آخر الأخبارأخبار محلية

إلى الاسم الثالث دُر.. التيار غير منزعج من ترشيح فرنجية؟!

كان من المتوقع أن يثير إعلان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، بعد رئيس مجلس النواب نبيه بري، تبنّي ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، إلى رئاسة الجمهورية، “استياء” جمهور “التيار الوطني الحر” ورئيسه الوزير السابق جبران باسيل، ولو أنّ الأخير كان “في الجو” منذ فترة غير قصيرة، وهو ما أدّى أصلاً إلى “النفور” بين الجانبين، الذي جعل تفاهم مار مخايل، بحكم “المنتهي“.

 

لكنّ ما حصل أنّ باسيل عمّم على جمهور “التيار”، وفق المعلومات المتوافرة، بعدم التعليق على الخطاب لا سلبًا ولا إيجابًا، ولو أنّ الالتزام بذلك لم يكن تامًا، حيث وُجِد بين “العونيّون” من يصوّب بشدّة على الأمين العام لـ”حزب الله” الذي ضرب الشراكة، في موقف نُسِب بعد ذلك لباسيل نفسه خلال اجتماع الهيئة السياسية في “التيار” وفق بعض التسريبات، مع تأكيده في الوقت نفسه، على أنّ الأخير “حرّ” بدعم من يشاء.

 

وفيما كان لافتًا أنّ القناة الناطقة باسم “التيار” استخدمت توصيف “مرشح حركة أمل وحزب الله” في الإشارة إلى فرنجية، خلافًا لمضمون كلام السيد نصر الله، ما عكس بشكل أو بآخر أجواء “الامتعاض” هذه، خرج بين “العونيّين” أيضًا من أراد الإيحاء بعكس ذلك، لجهة عدم الانزعاج، بل الارتياح لـ”ترشيح” فرنجية، باعتبار أنّه سيعجّل في “حرقه”، وفق أصحاب هذا الرأي، تمهيدًا للبحث في “الاسم الثالث” الذي يروّج له “التيار” منذ مدّة!

 

انقسام في الآراء

 الأكيد أنّ الآراء في صفوف “التيار الوطني الحر” من تبنّي “حزب الله” لترشيح فرنجية لم تكن موحّدة، ولو أنّ الجميع اتفقوا على أنّ الإعلان لم يكن مفاجئًا، بل إنّه كان متوقَّعًا، خصوصًا أنّ الحزب مهّد له منذ فترة طويلة، وصارح باسيل به في الاجتماعات المغلقة، ولو أنّ هناك من يعتقد أنّه ما كان يحبّذ تسميته في هذه المرحلة، بانتظار نضوج الظروف، لكنّ التبنّي “فُرِض عليه” بعد مبادرة الرئيس نبيه بري إلى طرحه في حديثه الصحافي الأخير.

 

مع ذلك، فإنّ التسمية لم تنزل لا بردًا ولا سلامًا على جمهور عريض من “التيار الوطني الحر”، قد يكون باسيل على رأسهم، حيث اعتبر هؤلاء أنّ خروج التسمية عن السيد نصر الله، رغم الاعتراض الواسع على فرنجية، وتحديدًا في الساحة المسيحية، في ضوء رفض الكتلتين المسيحيتين الأكبر، أي “التيار” و”القوات” له، إضافة إلى “الكتائب” ومعظم النواب المستقلين، ينطوي على ضرب لأسس الشراكة، ومحاولة “فرض” للمرشح.

 

ورغم أنّ السيد نصر الله حرص في خطابه على تأكيد تمسّكه بتفاهم مار مخايل، الذي لا يتضمّن في متنه أيّ إشارة لوجوب أن يتفق الجانبان على مرشح “رئاسي” واحد، إلا أنّ هناك في صفوف “التيار” من قرأ في موقف “حزب الله” ضربًا لجذور “التفاهم” عن بكرة أبيه، خصوصًا أنّ باسيل سبق أن أعلن نفسه “ممرًا إلزاميًا” في انتخابات الرئاسة، وكان يفترض أن يكون “الحزب” أشدّ المتمسّكين بتكريس هذه المعادلة، لا أول “القافزين” فوقها.

 

النصف المليء من الكوب!

لكن، في مقابل وجهة النظر هذه، ثمّة فريق “عونيّ” آخر أراد النظر إلى “النصف المليء من الكوب” كما يُقال، وبالتالي البناء على الإيجابيات، ليخلص إلى أنّ إعلان السيد نصر الله قد لا يكون “بهذا السوء”، خصوصًا أنّ الرجل أقرنه بدعوة إلى الحوار والتفاهم، لا التحدّي والاستفزاز، وهو لم يرفع شعار “فرنجية أو لا أحد”، ولم يوحِ بنيّته التعطيل “كرمى لعيون” الأخير كما فعل مع الرئيس ميشال عون، ولو أنّ البعض قرأ مثل هذا الموقف خلف السطور.

 

من هنا، يعتقد “المتفائلون” في أوساط “التيار”، من المعارضين لخيار انتخاب فرنجية حتى الآن على الأقلّ، أنّ إعلان نصر الله، الذي لم يحمل جديدًا أصلاً، بل أكّد المؤكّد، قد يكون مفيدًا لناحية “ترسيم حدود” الاستحقاق الرئاسي، إن جاز التعبير، خصوصًا أنّ كل المؤشرات تدلّ على أنّ فوز فرنجية “ليس في الجيب”، وأنّه لا يضمن الحصول على 65 صوتًا، بغياب الغطاءين الداخلي والخارجي، حتى لو اصطفّ “الحزب التقدمي الاشتراكي” إلى جانبه، بـ”موْنة”بري.

 

لذلك، فإنّ هؤلاء “يتفاءلون” بأنّ تسمية فرنجية قد تكون “مراعاة لخواطر” الرجل بالدرجة الأولى، باعتبار أنّ “حزب الله” تبنّى ترشيحه علنًا، لكنّه اصطدم بالاعتراض الواسع عليه، الذي لا يعتقد أنه سيُكسَر في القادم من الأيام، وهو ما قد يفتح الباب أمام البحث الجدّي والحقيقي عن “تفاهم” على اسم ثالث كما يريد “التيار” أساسًا، بعيدًا عن فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون، الذي بات واضحًا تقاطع “التيار” و”حزب الله” على رفضه شكلاً ومضمونًا.

 

قد يصطدم الموقف “الليّن” لـ”التيار” بحقيقتين ثابتتين، وإن حاول البعض التقليل من شأنهما، الأولى أنّ “حزب الله” لم يسمّ فرنجية لـ”حرقه”، وأنّ مثل هذا “التكتيك” ليس من أدبيّاته، بدليل تجربة 2014، عندما سمّى عون حتى أوصله إلى قصر بعبدا، والثانية أنّ بين “العونيّين” أنفسهم، أو بالحدّ الأدنى، حلفائهم دخل تكتل “لبنان القوي”، من لا يمانع انتخاب فرنجية رئيسًا، بل قد يبدي “حماسة” له، ولو بخجل!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى