آخر الأخبارأخبار دولية

كيف بلغت العلاقات الجزائرية المغربية “نقطة اللاعودة”؟


نشرت في: 22/03/2023 – 19:50

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الثلاثاء في مقابلة مع قناة الجزيرة إن العلاقات مع المغرب “وصلت إلى نقطة اللاعودة”، يأتي هذا التصريح فيما قُطعت العلاقات بين البلدين منذ العام 2021 وسط توتر متزايد بشأن قضايا أبرزها نزاع الصحراء الغربية. فما هي خلفية هذا التوتر المستمر بين البلدين؟

في تصريحات لقناة الجزيرة قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الثلاثاء إن العلاقات مع المغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة. 

كما أضاف أنه يأسف لوصول العلاقة بين البلدين الجارين إلى هذا المستوى، مشيرا إلى أن موقف بلاده هو رد فعل”.

ويذكر أن العلاقات قطعت في عام 2021 وسط توتر متزايد بشأن عدة قضايا أبرزها نزاع الصحراء الغربية. 

وفي تصريح لفرانس24 قال عبد اللطيف الحناشي أستاذ التاريخ السياسي “إن الجزائر على ما يبدو لم تكتف بقطع العلاقات مع المغرب وإنما زادت وصعدت من مواقفها”. 

وتشهد العلاقات بين البلدين توترا منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، بينما يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أرضه ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.

ووضعت قضية الصحراء الغربية -وهي مستعمرة إسبانية سابقة تعتبرها الأمم المتحدة “منطقة غير مستقلة”- المغرب في مواجهة انفصاليي جبهة البوليساريو التي تساندها الجزائر، منذ عقود.

وقررت الحكومة الإسبانية برئاسة الاشتراكي بيدرو سانشيز في آذار/مارس 2022، تأييد مقترح المغرب منح الصحراء الغربية، حكما ذاتيا تحت سيادته.

قطع العلاقات 

وزادت حدة التوتر عندما أعلنت الجزائر في آب/أغسطس 2022 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط متهمة إياها “بارتكاب أعمال عدائية (…) منذ استقلال الجزائر” في 1962. 

وهو القرار الذي أعرب المغرب عن أسفه إزاءه، ورفض “مبرراته الزائفة“. 

وذكّر الحناشي أن العلاقات بين البلدين أخذت أبعادا جديدة بعد اعتراف المغرب بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها.  

من جهتها اعتبرت الجزائر آنذاك أن تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، برعاية أمريكية، موجه ضدها. وهو التطبيع الذي تضمن أيضا اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على الصحراء الغربية أواخر العام 2020.

وصرح رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد آنذاك في أول رد فعل لبلاده على القرار الأمريكي إن هناك “تحديات تحيط بالبلاد”، مشيرا إلى وجود تهديدات على حدود البلاد التي “وصل إليها الكيان الصهيوني“.

وتحدث جراد عن وجود عمليات أجنبية “تريد ضرب استقرار البلاد”، مشيرا إلى “دلائل” مرتبطة بما “يحدث على كل حدودنا”، وذلك خلال مؤتمر لإحياء الذكرى الستين للمظاهرات الوطنية خلال حرب الاستقلال (1954-1962).

“دولة فاعلة” 

وذهب الحناشي إلى أن “الجزائر تسعى لأن تتحول إلى دولة إقليمية فاعلة، نرى ذلك بمواقفها من القضية الفلسطينية”. 

والأمر الذي يدل على ذلك، تصريح تبون للجزيرة الذي أكد أن “القضية الفلسطينية هي القضية الأم، وتكاد تكون قضية داخلية في الجزائر”.

وتابع الحناشي أن هناك أيضا نوع من التنافس على التواجد في أفريقيا موضحا أن “الجزائر قبل تبون ومنذ الاستقلال كانت لها علاقات واسعة وممتدة في أفريقيا” ولفت الحناشي إلى ما تضمنه تصريح تبون بشأن تونس حيث قال في نفس المقابلة إنها “تواجه أزمات سياسية ومالية خطيرة، و”تتعرض لمؤامرة”، مضيفا أن بلاده كانت “إلى جانبها حتى لو أثار ذلك استياء البعض”. 

أما المغرب فقد أصبح بدوره يعمل “منذ عقد من الزمن على الفضاء الأفريقي اقتصاديا وسياسيا وحتى دينيا وبالتالي يبدو أن لهذا التنافس أوجها عديدة”. 

وعند سؤاله لماذا اختار تبون قناة الجزيرة للإدلاء بهذا التصريح، قال الحناشي أولا لأن القناة القطرية “واسعة الانتشار ولأن موقف الدوحة قريب نسبيا من الجزائر” بشأن عدة قضايا. 

وأشار الحناشي إلى أن للجزائر “علاقة متميزة مع قطر وهناك العديد من المشاريع المشتركة كما أن وجود استثمارات قطرية قوية الآن في الجزائر لربما أحد العوامل الذي على خلفيته اختار الرئيس الجزائري قناة الجزيرة للإدلاء بهذه التصريحات”.

فرانس24


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى