الوكالة الوطنية للإعلام – بري ممثلا بقبيسي رعى تدشين مشروع تطوير نبع علمان في النبطية: تفعيل مؤسسات الدولة بحاجة لتوافق سياسي وحوار داخلي
وطنية – رعى رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب هاني قبيسي، الاحتفال الذي نظمته مؤسسة مياه لبنان الجنوبي لتدشين “مشروع تطوير نبع علمان” ضمن منظومة النبطية المائية الذي نفذ بالشراكة مع منظمة اليونيسف وبتمويل من المانيا من خلال البنك الالماني للتنمية KfW.
الاحتفال الذي اقيم عند خزان الحمرا في زوطر الشرقية – النبطية حضره رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، النائب ناصر جابر، المدير العام لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي الدكتور وسيم ضاهر ممثلا وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض، محافظ النبطية بالتكليف الدكتور حسن فقيه، ممثل منظمة اليونيسف في لبنان إدوارد بيجبي، قائد سرية درك النبطية العقيد توفيق نصر الله، مسؤول مكتب مخابرات النبطية العقيد الركن علي اسماعيل، رؤساء اتحادات بلديات جبل عامل علي طاهر ياسين، الشقيف النبطية الدكتور محمد جميل جابر، جبل الريحان المهندس باسم شرف الدين، رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وفاعليات.
ضاهر
بعد النشيد الوطني افتتاحا وكلمة ترحيب من رئيس بلدية زوطر الشرقية وسيم اسماعيل، ألقى ضاهر كلمة قال فيها: “بداية أشكر ثقة معالي وزير الطاقة والمياه الدكتور وليد فياض الذي شرفني بإلقاء كلمة الوزارة بالنيابة عنه، تقوم وزارة الطاقة والمياه بجهود استثنائية، وبشكل متواز لتطوير قطاعات الطاقة والنفط والمياه، من خلال تطوير الاستراتيجيات الموضوعة، لبلوغ الأهداف والأولويات، إن لجهة تحسين جودة المياه ووصولها لأكبر عدد ممكن من غير المواطنين، كما تعمل على تعزيز استقلالية مؤسسات المياه، عبر تسريع تنفيذ المراسيم التطبيقية لقانون تنظيم المياه، وابرام العقود والاتفاقيات مع الجهات المانحة الدولية، لانجاز مشاريع الانتقال والتحول الالكتروني، ومشاريع تحسين الإنتاج والتوزيع والجباية وزيادة الاشتراكات. وبالرغم مما يمر به لبنان من تحديات وظروف قاسية على المواطنين والمؤسسات العامة على حد سواء، عملت وزارة الطاقة على الاستثمار في الشراكة المعقودة مع الجهات المانحة لتنفيذ استراتيجية ترتكز على إعادة بناء وتطوير وتأهيل البنى التحتية لمؤسسات والمياه وبشكل متواز ومتوازن، ووقعت مع المنظمات الدولية اتفاقيات شراكة وتمويل لباقة واسعة من المشاريع التي تستهدف ضمان استدامة عمل المؤسسات من جهة واستمرارية التغذية بالمياه، وأيضا استعادة التوازن المالي لهذه المؤسسات دون تحميل المواطن الأعباء الموازية لارتفاع التكاليف، وكل ذلك ضمن خطة تعاف على خمس سنوات تضمن استمرارية المؤسسات واستدامة الخدمات وتحسين شروطها وبيئتها”.
أضاف: “إن هذه الشراكة الاستراتيجية بين وزارة الطاقة وبين الجهات المانحة والداعمة من المنظمات الدولية، والتي تأتي اليونيسف في مقدمتها، اثمرت تنفيذا للعديد من البرامج والمشاريع، كما نرى اليوم في الموقع الذي نحتفل بتدشين منشآته نبع علمان التي ستثمر تحسينا لكميات المياه العذبة المستفاد منها، وبناء لمحطات ومنشآت وفق منظور فني وهندسي مناسب وموائم للبيئة والطبيعة المحيطة.كذلك كنا في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي وباقي مؤسسات المياه في لبنان، من المستفيدين من هذه الشراكة، فاستثمرنا في مندرجاتها لتنفيذ استراتيجيتنا لتطوير قطاع المياه، لتحقيق اهدافنا بالوصول الى مصادر مياه سطحية غير ملوثة، أي الينابيع، وانتاجها وتكرير وضخ المياه بكلفة أقل، والحفاظ على جودة المياه، وتعزيز ثقة المواطن بالمؤسسة، وتحسين بيئة الخدمات والتواصل وآليات متابعة الشكاوى، واطلاق المشاريع المركزية الكبرى، والانتقال الى الضخ مركزيا بواسطة منظومات مياه مناطقية، ومن ثم التوزيع بالجاذبية، خفضا للأكلاف وضمانا لتوسعة قدرات المؤسسة التخزينية ومجاراة النمو السكاني والهجرة المعاكسة من المدينة الى الريف. لكن المؤسسة واجهت كما المواطنين، وكما باقي المؤسسات العامة، لا سيما مع نهاية العام 2019 سلسلة متتابعة من التحديات والأزمات والظروف، بدءا بما حصل نهاية عام 2019 من تظاهرات وحراك، ولاحقا أزمة انتشار كورونا، وأزمات الطاقة والمحروقات وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، واضطرت لتعديل أولويات استراتيجيتها 2020 – 2025 بما يتلاءم مع التحديات المستجدة، فواصلت وبالتزامن مع تنفيذ المشاريع الكبرى، وأعمال الصيانة والتأهيل وبالشراكة مع الجهات المانحة وفي مقدمتها اليونيسف، متابعة كل ما يؤمن استمرارية التغذية بالمياه في الظروف الصعبة، وإنجاز مشاريع التطوير والتأهيل التي يعتبر “مشروع نبع علمان” واحدا منها”.
وتابع: “لقد استطاعت مؤسسة مياه لبنان الجنوبي بالشراكة مع اليونيسف تنفيذ مشاريع هامة لا سيما منها مشروع “منظومة معروب المائية” وينابيع الرشيدية ومنظومة عيتيت، و”مشروع تطوير وتأهيل منشآت نبع الطاسة”، وها هي اليوم تدشن مشروع “نبع علمان” الذي رفع الكمية المستفاد منها من المياه العذبة من حوالي 690 متر مكعب يوميا الى 10 آلاف متر مكعب، وتم أيضا انشاء مبنى خرساني لحماية “حصرة النبع” ومحطتي ضخ مع خزاني كسر ضغط وخزان مناطقي لتجميع المياه قبل توزيعها على القرى المستفيدة من المشروع والتي ستكون رافدا لمنظومة النبطية المائية التي تشمل بالإضافة الى تأهيل منشأة آبار فخر الدين، تطوير وتأهيل منشآت نبع الطاسة، بناء خزانات مناطقية بسعات 1000 – 2500 متر مكعب، وأيضا ربطها بمشروع “نبع غلة” الذي أنجزت كافة الدراسات اللازمة له وننتظر تأمين التمويل. نعم، هذا ما قامت به مؤسسة مياه لبنان الجنوبي على مدى سنوات التحدي والظروف الصعبة، وهي ملتزمة بمواصلة الجهود وتنفيذ استراتيجيتها لتأمين وصول المياه لكافة المستحقين، علما أن كل هذه الجهود تبذل في وقت يعاني فيه عمال وموظفو المؤسسة ضغوطا حياتية قاسية، بدءا من تدني قيمة رواتبهم، وارتفاع اكلاف النقل والتنقل، وغلاء المعيشة، وفي نفس الوقت وبغياب الإجراءات الحكومية اللازمة لمعالجة أوضاعهم وأوضاع موظفي القطاع العام، يحرمون من الاستفادة أيضا من منصة “صيرفة” التي كانت تؤمن لهم تحسينا غير كاف في القدرة الشرائية لرواتبهم المتدنية والهزيلة، والتي لو كان القانون يسمح لما كنا ترددنا للحظة في رفعها بما يؤمن انصافهم وتقدير جهودهم وتحقيق أقل قدر من الاستقرار والاطمئنان لهم ولعائلاتهم الكريمة”.
بيجبيدر
وكانت كلمة لممثل اليونيسف بيجبيدر اعرب فيها عن “سعادته لاتمام هذا المشروع الحيوي بنجاح، هذا المشروع الذي سعت اليونيسف ليكون من ضمن المشاريع التي تهدف الى تنمية المنطقة ومساعدة السكان على التغلب على المشاكل التي يعانونها لايجاد حلول للحصول على المياه، وأمل ان يكون المشروع ساهم مع الجهات الرسمية ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي في ايجاد حلول، وخاصة في ظل ما يعانيه هذا البلد من مشاكل اقتصادية صعبة تنعكس سلبا على المواطنين”.
قبيسي
بعدها كانت كلمة لقبيسي قال فيها: “هذا الافتتاح اليوم يعتبر خطوة ايجابية والمنطقة بأمس الحاجة لها، فما قدم اليوم من تعاون نباركه بين مصلحة لبنان الجنوبي وبين منظمة اليونيسف والبنك الالماني للتنمية لما يؤمنه من حاجة ضرورية لاهلنا، ولا بد لنا ان ننوه بما تقوم به منظمة اليونيسف على مساحة الجنوب ولبنان، فهذا المشروع ليس الوحيد الذي ساهمت فيه اليونسيف بل ساهمت بالكثير من المشاريع على مساحة الجنوب، فهكذا تترجم السياسات وهكذا تترجم الافعال لان البعض يترجم سياسة ضد لبنان لمعاقبته للدفاع عن أرضه وصموده بوجه كل معتد بحصار قاس ظالم على أهلنا وعلى شعبنا، وللاسف يترجم على أيدي بعض الساسة في لبنان مسلكا يعزز لغة الاختلاف والفرقة والانقسام، ونحن نصر بشكل دائم على أن يبقى لبنان بلد العيش المشترك، بلد المحبة وسنحافظ على هذا الوطن رغم الاختلافات السياسية والانقسامات التي تحصل في لعبة ديموقراطية نحافظ من خلالها على كل مؤسسات الدولة لان البعض يعكس هذا الخلاف على واقع اقتصادي وتنموي وانهاك لمؤسسات الدولة عبر تعطيل معظمها”.
أضاف: “مع الاسف ما نشهده هذه الايام هو تدمير لاغلب مؤسسات الدولة بأزمة اقتصادية خانقة يساهم فيها كثر يرفضون لغة الحوار والتواصل لنصل الى تنفيذ استحقاقاتنا، وسنبقى الى جانب مؤسساتنا ومنها مصلحة لبنان الجنوبي التي تحمل عبئا كبيرا لايصال المياه الى اهلنا على مساحة كل الجنوب، نعم الوطن بحاجة الى التفاهمات والى الحوار ونبذ الاختلافات، مهما تباعدت الرؤى يجب ان تبقى مؤسسات الدولة بعيدة عن التأثر باللغة الطائفية والمذهبية ومصالح الطوائف كي تبقى مصلحة الوطن هي العليا وفوق كل اعتبار ولنحافظ جميعا على المؤسسات عبر تفعيل الجامعة اللبنانية والمدرسة الرسمية، وكل هذه الامور بحاجة لتوافق سياسي وحوار داخلي نأمل أن يهتدي البعض لننتقل بلبنان من زمن الحصار الى زمن الانتصار فنحقق رغبة الشهداء الذين سقطوا على ارض الجنوب عزا وكرامة، واتوجه بالشكر الى ممثل منظمة اليونيسف على كل ما يقومون به على مساحة كل الجنوب، وهذا يترك بصمة خير ومحبة واحترام من اهلنا في الجنوب الى مجتمع دولي اعتاد على ظلمنا وانتم تشكلون مساحة امل ووفاء بعلاقات طيبة على مساحة العالم بهذه النشاطات التي تقومون بها وبالتعاون مع مصلحة لبنان الجنوبي نأمل ان يستمر هذا الدعم لتطوير المؤسسات وصيانتها”.
وبعد ذلك قص قبيسي ورعد وضاهر وبيجبيدر الشريط التقليدي لافتتاح المشروع، وازاحوا الستارة عن لوحة تؤرخ للمناسبة، وكانت جولة في اقسام المشروع
رعد
وإثر الجولة اعتبر النائب رعد في تصريح أن “الشح في المياه كان يتطلب خطة إستراتيجية لحسن إستثمار المياه الموجودة من مصادرها النقية والنظيفة من أجل أن توزع على القرى”، مضيفا “ما أبدعته مؤسسة مياه لبنان الجنوبي هي أنها وضعت هذه الخطة والتي توزعت عبر عدة مفترقات منها هذا المشروع “نبع علمان” الذي يزود عشر قرى من منطقة النبطية بمياه الشفة ويرفع منسوب الإستفادة من ما كان عليه مئة وخمسين مرة عما سبق”.
أضاف: “هذا الأمر يتيح فرصة الإستفادة من المياه التي تهدر إلى البحر ونستفيد منها من أجل خدمة شعبنا وأهلنا”، مشددا على ان “ما تقوم به كتلة الوفاء للمقاومة بالتعاون مع كتلة التنمية والتحرير وبرعاية ومواكبة من دولة الرئيس نبيه بري وقيادة حزب الله هو التشجيع على هذه المشاريع وتنفيذها وتوفير كل المناخات الملائمة من أجل إنجازها خدمة لأهلنا وشعبنا في الجنوب”.
وتوجه رعد بالشكر لمن تعاون من المؤسسات الدولية، اليونيسيف ، ولكل من جهد من محليين والمختصين في هذه المنطقة من أجل إنجاز هذا المشروع.
===========ر.إ
مصدر الخبر
للمزيد Facebook