اعتكاف القضاة متواصل
Advertisement
وليس بعيداً من أزمة فقدان مُستلزمات العمل، عادت أزمة النقل لِتَستَفحِل من جديد. فأسعار المحروقات تضاعفت من 750 ألف ليرة للتنكة نهاية العام الماضي مع عودة القضاة عن الاعتكاف إلى مليون ونصف ليرة اليوم. وما يجعل من الأمر معضلةً حقيقية، هو أن التوزيع الجغرافي للقضاة على المحاكم لم يراعِ يوماً أماكن سكنهم. وللأمر مبرره نتيجة تنوّع المناصب القضائية بحسب الوظيفة. فتركيب الـ«Puzzle» القضائي في كل محافظة من مجموعة قضاةٍ متنوّعين على صعيد الدرجات، يستوجب حكماً تعيين عددٍ من القضاة من خارج نطاق المحافظة نفسها. إلا أنه قبل العام 2019، في زمن دعم المحروقات لم يشكّل هذا التوزيع عائقاً كما هي الحال راهناً.وفي عنوان آخر من عناوين «كربجة» العمل، يظهر أثر فشل مجلس القضاء الأعلى في إتمام التشكيلات القضائية، ومن ثم الاختلاف على الانتدابات المؤقتة للقضاة لارتباطها بصفقةٍ طائفية على صعيد البلد. لذلك نجد، مثلاً، أنّ في محافظة النبطية ثلاثة قضاةٍ مُنفَردين، في حين أن حاجتها الفعلية وفق مصادر قضائية هي لسبعة، ما أدى – في النبطية وعدد من المحافظات – إلى استلام القاضي الواحد عدّة مناصب قضائية مُختَلِفة ومتناقضة، تتضاربُ أحياناً قانونياً أو معنوياً، كأن يُنتَدَب قاضٍ مُنفَرِد رئيس بداية في أحد المراكز. ويستتبع ذلك أيضاً، أن يتعطّل جزء من العمل، وهو يعني عملياً أن قاضيين أو ثلاثة لا يقومون بمهامهم. بدأ هذا الواقع وفق المصادر عام 2000، وتعزز بعد الـ2005، إذ اعتاد القضاة ممن يحظون بواسطة رفض العمل في محافظاتٍ معيّنة يتم فرزهم إليها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook