لبنان المكبل يتفرج على السباق الدولي نحو التفاهمات
كتب جورج شاهين في” الجمهورية”: توقّفت مراجع ديبلوماسية بكثير من الاستغراب أمام التفسيرات المتسرّعة التي أطلقها اللبنانيون حول التفاهم السعودي ـ الايراني وتردداته المحتملة على خلفية رغباتهم متجاهلين كثيراً من الحقائق التي تدعو الى التريّث في انتظار ما يمكن أن يحظى به لبنان من “كعكة” التفاهم. وهو أمر ينسحب أيضاً على الحراك الدولي الذي عبّر عنه اللقاء الفرنسي – السعودي في باريس. وعليه، كيف يمكن لبلد مكبّل بالمواقف الداخلية المتشنجة أن يواكب هذا السباق الدولي نحو التفاهمات؟
تصرّ المصادر الديبلوماسية على ضرورة إعطاء الوقت الكافي قبل الحديث عن اي حلول مرتبطة بأي من الأزمات المتعددة، والتي تتوزع بين اليمن والعراق وسوريا ولبنان وربما على مستويات أخرى قد تقود التفاهمات الى تناولها. فللطرفين علاقات وثيقة بحلفاء آخرين منخرطين في كثير منها ولا بد من ان يكون لهم تصور ورؤية لا يمكن تجاهلها في اي منها ويقع على عاتقهما أمر تذليلها توصّلاً الى ما يمكن تطبيقه من جانب جميع الأطراف على حد سواء.
وان توسّع الحديث ليطاول الازمة اللبنانية، تصرّ المصادر عينها على التأكيد أنه لا بد من ان يصل الامر الى الوضع في لبنان فله موقعه لدى الطرفين وإن اختلفت اولوياتها بإدراج ملفه وفي اي درجة ممكنة. والى ان تنجلي كل هذه الظروف لا بد للبنانيين من ان يقوموا بمسؤولياتهم، ذلك انّ هناك خطوات مطلوبة منهم قبل الرهان على اي تقارب اقليمي او دولي. وينبغي على الجميع العودة الى موقف وزير الخارجية السعودي الذي قال لهم مباشرة ان التفاهم اللبناني ـ اللبناني مطلوب قبل البناء على التفاهم الإيراني ـ السعودي. وهو ما أثبتته مختلف التحركات الداعمة للبنان. ولعل في اللقاء الاخير الذي جمع المسؤولين السعوديين بالفرنسيين وكلاهما من المكلفين الملف اللبناني ما يُنبىء بأهمية هذه الملاحظات وحتميتها.
وانتهت هذه المصادر الى انه لا ينبغي على اللبنانيين ان ينتظروا بياناً رسمياً بعد كل لقاء يعنيهم، فالمشاورات التي انطلقت من “لقاء باريس الخماسي” في 6 شباط الفائت وحتى اللقاء الثنائي الفرنسي ـ السعودي قبل ايام، لا تعدو كونها نوعاً من “العصف الفكري” الذي ما زال مفتوحاً على شتى الطروحات والاحتمالات وليس ملزماً ان يتبلّغ اللبنانيون بتفاصيلها، مع انه سبق لمجموعة السفراء الخمسة أن ابلغوا الى المسؤولين ما لديهم وما على اللبنانيين القيام به. وطالما ان ليس هناك اي توجّه لبناني جديد، فإنه لن يكون هناك أي جديد اقليمي ودولي في انتظار ما قد تحمله الايام والاسابيع المقبلة من سيناريوهات ما زالت غامضة.
وبناء على ما تقدم، تختم المصادر الديبلوماسية، انّ استمرار التشنجات الداخلية بين اللبنانيين كانت وستبقى عائقاً يحول دون قدرتهم على مواكبة المتغيرات المحتملة في المنطقة، وإن لم يتغير شيء فإنهم سيبقون في موقع “المكبّل ـ المتفرّج” على السباق القائم نحو تفاهمات كبرى قد تطيح بمصالحهم وربما جاءت على حسابهم… ومن يعش يرى.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook