم بأنّه بات أكثر تمسّكًا به وإصرارًا عليه، لأنّه يعتقد أنّ التسوية ستكون لصالحه في نهاية المطاف، خصوصًا في ضوء التقارب السعودي الإيراني المستجد، الذي لا بدّ أن ينعكس إيجابًا على الساحة اللبنانية، بعيدًا عن المواقف “الشعبوية” التي تطلق في هذه الفترة من هنا أو هناك.
 صحيح أنّ البعض يسجّل على فرنجية “صمته”، فيصوّره على أنّه “ضعف” تارة أو “هروب” تارةً أخرى، بل يذهب لحدّ اعتباره “رمادية”. لكن، في المقابل، ثمّة من يؤكد أنّ هذا “الصمت” يشكّل نقطة “قوة” لفرنجية، الذي لا يتنكّر لثوابته ومبادئه المعروفة في السياسة، ولكنّه يسعى لتكريس نفسه مرشحًا “توفيقيًا توافقيًا”، علمًا أنّ رؤيته الرئاسية الموعودة تنطلق من هذا الأساس تحديدًا، وإن كان ينتظر “نضوج الظروف” لبلورتها رسميًا!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى