الوطني الحر يقف على حافة العزل السياسي
في ظل التوترات الحاصلة في الداخل اللبناني وبالتوازي مع ما يحكى عن تسويات اقليمية جدية، بات السؤال يُطرح حول امكان استمرار “التيار الوطني الحر” بسياسته الحالية التي لا تفتح أمامه أي أفق للتقدم السياسي في المرحلة المقبلة، خصوصاً انه بات على خصومة كبيرة مع مختلف القوى السياسية المحلية.
كاد “الوطني الحر” في السنوات الماضية، وقبل اندلاع حراك 17 تشرين، أن يستعيد جزءاً من علاقاته السياسية مع القوى المختلفة، سيما وأنه عقد تفاهماً مع رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري في ظل تحالف متين مع “حزب الله” وتسوية رئاسية مع “القوات اللبنانية”، غير أن كل هذه التفاهمات سقطت بالضربة القاضية بعد خلافه مع “القوات” الذي تلاه “خصام” مع الحريري لم يترك فيه رئيس “التيار” جبران باسيل خطّاً للعودة.
وإذ بقي “حزب الله” الحليف الوحيد لـ “التيار” في الساحة اللبنانية “والذي يشكّل وزناً كبيراً في المعادلة السياسية، احتمى “التيار” به من الانهيار السياسي الكامل، حتى أن إحدى أهم ظروف الحفاظ على عهد رئيس الجمهورية ميشال عون وعدم سقوطه خلال الحراك الشعبي، كانت موقف “الحزب” الحاسم في هذا الامر. لكن باسيل سلك أيضاً طريق الخلاف معه في الاسابيع الماضية، الامر الذي زعزع قواعد التفاهم بين الفريقين وبات “التيار” في عزلة شبه كاملة خصوصاً أن هذا التفاهم أنهى علاقته مع معظم القوى المسيحية بالتوازي مع خلاف قديم وعميق مع كل من “حركة امل” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”، ولا يبدو اليوم أن باسيل ينوي إيجاد حلول سريعة للخلاف مع “الحزب”، ما ينبىء باستمراره لفترة طويلة.
لكن المناخ التسووي الذي بدأ يظهر في المنطقة قد ينعكس بعد مدة بشكل او بآخر على الساحة اللبنانية، ما يعني ان التسوية مقبلة بغض النظر عن توازناتها وكيفية تطبيقها وخروجها الى العلن، ومما لا شك فيه أن هذه التسوية ستضم الفرقاء الاقوياء في لبنان وسيتم اخراج الاطراف الضعيفة التي تبعد نفسها بنفسها عن طاولة التسويات، وهذه، كما هو معلوم، طبيعة كل التسويات في العالم.
وبحسب مصادر سياسية مطلعة فإن بقاء “التيار” معزولاً ورافضاً لأي تفاهم مع اي قوى سياسية سواء في الملف الرئاسي أو في استحقاقات اخرى سيجعله طرفاً ضعيفاً عاجزاً عن المعارضة الجدية والمؤثرة في المرحلة المقبلة، وغير قادر على المشاركة في السلطة. فهل سيتمكن “التيار” من الحفاظ على واقعه الشعبي والسياسي في حال خروجه بشكل نهائي من السلطة بعد اعتياده على التحكم بمفاصل الحكم في السنوات الماضية الست؟ وما هي خطّته البديلة!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook