فياض: نناشد المجتمع الدولي دعم الخطط والإصلاحات
وقال فياض في كلمته: “نجتمع اليوم في رحاب هذا الصرح الذي يجمع كل أمم الأرض على اختلاف مشاربها وعاداتها وسياساتها ، للتأكيد أن المياه، بدل أن تكون سببا للنزاعات بين الدول والشعوب، يجب أن تتحول حافزا لنشر السلام والتعاون بين البشر وأداة للتنمية المستدامة، لأنه لا حدود تحجبها ولا حروب تمنعها ولا إحتلال يحرم من يستحقها”.
واشار الى أن”الزيادة المطردة لأعداد السكان والتطور العمراني والحضري الكبير، إضافة الى التغير المناخي والإحتباس الحراري والتصحر قد حدوا كثيرا من سهولة الوصول الى المياه النظيفة والآمنة”.
واضاف:”يدعو الوفد اللبناني الى جعل المياه العابرة للحدود بأشكالها المختلفة كالأنهر والمياه الجوفية، أداة سلام وتكامل، وليس وسيلة ضغط وإبتزاز بين الدول، أو ذريعة للحرب وهدفا للأطماع، ولا سبيل لتطبيق هذا المبدأ السامي سوى بالإحتكام الى الشرعية الدولية والقوانين التي ترعى تقاسم المياه العابرة للحدود. وفي هذا السياق نؤكد حق لبنان في الإستفادة من كامل حصته في الأنهر والمياه الجوفية العابرة لحدوده والتي يمنحه اياها القانون الدولي”.
وقال:”بدءا من العام 2011 ، أدت مشكلة النازحين السوريين الذين تعدوا في وقت قصير ال30% من مجمل عدد السكان والذين أضيفوا الى اللاجئين الفلسطينيين الى عجز مؤسسات الدولة وبناها التحتية على مواجهة المتطلبات الكبيرة لهذا العدد الهائل من السكان. وقد ناشدت الدولة اللبنانية المجتمع الدولي في مناسبات عدة القيام بواجباته، اولا عبر تأمين عودة آمنة للنازحين واللاجئين الى بلدانهم ومساعدتهم في مجتمعاتهم، وثانيا، وبإنتظار تحقيق ذلك، دعم الحكومة اللبنانية في مواجهة هذه الأزمة عبر تأمين الرعاية للنازحين وتحسين شروط عيشهم من جهة، ووضع البرامج الإنمائية ودعم المشاريع الإستثمارية للمجتمعات المضيفة من جهة أخرى، لما يشكله هذا الدعم المزدوج من عدالة وإحتضان ويجنب المجتمعات الإحتكاكات والنزاعات الناجمة عن التنافس على الموارد وأهمها المياه”.
ولفت فياض الى ان “لبنان قد اعد إستراتيجية وطنية لقطاع المياه والصرف الصحي قبل مشكلة النزوح السوري ، لكن هذه الإستراتيجية وغيرها من الخطط في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة والبترول، تعرضت لنكسة كبيرة جراء النزوح السوري الذي لا يمكن لأي بلد في العالم إرتقاب مفاعيله في أية استراتيجية يعدها ، ولا يمكن لأي وطن تحمل تداعياته.
واضاف:”في مواجهة هذا الواقع، أعدت وزارة الطاقة والمياه نسخة جديدة للإستراتيجية الوطنية لقطاع المياه والصرف الصحي ضمنتها خطة خمسية للنهوض المستدام بقطاع المياه وخطة طوارىء على المدى المنظور، لتأمين سلامة الوصول الى المياه السليمة للمواطنين بالحد الأدنى، وعرضتها على الجهات الدولية المانحة طلبا للدعم. لكن المجتمع الدولي بدا غير متحمس لتقديم الدعم المطلوب وتوقف التمويل الإستثماري لجميع المشاريع الإستراتيجية التي كنا قد بدأنا بتنفيذها أو انتهينا من تلزيمها او أعددنا دراساتها، كمشاريع السدود وأبرزها سد الذي يغذي ما يزيد عن 1،6 مليون شخص من سكان العاصمة بيروت ومشاريع الصرف الصحي في بيروت ومناطق لبنانية عديدة”.
وختم: “ان لبنان الذي يعد اليوم مثالا للبلدان التي حرمتها الظروف الدولية من تحقيق الإدارة المتكاملة قي قطاع المياه عبر إعتماد إستراتيجية وطنية تقارب جوانب القطاع كافة، ونموذجا للبلدان التي عانت من الأطماع والحروب على مياهها، وتعرضت بناها التحتية للدمار بسبب هذه الحروب وبسبب أزمات النزوح واللجوء وأصبحت مؤسساتها على شفير الإنهيار والتحلل بسبب الأزمات الإقتصادية والمالية، يتوجه من هذا المنبر الى المجتمع الدولي والجهات المانحة عارضا جميع الخطط والإستراتيجيات والإصلاحات الواجب دعمها، للنهوض مجددا بقطاع المياه وبكل القطاعات الأخرى وتحقيق التنمية المستدامة والعيش الكريم للشعب اللبناني مجددا”. (الوكالة الوطنية)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook