الوكالة الوطنية للإعلام – نادي ليونز طرابلس “فكتور” احتفل بالذكرى العاشرة لتأسيسه بمعرض للفنان الفوتوغرافي اسبر ملحم
وطنية – طرابلس – إستضاف مركز “الصفدي الثقافي” إحتفالية الذكرى العاشرة لتأسيس نادي “ليونز طرابلس – فكتور”، تلازمت مع معرض “Les larmes du ciel” للفنان الفوتوغرافي اسبر ملحم،بالتعاون بين النادي ومؤسسة “شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية” في حضور فاعليات ليونزية واجتماعية واقتصادية ونقابات مهنية وشخصيات سياسية وهيئات وجمعيات أهلية ومدنية.
بعد النشيدين الوطني والفيحاء للشاعر سابا زريق، تحدثت شدا قصاب دبليز، فأشارت الى أن “إحتفالية التأسيس، رافقتها إطلالة مميزة جسدها معرض فوتوغرافي يضم 25 لوحة إلتقطتها عين فنان مبدع، هو اسبر ملحم عبر رذاذ المطر الذي ترجم من خلالها حبه لطرابلس وأبنائها بإظهار أجمل وأبهى مناظرها فأضفى الدفىء عليها في زمن العواصف والأمطار”.
ثم تحدثت رئيسة النادي ليليان رحال صفير، فأعربت عن “افتخار النادي بإقامة المعرض الذي إستطاع إظهار جمال هذه المدينة وسحرها تحت زخات المطر بعدسة مصور فنان، حيث صوره تضيء على شخصية المدينة وفرادتها في خلال طقس عاصف، ونأمل من خلال هذا العمل المميز أن تنال طرابلس تقديرا يليق بها“.
بدوره، رأى حاكم المنطقة بطرس عون، أن النادي “يطوي سنينه العشرة الأولى، ويرتقي بالثقافة وهمته الفريدة الى مصاف مرتع الثقافة، ورؤساء وأعضاء رفعوا لواء العلم والثقافة والأدب الى أعلى الحدود، وبأبجدية الليونز رسموا لوحات وذكرايات كلنا نتذكرها. وللسنوات المقبلة تحديات كبرى لإكمال إرث كبير بالعدد والكمية“، وقال: “نحتفل اليوم تحت زخّات المطر في طرابلس ونعرف أننا نعشق المضي بين شوارع هذه المدينة الأبدية، لنلتقي بأوجه الناس وبسمتهم وكرمهم وحبّهم للعيش الكريم. نلتقي بالليونزيين ونخدم من قلبنا القلوب الطيبة لتبقى عاصمة الشمال، نبض القلب، نبض الثقافة والفن والإنتماء والهوية“.
من جهتها إعتبرت الناقدة التشكيلية وأستاذة المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية الدكتورة مهى عزيزة سلطان، أن “معرض اسبر ملحم ليس حكاية شتاء، بل انها حكايته هو مع المطر، مع مشاعره وما يراه وما يحب ان يرينا إياه، بأسلوبه وطريقته في محاكاة العالم من حوله، على انه ليس هيئات وأشكالا بل بقع ألوان متماوجة وضياء وخيالات وظلال. انه عالم متحرك ومتبدل على وقع المطر الذي ينهمر بسخاء على خد الزجاج تاركا أثرا ومسارات وظنون. كم يبدو الواقع غريبا ومبهما حين يتحول لوحة فنية مرتسمة خلف زجاج يفصل بين عالمين: عالم الداخل وعالم الخارج وعالم السماء وعالم الأرض وما بينهما منطق الطير“.
أضافت: “يفتح لنا اسبر ملحم نوافذ جديدة لكي نرى من خلالها مدينته طرابلس على أنها بحر وناس وأمكنة وغيوم ذكريات طويلة وشمس طفولة منسية تحت المطر. إنها طرابلس بمينائها البحري كما لم نرها من قبل، مبللة بالدموع، دموع السماء التي تنهمر على الزجاج والأرصفة والاشجار والشوارع الخالية إلا من رجل يقف وحيدا يعاند الريح وهو ينظر من عدسة كاميراته، ليقتنص من سحر الطبيعة لحظات تجلياتها المتأتية من ابداع الخالق. فقد شاء اسبر أن يبتعد عن حال المدينة وعجقة شوارعها وناسها واسواقها واحيائها القديمة، اي عن ايقاعها المديني المألوف، ليقترب من نبض الاماكن التي يحبها، وترتاح لها نفسه، وتحث خطاه على التسكع، وتنادي مخيلته، فيصغي الى البحر ووشوشة الحصى ويتأمل اسراب الطيور والنوارس ويراقب الموج حين يعلو ويزبد قبل ان يرتطم بالصخور، ومن هناك تولد الأفكار“.
ولفت محسن يمين في مداخلته الى أن “اسبر ملحم في معرضه لا يصور فحسب، إنما يخلق. يبدع. يصور ويشكل في آن. فهو، بعدم تخليه عن جانب من الواقع يصور. وبقدرته على التشكيل، والنأي عن الصورة، بصيغتها الواقعية المحضة يرسم ويمجد الخيال. فيتداخل التصوير بالرسم والمرئي بالرؤيوي والمتخيل بالحقيقي. تداخل أضواء ساحة النور بإنعكاساتها على صفحة مياه الأمطار، وأضواء معرض رشيد كرامي الدولي، حين إقامة المعرض العربي – الافريقي مع إنعكاساتها هي أيضا على بركة المياه، ونصب الفنان الراحل ماريو سابا، في الميناء: الإعصار، مع الإعصار الفعلي الذي كان يعصف لدى إلتقاط الصورة”.
من جهته، رأى البروفسور بول زغيب، أن المعرض يأخذنا إلى عالم ساحر وسريالي لمدينة طرابلس تحت عاصفة ممطرة، حيث تدعونا الصور المعروضة إلى التفكير في الجمال المذهل الذي تتحلى به طرابلس“، وقال: “من خلال عدسة المصور، ننغمس في مناظر الشوارع حيث تنعكس المباني والآثار والأشياء في طرابلس على الأسطح المغمورة، مما يخلق صورا شاعرية وسريالية. تسقط قطرات المطر بقوة شديدة وتحول الشوارع إلى تيارات وأشياء متدفقة إلى مادة ضبابية سائلة“، معتبرا ان المعرض “يعد قوة الطبيعة ومدينة طرابلس وقوة التصوير الفوتوغرافي لالتقاط اللحظات العابرة في حياتنا اليومية. ننتظر هبوب رياح لتجمع قطرات الماء على سطح الزجاج الأمامي لنتأمل الصورة النهائية التي خرجت من هذه العاصفة“.
بدوره، أوضح نبيل اسماعيل أن مشاركته في الاحتفال “نابعة من مشاعري تجاه زميلي أسبر ملحم المصور المخضرم والأستاذ الفوتوغرافي والبارع في انتاج صور مميزة”، متطرقا الى معرضه في مركز الصفدي الثقاقي، مشيرا الى “أهمية الصورة الفوتوغرافية في حياة السياسيين”، معتبرا انها “النافذة التي يطل منها السياسي على الرأي العام وهي تؤرخ حركته وطبيعته” شاكرا “للزميل والأستاذ الفوتوغرافي أسبر ملحم ونادي ليونز طرابلس وجميع أعضاء الأسرة الليونزية على هذه الفرصة التي اتاحت لي الإضاءة على أهمية الصورة السياسية في بلد يتمتع بالحرية الصحافية ويحمي حرية الرأي وحرية المصور واشكر اهالي طرابلس الطيبين الكرماء على حسن الأستقبال والضيافة“.
وفي الختام كرم اسبر ملحم بدرع وتقديم كتاب “طرابلس في عيون ابنائها والجوار” للمشاركين في الندوة.
=========م.ع.ش.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook