آخر الأخبارأخبار محلية

الاستحقاق الرئاسي: هل بدأت المواجهة الخارجية؟

كتب جورج شاهين في” الجمهورية”: أجمعت مصادر ديبلوماسية وسياسية على ان الاسلوب المعتمد في ترشيح فرنجية لم يقنع بعد القوى المناهضة على الساحتين الداخلية والخارجية. وتضيف انّ الأسلوب الذي اعتمد بمرحلتيه ما بين عين التينة والضاحية الجنوبية لم يبعد فرنجية من لائحة مرشحي “حزب الله” بعد، خصوصاً انه لم يعلن ترشيحه رسمياً على رغم من عدم الحاجة الى مثل هذه الخطوة عند انتخاب الرئيس.

Advertisement

وإن كانت هذه المقاربات محصورة بما تشهده الساحة الداخلية من مناقشات لم تؤد بعد الى إحداث اي متغيرات اساسية تغيّر من واقع التوازنات الداخلية، فإنّ النظر الى خريطة المواقف الخارجية يبدو اكثر تعقيداً وخصوصاً بعد “لقاء باريس” الذي استقطب اهتمامات الاطراف كافة وبلا استثناء. حتى الذين يدعون الى إبقاء الاستحقاق ضمن جدران لبنانية فقط ـ ومنهم “حزب الله” ـ لا يخفون انهم ينتظرون موافقة بعض الاطراف على مرشحهم، لا سيما منها الجانبين الأميركي والسعودي بعد الفرنسي، لتسهيل مهمته في ولايته المقبلة. وهم يعتقدون ومعهم اطراف اخرى مؤثرة انّ من المستحيل مواجهة اي من مسلسل الازمات المتفاقمة والمتناسلة التي يعيشها البلد بالقدرات اللبنانية ولا بد من الدعم الخارجي المؤدي الى فتح الطريق الى مرحلة التعافي والإنقاذ. وإن كان صندوق النقد الدولي احد المعابر الاجبارية، فإنّ الدعم من دول ومؤسسات مانحة أخرى مطلوب بإلحاح وبالسرعة القصوى، وأن على المسؤولين اللبنانيين إقرار الحد الادنى مما هو مطلوب من اصلاحات لاستدراج هذا الدعم وتحوّله من مرحلة إثبات النيات الى مرحلة الالتزامات وهي قيد التجربة الصعبة.
وتأسيساً على هذه المعادلة المعقدة بعناصرها الداخلية والخارجية ومدى تداخلها الى الحدود القصوى، فإنّ إقدام “الثنائي الشيعي” على دعم ترشيح فرنجية في ظل هذه الظروف المعقدة المحيطة بموقعه، فتح الآفاق واسعة أمام مواجهة خارجية قد تكون صعبة وخطيرة، مع الأمل في ان لا تكون طويلة المدى. فأصحاب هذه النظرية يقدّرون خطورتها انطلاقاً من ناحيتين: الاولى مرتبطة بقدرة “الثنائي” على إقناع العواصم الكبرى بفرنجية – وهو قد يكون الاقرب من غيره الى فهم حدة المواقف الخارجية الرافضة ومعاييرها المختلفة – وثانيها ان تحولت المواجهة المقبلة حرباً مباشرة بين طهران من جهة وكل من واشنطن والرياض من جهة اخرى، وعندها قد تكون المخاطر أكبر بكثير مما هو متوقع لها من تداعيات على المَديين القريب والبعيد.
عند هذه المؤشرات المتناقضة والمتقلبة، تقف المعالجات الجارية للاستحقاق الرئاسي، وان لم يستطع اي مرجع سياسي او ديبلوماسي تقديم اي صورة عما ستحمله التطورات المقبلة من اليوم، فإنّ الحديث عن “لقاء باريس 2” قد يشكّل دعوة وفسحة لا بد من أن تأتي بما يؤشّر الى المنحى الذي ستتخذه هذه المكاسرة بما تحمله من نتائج متناقضة تتراوح بين الانفراج والإنفجار.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى