آخر الأخبارأخبار محلية

توحيد القوى المسيحية ينتظر استدارة التيارفهل يفعلها قريبا؟

على مر الزمن لم تكن العلاقة بين القيادات المسيحية في أفضل حال ، حتى أن الأحزاب أو القوى المنبثقة عنها تناحرت ودخلت في هدنة لبعض الوقت واختلفت وتوافقت وفق الظروف ، وبنتيجة كل ذلك اخفقت في إنجاز مصالحة صلبة تدوم لفترة طويلة.

وفي هذه العلاقة ، استخدمت عبارات التخوين والأساءة وجرى تبادل الأتهامات وكل ما يمكن إدراجه في سياق التجاذبات ضمن اقسى انواع ردود الفعل . بالطبع مرت مناسبات تقاطعت فيها المصالح بين هذه القوى، وتوحّدت المقاربات من دون أن يعني ذلك أن العلاقة مرت في أفضل حالاتها إلا نادرا .

ما بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب حكاية تباعد بفعل القناعات، على أن الفارق الوحيد هو أن التيار والقوات دخلا في تسوية مشتركة، في حين بقي حزب الكتائب يعارض هذه التسوية التي اوصلت يومها إلى انتخاب الرئيس ميشال عون .

اختلف “القوات والتيار”وأصاب حزب الكتائب في تشخيصه العملية التي تمت وكان قراره صائبا في عدم السير بأية تسوية ، كما كان سباقا في مواجهة منطق الدويلة والسلاح ومحافظا على المبادىء السيادية .

اليوم يحكى أن هذه القيادات قد تجتمع تحت سقف رفض إيصال مرشح الثنائي الشيعي النائب السابق سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة من خلال عدم تأمين النصاب في مجلس النواب .
وهنا تقول أوساط مراقبة ل “لبنان ٢٤ “ان الأسباب التي يتمسك بها “التيار”لرفض فرنجية تختلف عن رفض القوات والكتائب وإن هذا الأمر لا يعني أن هناك وحدة صف مسيحي، لاسيما وأن التيار البرتقالي لم يعلن صراحة أنه انتقل إلى الضفة السيادية يؤكد فيها معارضته مسألة سلاح حزب الله، معلنة ان من الصعوبة بمكان أن تجد في قاموس القوات اللبنانية أية نية لإعادة المياه إلى مجاريها مع التيار الوطني الحر وبالتالي لا عودة إلى معادلة” اوعا خيّك” مهما كلف الأمر.

وترى هذه الأوساط أن المطلوب من “التيار الوطني الحر”تبديل النهج المتبع وإظهار نية صادقة وصريحة كي تنطلق مرحلة التعاون معه من قبل القيادات المسيحية، متوقفة عند كلام رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي قال في مقابلته التلفزيونية الأخيرة ” إن لا مانع من التعاون مع التيار في حال بدل ثوابته وانتقل إلى الضفة السيادية”.

وفي هذا المجال يقول عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب الوزير السابق الان حكيم ل “لبنان ٢٤ “ان كلام النائب الجميل كان واضحا وحزب الكتائب سبق وكرر أكثر من مرة تأكيد الانفتاح التام حيال الجميع لاسيما إذا كانت هناك من موافقة على المبادىء والعناصر الاساسية التي يدافع عنها حزب الكتائب. وبالنسبة إلى التيار الوطني الحر فكان النائب الجميل واضحا في قوله أنه في حال تمت إعادة التفكير بكل المواقف التي اتخذها التيار في المرحلة الأخيرة أي دعم سلاح المقاومة والدويلة والأبتعاد عنها، فأن سياسة مد اليد قائمة وبالإمكان الوصول إلى حلول عملانية في ما بيننا من أجل مصلحة البلد ..

ويقول : لا بد من حصول تطور جدي لجهة رفض تصرف حزب الله على الصعيد العام وإن يتم تبدل في موقف “التيار”ليكون منسجما مع الفريق السيادي والوطني لاسيما وأن هناك فريقا للممانعة، أي إذا حصل تغيير في المواقف والتموضع وتخلى التيار عن فريق الممانعة والتحق بالفريق السيادي ، فأن فتح النقاش السياسي ومد اليد امر قائم ، مركزا على أن سياسة اليد الممدودة للكتائب عريقة وقديمة من خلال مبادىء واضحة وصريحة .

الواضح أن التيار الوطني الحر لم يفصح حتى الآن عما إذا كان قد اجرى نقدا ذاتيا واختار تموضعا جديدا وهذه خطوة قيد الترقب لدى الفريقين المسيحيين الأخرين ولاسيما الكتائب وعند اكتمال استدارة التيار في اتجاه بناء الدولة وحماية المؤسسات يصبح عندها لكل حادث حديث.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى