آخر الأخبارأخبار محلية

قراءة أميركية لترشيح حزب الله لفرنجية: هل تسبب بشرخ سياسي؟

إن ترشيح حزب الله لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية كان حدثاً طال انتظاره. مساء الإثنين، وفي خلال كلمة ألقاها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أصبح هذا الإعلان رسمياً.

وبحسب موقع “ناشونال انترست” الأميركية، “لم يكن خفياً على أحد في الداخل تفضيل الحزب الموالي لإيران لفرنجية خلفا لميشال عون، الذي انتهت ولايته في تشرين الأول 2022. ومع ذلك، كان جلياً أيضاً معارضة الأحزاب السياسية والجهات الفاعلة بشدة هذا القرار. هناك بالفعل معارضة متزايدة بين بعض الجماعات حول تأييد حزب الله لسليمان فرنجية، الأمر الذي يعتبرونه غير مقبول. فمعارضة إسم فرنجية لرئاسة الجمهورية ليست موجهة ضد شخصه، وإنما ضد الطريقة التي تتم عبرها طرح هذا الإسم، أي على أساس نهج “خذها أو اتركها“.”

وتابع الموقع، “وعبرت النائب نجاة صليبا، في حديث مع الموقع، عن رفضها لترشيح فرنجية وللطريقة التي يتم بها طرح إسمه، قائلة: “هذا بمثابة استخدام القوة لفرض مرشح على الجميع. أعتقد أن العملية الديمقراطية تتطلب أن يعلن الشخص ترشحه للرئاسة. لم يقم فرنجية بذلك بعد. إذا كان حزب الله يريد هذا الشخص كمرشح، فعليه السماح له بتقديم ترشيحه أولاً وحينها فلتسد الديمقراطية”. وبحسب صليبا، فإن النهج المتبع ليس الإجراء المعتاد الذي تستخدمه الدول الديمقراطية لانتخاب الرؤساء. وقالت: “استخدام القوة واضح هنا، وما من نية لبناء دولة واحترام الديمقراطية. لا بل على العكس. إنهم يفرضون مرشحهم بطريقة ديكتاتورية“.”

وأضاف الموقع، “كما وجاء الرد على خطاب نصرالله من قبل متحدث باسم حزب “القوات”، والذي أوضح موقف حزبه من موضوع رئاسة الجمهورية. وقال المتحدث: “لقد كان واضحا منذ اليوم الأول أن حزب الله يدعم فرنجية، لذلك لم يكن الإعلان مفاجئا. وبالتالي، لا نشعر بضرورة الرد على تصريح نصرالله، لكننا نريد التشديد على أنه يؤكد مخاوفنا ومواقفنا. وانتقد المتحدث نصر الله لعدم إرسال نوابه إلى المجلس النيابي منذ 29 أيلول، وهو موعد أول جلسة لانتخاب رئيس. عوضاً عن ذلك، أهدر إحدى عشرة جلسة وأكثر من أربعة أشهر بالاقتراع بورقة بيضاء، مما عرقل مسار الدستور وحال دون انتخاب رئيس. واقترح المتحدث أنه كان على نصر الله أن يرسل نوابه للتصويت لفرنجية في وقت سابق، بدلاً من الانتظار حتى الآن للإعلان عن تأييدهم للأخير“.

وبحسب الموقع، “عندما سئل عما إذا كانت هناك أي ظروف يمكن للقوات أن تنظر فيها إلى فرنجية كخيار قابل للتطبيق، رد المتحدث قائلاً: “نفضل ألا ندخل في جدل حول فرنجية كشخص. نحن نعتقد أن الحكم لن يكون في يد شخصٍ واحد، لا بل من خلال البرنامج والتحالفات التي يمكنه انشاءها. وعلى الرغم من أننا طورنا علاقات جيدة معه، إلا أن فرنجية يتماشى للأسف مع برنامج حزب الله، والذي نعارضه تمامًا”. وأضاف المتحدث أن غالبية اللبنانيين يعارضون أيضًا برنامج حزب الله، كما بات واضحاً من خلال الانتخابات الأخيرة والتي جرت في أيار الماضي“.

وتابع الموقع، “إذا كان فرنجية يرغب في أن يصبح الرئيس المقبل، فإنه سيحتاج إلى دعم كتلة مسيحية رئيسية في البرلمان، وهو ما يفتقر إليه حاليًا. من المحتمل أن حزب الله يراهن على أن يصبح الوضع يائسًا لدرجة أن المعارضة سوف تتنازل في النهاية، على أمل تحقيق نوع من النصر. حدث مثل هذا السيناريو سابقًا: في عام 2016، صادق رئيس حزب القوات سمير جعجع على ميشال عون من خلال اتفاقية معراب مقابل عدد من التنازلات. هذا المسعى فشل في النهاية. منذ ذلك الحين، يبدو أن القوات قد تعلمت الدرس وباتت أكثر حذراً عندما يتعلق الأمر بعقد أي صفقات مع مرشحين حاصلين على مباركة من حزب الله. وكان جعجع نفسه قد قال مرارًا وتكرارًا إن حزبه سيرفض وصول فرنجية إلى سدة الرئاسة“.

وأضاف الموقع، “لا يبدو أن القوات هي الوحيدة الرافضة لإسم فرنجية، حتى وإن كانت أسباب الرفض مختلفة. رداً على خطاب نصر الله، غرد النائب عن التيار الوطني الحر سليم عون  أن حزبه ليس مصطفاً في أي محور. حتى وقت قريب، كان حزب الله والتيار الوطني الحر حليفين مقربين. أما الآن، فقد انفصل الاثنان بشكل غير رسمي بسبب تأييد حزب الله لفرنجية. فلرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل طموحات رئاسية خاصة به، وقد رفض الموافقة على ترشيح فرنجية“.

وختم الموقع، “في ظل النظام الطائفي في لبنان، عادة ما يتم تقسيم المناصب العليا بين الطوائف الدينية المختلفة في البلاد. فالرئاسة ملك للمسيحيين الموارنة. إذا جاز التعبير، أصبح المنصب مقعدًا لمن لا صوت لهم. لكن هذه المرة، قد يكون هناك مرشح وقد يصبح رئيسًا إلا أنه لن يحظى بدعم مسيحي ماروني. بالطبع، في عالم السياسة اللبنانية غير المنظور، كل شيء ممكن. ولكن اعتبارًا من الآن، فإن الرد على ترشيح فرنجية يتمثل برفض مدوي“.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى