الوكالة الوطنية للإعلام – مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 26 آذار 2023
مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان“
استيقظ لبنان الأحد على توقيتين مختلفين في مشهد غير مسبوق ووسط خلاف حول قرار تمديد العمل بالتوقيت الشتوي لاقل من شهر، فبين التوقيت الشتوي والتوقيت الصيفي بتفرق ع ساعة وبين التوقيتين وما دار في مدارهما من سجالات وشحن طائفي على وقع عقارب الساعة بتفرق ع وطن.
ومن على منبر الشاشة الوطنية التي تستمر على التوقيت الشتوي التزاما بالقرار الحكومي الرسمي الاداري دعوة للالتقاء على مواقف توحد ولا تفرق للخروج من النفق المظلم الذي تعيشه البلاد خصوصا بعد التقرير الخطير لصندوق النقد الدولي عن وضع لبنان. وفي هذا الاطار علم انه وبتوجيه من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يقوم النائب هادي ابو الحسن بمسعى يهدف الى إيجاد مخرج لحل هذه الازمة.
واليوم راى وزير الاعلام زياد المكاري أن الأجواء العامة في البلاد حزينة جدا ومؤلمة معتبرا ان ما يحصل يعيدنا إلى الوراء، وقال ساعة إلى الأمام أو إلى الوراء لن تصحح الأوضاع.
اما من بكركي وفي قداس اقيم على ارواح شهداء الجيش والقوى الامنية الذين استشهدوا اثناء القيام بواجب مطاردة تجار المخدرات، اعتبر البطريرك الماروني أن العمى السياسي والكبرياء والاهداف الخبيثة جعلت الكتل النيابية تمعن من دون أي وخز ضمير في عدم انتخاب رئيس جديد متسائلا أتؤثرون العمى السياسي عمدا، ولا تريدون أن تشفوا منه؟ بدوره اسف متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده لما حصل بشأن التوقيت الصيفي الذي تحول إلى تباين طائفي فيما لا علاقة للدين والطوائف به.
رئاسيا كانت اشارة من قبل رئيس التيار الوطني الحر النائب حبران باسيل الى أنه مرشح طبيعي ومنطقي لرئاسة الجمهورية باعتبار انه رئيس تيار لديه أكبر كتلة نيابية في البرلمان.
وبالانتقال الى الاقليم وفي اجواء التحولات السريعة والمفاجئة التي تشهدها المنطقة تستضيف المملكة العربية السعودية في التاسع عشر من ايار المقبل القمة العربية بدورتها الثانية والثلاثين كما اعلنت جامعة الدول العربية.
*********
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن“
من يريد وضع البلاد على كف توقيت؟ولمصلحة من إعادة عقارب الساعة ستين سنة الى الوراء؟ الجواب بات واضحا لدى كل الناس:عقارب الطائفية ودعاة الفيدرالية وكل من إنطلق من خلفية كريهة مغلفة بقشرة العالمية ليهجم على تدبير إداري ليس قرآنا ولا إنجيلا ولا حتى دستورا بل تدبير قابل للتعديل او التأجيل او التجميد من قبل من وضعه في الأساس والدلائل على ذلك كثيرة، من ميشال عون و قرار حكومته العسكرية غير الشرعية أصلا الى سليم الحص وضميره الذي أجل التوقيت في تدبير سليم للوطن.
سقط القناع هي حملة عن سابق تصور وتوقيت بدأها صغار النفوس وتبعهم مزايدون وجُندت لها وسائل إعلام لطالما زايدت على بعضها بساعة RATING وباتت اليوم تريد أن تحدد وتقرر وتتحدث بإسم كل اللبنانيين وتكاد تقول أنا الدولة والدولة أنا وللشعب “قوم لأقعد محلك“.
بانت حقيقة من يفرز الناس طائفيا بين متمدن ومتخلف، فيما لما يزل الوطن يئن بسبب ما إقترفت يداه من بحر الظلمات ودين السرقات وسدود السمسرات وصولا الى قعر جهنم، وبناء على أكثر من سابقة حصلت حتى في عهد من يزايد جمهوره اليوم نقول: راجعوا التاريخ قبل أن تتقيؤوا كل ما في نفوسكم من وسخ لا يمت الى الوطنية بشيء والأديان منه براء.
رحم الله الرئيسان بشارة الخوري و رياض الصلح لربما توجب عليهما تحديد ما إذا كان لبنان ذو وجه صيفي عالمي في الميثاق الوطني…لربما كانا يجب أن يطلبا إذن جهابذة الصدفة اليوم قبل أن يقرروا التوجه شرقا “نكاية” بالغرب أو التوجه غربا عداء للشرق… هزلت.
الحملة الغرائزية التي تعرض لها قرار تأجيل التوقيت الصيفي أطاحت جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة غدا وكان يعلق عليها بعض الموظفين والعسكريين الأمل في إقرارها تقديمات مالية واجتماعية إضافية من شأنها تخفيف بعض الأعباء عنهم.
في الخارج رصد لمسار قطار الإنفتاح الإقليمي الذي انطلق من محطة الإتفاق السعودي – الإيراني.
وفيما تجنح البؤر الساخنة في المنطقة نحو الهدوء بفضل هذا الإتفاق تبقى أخرى على توترها كما هو الحال في شرقي سوريا حيث تدور مواجهة بين القوات الأميركية وقوى المقاومة. وفيما أكدت دمشق تمسكها بإزالة الإحتلال الأميركي حذرت طهران من أن أي هجمات على أهداف مرتبطة بها في سوريا ستقابل برد حاسم.
*********
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في“
“ما كتب قد كتب”. انها العبارة الاشهر لبيلاطس البنطي الذي سلم يسوع المسيح الى الصلب. و”ما اتخذ قد اتخذ “. انها عبارة استعملها نجيب ميقاتي وهو يتحدث الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي . التشابه غريب بين العبارتين ، كما بين الرجلين . فكما ان عبارة بيلاطس البنطي سلمت يسوع للصلب ، فان عبارة نجيب ميقاتي سلمت لبنان كله للصلب . اذ بفضله صار للبنان توقيتان . فـثمة لبنان يتبع التوقيت العالمي وتوقيت القرار الحكومي الصادر عام 1998 ، وثمة لبنان آخر يسير على ايقاع دردشة بري – ميقاتي في مخالفة واضحة للقرار الحكومي .
كذلك ، بفضل ميقاتي هبت الروح الطائفية من جديد ، وارتسمت خطوط التماس المعنوية والنفسية ، ولو من دون اكياس رمل ودشم هذه المرة ! لقد عادت نغمة شرقية – غربية بفضل دهاء بري وضعف ميقاتي واستسلامه وتخاذله. فهل نحن يا ترى امام رجل دولة يجمع ويوحد ، ام امام رجل غير مسؤول يقسم ويشرذم؟ فهو قسم الناس والرأي العام ، وقسم النواب ، وانتهى به الامر بأن قسم حكومتـه باعتبار ان عدداً من الوزراء اعترضوا على قراره ولن ينفذوه كوزيري العدل والتربية . لذلك فضل تأجيل جلسة مجلس الوزراء الى أجل غير مسمى . فليتـك يا ميقاتي توقف اجتماعاتك كلـها، لأنها لا تأتي على لبنان الا بالويلات و الخراب والدمار!
مع ذلك نجيب ميقاتي لا يستحي . يكمل هدم ما بقي تحت عنوان تصريف الاعمال . لكن, اي تصريف للاعمال يقوم به؟ فلتصريف الاعمال مفهوم واضح ودور محدد، خصوصا في غياب رئيس الجمهورية. وخير من أدار البلد بحكمة وروية بلا رئيس للجمهورية هو الرئيس تمام سلام، الذي حكم نحو عامين ونصف عام من دون ان يثير اي مشكلة ، بل لعب دور الاطفائي للحرائق الكثيرة والكبيرة . اما ميقاتي فعلى العكس ، يخلق كل يوم مشكلة ، حتى وصل به الامر الى حد اثارة المشاكل الطائفية. وما يعوزه، يعلمه ويلقنه اياه الرئيس بري. وقد تكون مسألة توقيت الساعة غير بريئة. فهي اثيرت ولبنان يضج بفضيحة كبيرة تتعلق بتلزيم التيرمينال 2 في مطار بيروت من دون مناقصة. كما اثيرت مسألة التوقيت بعدما تلقى بري وميقاتي انتقادات واسعة من الصندوق الدولي ، ومن المسؤولة الاميركية بربارة ليف ، لان الحكومة لم تنفذ اي خطة اقتصادية ولم تتقدم في مفاوضاتها مع صندوق النقد، ولأن مجلس النواب برئاسة بري ينام نومة اهل الكهف عن الاصلاحات على انواعها. اذا قد تكون اثارة قضية التوقيت هي لتغطية الصفقات والسرقات والعجز والفشل، من خلال العودة الى اللغة الطائفية البغيضة. فهنيئا لنا برئيس لمجلس النواب هو مايسترو اللعب على الوتر الطائفي عند الحاجة . وهنيئا لنا برئيس للحكومة لا يهمه الا مصلحته الشخصية، والغاية عنده تبرر الوسيلة. وهل من يتعجب بعد ذلك اذا اسميناه: نجيب البنطي؟
********
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون أو تي في“
في العدد رقم 43 من الجريدة الرسمية، الصادر بتاريخ 24 أيلول 1998، على عهد الرئيس الياس الهراوي، وفي ظل حكومة يترأسها الشهيد رفيق الحريري، وتحت عنوان “قرارات”، ورد ما يلي، من محضر جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في بيروت يوم الخميس الواقع في 20 آب 1998: لما كانت الأنظمة العالمية للملاحة الجوية الدولية، وخاصة في مجموعة الدول الأوروبية EUROCONTROL، تعتمد آخر يوم سبت/أحد من شهر آذار موعدا لبدء العمل بموسم صيف كل عام، وآخر يوم سبت/أحد من شهر تشرين الأول لبدء العمل بموسم الشتاء.
ولما كانت الضرورة تقتضي بأن يعتمد لبنان المواعيد الآنفة الذكر تماشيا مع أنظمة الملاحة الجوية العالمية، وتسهيلا لملاءمة العمليات الجوية لشركات الطيران اللبنانية والأجنبية العاملة في مطار بيروت الدولي مع أنظمة الملاحة الجوية الدولية، فإن وزارة النقل تعرض الموضوع على مجلس الوزراء مقترحة تعديل قراره الصادر في 23 أيلول 1992، لكي يتماشى التوقيت المعتمد مع الأنظمة الملاحية الدولية، ويصبح كما يلي: بالنسبة لموسم الصيف، بدءا من منتصف ليل آخر سبت/أحد من شهر آذار من كل عام، وبالنسبة لموسم الشتاء، بدءا من منتصف ليل آخر سبت/أحد من شهر تشرين الأول من كل عام.
وبناء عليه، ولدى المداولة، قرر مجلس الوزراء الموافقة على اقتراح وزارة النقل المبين أعلاه. التوقيع: أمين عام مجلس الوزراء هشام الشعار. بيروت في 26 آب 1998…ومن عهد الهراوي والشهيد الحريري أمس، الى عهد بري وميقاتي اليوم.
يبدو أن كل المعايير العلمية والتقنية فقدت معناها في لبنان. إذا تكفي جلسة بين شخصيتين، لا تختصران مؤسستين، لاتخاذ قرار خلط الحابل بالنابل، وأضاف إلى المآسي مأساة، وإلى الفوضى مظهرا جديدا من مظاهر الفلتان. فأين الطائفية في الإصرار على تطبيق قرار لمجلس الوزراء، وفي الاعتراض على قرار خاطئ؟ التهمة مردودة الى اصحابها، الذين تعاملوا مع بروفا العصيان بإحدى طريقتين:
إما تغريدات نيابية معبئة باتهامات ممجوجة، من نوع الفدرلة والتقسيم، وإما تلويح غير مباشر باعتكاف، رد عليه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب اليوم، متوجها إلى نجيب ميقاتي بالقول: إذا كنت تفكر يا دولة الرئيس بما اظن بأنك تفكر به، حسنا تفعل، فمن الافضل وقف هكذا تصريف للاعمال لم يأت الا بالشرخ والبهدلة للبنانيين.
وللمفارقة، تصادف اليوم الذكرى السنوية الثالثة لإقرار التدقيق الجنائي خلال جلسة لمجلس الوزراء ترأسها الرئيس العماد ميشال عون في حضور الرئيس حسان دياب. فلماذا صمت الجميع بعد نهاية ولاية الجنرال؟
في كل الأحوال، ساعة الحقيقة دقت، مهما حاولتم اعادتها الى الوراء. هكذا جزم جبران باسيل اليوم. ومن مواقفه خلال المؤتمر السنوي للتيار الوطني الحر نبدأ… مع الاشارة الى أننا سنكون مع الوقائع الكاملة لمؤتمر التيار مباشرة بعد نشرة الأخبار.
********
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد“
انتشر لبنان بقعا طائفية.. من كفرشيما إلى المدفون، ومن الناقورة حتى النهر الكبير ونفذت الساعة غارات غير وهمية استهدفت عمق الشراكة الوطنية وعلى الرغم من اشتداد حدة الانقسام فإن الفاعل ظلّ متجاهلا أزمة تتوسع كبقعة زيت, وتأخذ أبعادا طائفية، مناصفة بين المسلمين والمسيحيين وللتاريخ.. فإن الرئيس نجيب ميقاتي لم يستخدم حتى الآن أصوله العائلية في ضبط الزمن، ولم يرث عادة أجداده الذين أحضروا من مصر لتحديد مواقيت الصلاة في القرن الثالث عشر، وتوارثوا هذه الأمانة، ولقبوا بالميقاتي نسبة إلى دقة انتظام مواقيتهم.. بدءا من المسجد المنصوري الكبير، إلى مساجد الفيحاء كافة لكن رئيس حكومة تصريف الأعمال ارتأى الصلاة خلف عباءة الرئيس نبيه بري وتحت ذريعة فريضة شهر رمضان، التي تراكم على الصائمين ساعة إضافية إنصاع ميقاتي من دون تبحر في اصول الشهر الفضيل، والذي لن يتأثر بتغيير الساعة وفي رأي للمفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب على الجديد، أن ساعات الصوم تبقى نفسها, فنحن نصوم على أساس غروب الشمس وشروقها ولا علاقة للساعة بالأمر أيا كان رقمها وتسمياتها.. فعدد الساعات هو نفسه، لكن الموضوع يصبح نفسيا واعتباريا ليس إلا ومع هذه الشروحات الدينية منذ يومين الى الآن، ظل رئيس الحكومة ممسكا بواجباته الزمنية مع الرئيس بري، من دون أن يتجرأ على مخالفة تعاليمه وهو ارتأى الحرد السياسي على كسر قراره وإلغاء مذكّرته الشتوية وكل الانباء الواردة من بلاتينوم كانت تؤكد انه ممتعض، لكنه غير معتكف.. ولن يدعو الى جلسة مجلس وزراء لكنه لن يحرك الأزمة باتجاه الحل وقد رفض حتى الساعة.. مجريات الساعة, ولم يتجاوب مع الوسطاء مكررا أن هناك من يريد ان يشطر البلد طائفيا من خلال تحميل قراره اكثر مما يحتمل وليس معلوما لماذا كل هذا التصلب في الموقف، وكيف أن ميقاتي لم ير البلد مشطورا طائفيا بالفعل.. وأن قراره وضع اللبنانيين وراء الزمن العالمي وقسمهم بين عقربين وإذ أقفل رئيس الحكومة على نفسه الابواب والحلول، فإنه أهمل وساطة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر النائب هادي ابو ألحسن، وسجل عتابا على البطريرك الراعي الذي وجه كلاما قاسيا على الهاتف إلى رئيس الحكومة.
وفشل الوساطة الاشتراكية أسفر عنها انشقاق وزاري وتمرد تربوي أعلنه الوزير عباس الحلبي بالتزام وزارة التربية التوقيت الصيفي وعدم الاعتراف بمذكّرة الحكومة الشتوية ولم يكن الحلبي الوزير الاول الذي اصطفّ خلف الصيف.. إذ سبقه وزير العدل هنري خوري بإعلانه التوقيت العدلي ووسط هذا الانقسام في الوزارات والمؤسسات والمصارف والصروح.. كان السياسيون يشدّون العصب الطائفي ويقفزون على حبله كأنهم التقطوا هدايا زمنية والدنيا تكاد لا تتسع لجبران باسيل، الذي يحيا اليوم خمسا وعشرين على أربع وعشرين.. ويهدد ب”إجت الساعة”، ويقسم بطائفية بغيضة بين مسلمين متخلفين حسب تقييمه، ومسيحيين متطورين سبق جبران عصره.. واستثمر في الوقت وساعات الزمن التي كانت وراءه ومنعا لاستمرار النزيف الطائفي والاستثمار في التطرف.. فإن الرئيس نجيب ميقاتي وجب عليه الاعتذار والاعلان أن الرجوع عن الخطأ فضيلة.. حتى لا تتكرر الرذائل.
*********
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي“
رمانة التوقيت الشتوي والصيفي، كشفت قلوبا ملآنة، ليس التوقيت سوى بند من بنودها. البلد في حال احتقان كبير ولا ينقصه سوى صاعق لينفجر، فأهداه الرئيسان بري وميقاتي صاعقا مع “ساعة توقيت”، وعلى هذه الساعة انفجر الصاعق منتصف ليل 25 – 26 آذار، فانقسم اللبنانيون بين من اعتمد التوقيت الصيفي وأشارت ساعته إلى الساعة الأولى، فيما من اعتمد الإبقاء على التوقيت الشتوي أشارت ساعته إلى الثانية عشرة.
الموضوع لا يحتمل مزاحا ولا تنكيتا، كما كل شيء يتحوّل في لبنان، الموضوع خطير لأنه يتسبب بفوضى عارمة سواء داخل لبنان أو في علاقة لبنان بالخارج، ويكفي الاستشهاد بما يجري في مطار بيروت، بوابة لبنان إلى العالم وبوابة العالم إلى لبنان: المغادر على التوقيت العالمي، والواصل على التوقيت اللبناني. أكثر من ذلك، إذا كان الوصول إلى المطار قبل ثلاث ساعات من المغادرة، فهل توقيت لبنان يفترض بالمسافر أن يصل إلى المطار قبل اربع ساعات، فهل تكون “الكونتوارات” قد فتحت؟ وفي حال كلا، أين ينتظر في هذه الحال؟
إلى أبسط من ذلك، إذا اتفق شخصان على لقاء وفق موعد محدد، فعلى أي توقيت يتحدد الموعد إذا كان الأول يعتمد التوقيت الشتوي والثاني يعتمد التوقيت الصيفي؟ الخطأ في القرار ليس فقط التسرّع من دون تقدير العواقب، بل في أنه قرار لا قدرة للحكومة على تطبيقه، فالمعارضون له كثر، فكيف تطبقه الحكومة؟ ما هي الوسائل الزجرية؟ وهل بإمكانها تطبيقه بالقوة؟ وإذا لم تستطع، وهي لن تستطيع، فأي فوضى تكون تسببت بها؟
ألا يشبه هذا القرار قرار جباية فواتير الكهرباء ورفع التعليق على الشبكة؟ هل تجرؤ مؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة ان تقدّم كشفا بمدى الالتزام؟
متخذو أو متخذا هذا القرار يعيشان في حال إنكار للواقع القائم، على رغم أن مؤسستيهما في حال اهتراء: الرئيس بري غير قادر على جمع اللجان، ورئيس حكومة تصريف الأعمال يدوّر ألف زاوية لعقد جلسة لمجلس الوزراء يشترط عليه طبيعة بنودها، فكيف لهما أن يتخذا قرارا يعرفان سلفا، أو على الأقل أحدهما أن تطبيقه علميا وتكنولوجيا غير ممكن، ناهيك بالتداعيات السياسية ان لم نقل أكثر، كذلك بتحوّل أربعة ملايين لبناني إلى خبراء وقت وشروق ومغيب وتكنولوجيا، فدخلنا في جدل بيزنطي وبرج بابل نعرف كيف نبدأ ولا نعرف كيف ننتهي.
يبقى أن نكرر، لو اتخذتم القرار قبل شهر على الأقل وليس قبل ثمان وأربعين ساعة، لما أوقعتم البلد في هذه البلبلة وهذه الفوضى. ونقول للرئيس نجيب ميقاتي: كما مشّيتا للرئيس نبيه بري، وحملت على ظهرك انتقادات نصف الشعب اللبناني، مشّيها للشعب وبالتأكيد “بيمشيلك ياها الرئيس بري“.
الضربة القاسية للقرار جاءت من وزير التربية الذي أصدر بيانا أكد فيه الانتقال إلى التوقيت الصيفي في المؤسسات التربوية. يأتي هذا القرار في وقت يتواصل النائب هادي أبو الحسن، وبتوجيه من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع الرئيس بري والرئيس ميقاتي، في محاولة لايجاد مخرج للازمة.
في السياسة، تصعيد جديد من رئيس التيار جبران باسيل ضد حزب الله. باسيل روى أن “الحزب أكد له مرارا أنه مستحيل أن يطرح أحدا أو يقبل بأحد “ما بقبل انا فيه”. وتابع باسيل: “ولما سألت اذا تأمن 65 صوتا لسليمان فرنجية بتمشوا فيه بدوننا؟ زعلوا وإجاني الجواب عدة مرات وعلى كل المستويات، انه كيف بتسمح لنفسك حتى تفكر بالأمر؟ بعدين، شفنا اداء مختلفا”. باسيل حسم موضوع الدولة والمقاومة، فقال: “نحن بدنا الدولة أولا، والمقاومة من ضمنها حامية لها. وهني بدهم المقاومة أولا، والدولة من بعدها”. وتوجه إلى التيار قائلا: “بدعيكم تستعدوا للشارع“.
عربيا، القمة العربية في التاسع عشر من أيار في الرياض، على ما أفاد حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية، بعد أن وافقت سلطات المملكة على الموعد“.
تأتي القمة بعد أيام من فترة اختبار الشهرين بين السعودية وإيران برعاية مصرية، ليبقى السؤال: هل يغيب لبنان عن القمة في ظل عدم وجود رئيس جمهورية إذا لم يكن قد تم انتخاب رئيس حتى ذلك الحين؟
البداية ليست من صاعق التوقيت بل من صاعق مالي انفجر وقضي الأمر.
===================
مصدر الخبر
للمزيد Facebook