آخر الأخبارأخبار محلية

رمضان ما بين الامس واليوم.. حكاية صامدة

 

 
عادة “السكبة”  
ولعل عادة “السكبة” وهي من الموروثات الرمضانية التقليدية، او تناقل الطعام والافطارات بين الصائمين، من أكثر العادات التي يشتاق اليها بعض الصائمين، لما لها من ذكريات وحنين، فاليوم توصد الأبواب ولا أحد يجاهر بما تحتويه مائدته، فلربما كانت تحتوي فقط على طابق واحد لا تستطيع العائلة تبادله بين الجيران. او لربما استغنت بعض العائلات عن الاطباق الثانوية أصلا مثلا الفتوش والبطاطا والمتبلات. 
ثقيل هذا العام رمضان على اللبنانيين، تقول احدى ربات المنزل “حتى التمر صار غالي علينا كتير”، وكأن بالتحديات الاقتصادية توجع اللبنانيين أكثر فأكثر. ورجل اخر كبير في السن، عندما يتحدث عن رمضان يستذكر الماضي، يقول انّ رمضان “كان أجمل” حتى في عز الحرب، معتبراً انّ “نفوس العالم اليوم تعبت” وهذا أحد الأسباب التي تجعل تلك العادات المتقاربة بين المواطنين تندثر شيئا فشيئا”. 

 

 
روحية رمضان  
ولكن مهما حصل، ومهما كانت الظروف فانّ هذه الروحية المرتبطة بفضائل الشهر الفضيل تبقى صامدة، وإن تبدلت قليلا ولكنها الجزء الذي لا يتجزأ من هذا الشهر. وتبقى الموروثات الدينية والاجتماعية متناقلة بين المناطق والتردد الى المساجد وصلاة التراويح، وتبقى البيئات الاجتماعية من مختلف الانتماءات حاضنة لهذه التقاليد وتشجع عليها الجيل الجديد ايضاً.  
ومن أبرز هذه الاشكال وخصوصا في أوقات الصعوبات والشدة التي يمر بها لبنان، هو التكاتف الاجتماعي لتقديم المساعدة والافطارات للمحتاجين. فتجد انّ بعض العائلات وحتى لو كان مردودها المالي متوسط واقل، تريد مساعدة الاخر ولو بطبق طعام واحد.  
 
فلو تبقى هذه العادات ثوابت للعمل دوما من اجل المحافظة على عبق من الماضي الجميل، بكل اشكال الحب والود والتعاضد الاسري والاجتماعي، وتكون فرصة للتسامح بين أبناء البشر، وهذا هو الصيام الحقيقي. لكي يبقى رمضان هر الخير والعبادة، وللحفاظ على هوية وروحانية الشهر الفضيل بين المسلمين والمسيحيين على حد سواء؟  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى