آخر الأخبارأخبار دولية

زيلينسكي يقول إن مستقبل بلاده يتوقف على نتيجة المعارك في باخموت والهجوم الروسي متواصل للسيطرة عليها


نشرت في: 14/03/2023 – 09:21

ذكّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإثنين في خطاب ليلي بأن “الوضع صعب جدا في الشرق” لا سيما في باخموت وشدد على أن مستقبل بلاده يتوقف على نتيجة المعارك الجارية هناك. وفي سياق متصل، تسعى المحكمة الجنائية الدولية لاستصدار أوامر اعتقال لمسؤولين روس بتهم ترحيل أطفال من أوكرانيا قسرا واستهداف البنية التحتية المدنية، وارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.

بينما تكثف روسيا حملتها للسيطرة على باخموت، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن مستقبل بلاده يتوقف على نتيجة المعارك الجارية جهة الشرق، ولا سيما المعارك في باخموت وحولها، وذلك في الوقت الذي يتحدث فيه كل طرف عن قتال وحشي في المدينة الشرقية الصغيرة .

وأصبحت مدينة باخموت المدمرة هدفا رئيسيا للغزو الروسي وتحولت بفعل القتال المستمر على مدى أشهر للسيطرة عليها إلى أكثر معارك المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال زيلينسكي في خطابه الليلي الإثنين: “الوضع صعب جدا في الشرق.. مؤلم جدا. علينا تدمير القوة العسكرية للعدو، وسندمرها” واعتاد زيلينسكي إلقاء خطاباته ليلا منذ بدء الغزو الروسي قبل أكثر من عام.

المحكمة الجنائية الدولية

ومن ناحية أخرى، قال مصدر إنه من المتوقع أن تسعى المحكمة الجنائية الدولية لاستصدار أوامر اعتقال لمسؤولين روس بسبب ترحيل أطفال من أوكرانيا قسرا بالإضافة إلى استهداف البنية التحتية المدنية، وذلك فيما ستكون أولى قضايا جرائم حرب دولية تتعلق بالغزو الروسي. وأضاف المصدر أنه لم تتضح بعد هوية المسؤولين الروس الذين قد يسعى المدعي العام بالمحكمة لاستصدار أوامر للقبض عليهم أو الموعد المحتمل لاستصدار مثل تلك الأوامر، لكنها ستتضمن جريمة الإبادة الجماعية. ورفض مكتب المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية التعليق.

وتقول أوكرانيا والدول الغربية الحليفة لها إن روسيا ارتكبت “جرائم ضد الإنسانية” باستهدافها المدنيين والبنية التحتية المدنية، وهي اتهامات تنفيها روسيا.

ومن المؤكد أن موسكو سترفض أوامر اعتقال مسؤوليها، لكن من شأن محاكمة تتعلق بجرائم حرب دولية أن تزيد عزلة موسكو الدبلوماسية بسبب حملتها التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين وشردت الملايين من ديارهم. ولم ترد وزارة الدفاع الروسية بعد على طلب رويترز للتعليق. وقال قسطنطين كوساتشيوف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي إن المحكمة الجنائية الدولية لا سلطة لها على روسيا منذ سحبت تأييدها في 2016. وأضاف: “المحكمة الجنائية الدولية هي أداة للاستعمار الجديد في أيدي الغرب”. ونفت روسيا اتهامات سابقة بأنها نقلت أوكرانيين قسرا. لكنها لم تخف برنامجا أخذت بموجبه آلاف الأطفال إلى روسيا فيما تصورها على أنها حملة إنسانية لحماية الأيتام والأطفال المتروكين في منطقة الصراع.

وتقول أوكرانيا إن آلاف الأطفال الأوكرانيين المرحلين تتبناهم أسر روسية ويعيشون في مخيمات وملاجئ ويتم منحهم جوازات سفر روسية وتنشئتهم على رفض الجنسية الأوكرانية. ويعرف ميثاق الإبادة الجماعية للأمم المتحدة “نقل الأطفال قسرا من جماعة إلى جماعة أخرى” بأنه واحدة من خمسة أفعال يمكن مقاضاة مرتكبيها باعتبارها إبادة جماعية.

لكن روسيا تقف فيما يبدو على أعتاب انفراجة دبلوماسية لطالما سعت لها إذ أبلغت مصادر رويترز أن الرئيس الصيني شي جينبينغ ربما يزور روسيا الأسبوع المقبل. ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على طلبات للتعليق. وقال الكرملين إن ليس لديه ما يعلنه.

الوضع في باخموت

وفي ساحة المعركة قال جنود أوكرانيون الإثنين إنهم يصدون هجمات قرب كريمينا شمالي باخموت. وفي غابة على بعد حوالي ثمانية كيلومترات من الجبهة، دوت أصوات المدافع مستهدفة مراكز العدو باتجاه الشمال الشرقي. ودوت الانفجارات بصفة مستمرة بطول المسافة مما يشير لوجود قتال عنيف.

وشاهد مراسلون من رويترز جنديا يجري نقله من الجبهة بإصابة بالغة في ساقه. وتم إسعافه في سيارة فان بجبيرة ومسكنات للألم قبل نقله إلى مركز طبي بعيد عن الجبهة. وقال ميخايلو انست، وهو مسعف يبلغ من العمر 35 عاما، قبل أن يعالج الجندي الجريح “قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع كان القتال في ذروته لكنه هدأ قليلا. هناك الكثير من نيران المدفعية وقذائف الهاون”.

وأدت حرب الخنادق، التي يصفها الجانبان بأنها مفرمة لحم، لوقوع عدد هائل من القتلى في باخموت بمنطقة دونيتسك، حيث أعلن كلا الجانبين مقتل المئات من قوات العدو.

وتقول روسيا إن السيطرة على باخموت ستفتح الطريق أمام السيطرة على منطقة دونيتسك بالكامل، وهي هدف حربي رئيسي. وتؤكد أوكرانيا، التي قررت عدم الانسحاب والدفاع عن باخموت، أن إنهاك الجيش الروسي الآن سيسهل عليها هجومها المضاد في وقت لاحق هذا العام.

لكن لا يوجد اتفاق في الآراء بين المحللين العسكريين على أن الدفاع عن باخموت هو أفضل استراتيجية بالنسبة لأوكرانيا. وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليه جادانوف في مقابلة: “حتى الآن لدينا معلومات بأن أوكرانيا ترسل قوات الاحتياط التي تدربت في دول غربية إلى باخموت. ونتكبد خسائر بين قوات الاحتياط التي ننوي استخدامها في الهجمات المضادة”. وأضاف “يمكن أن نخسر هنا كل شيء أردنا استخدامه في تلك الهجمات المضادة”.

وقال المؤرخ العسكري الأوكراني رومان بونومارينكو إن خطر تطويق المدينة “حقيقي جدا”. وأضاف لإذاعة إن.في الأوكرانية: “لو تخلينا ببساطة عن باخموت وسحبنا قواتنا ومعداتنا لا يمكن أن يحدث شيء فظيع… لو أحكموا الحصار سنخسر الرجال والعتاد”.

فرانس24/ رويترز


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى