أوكرانيا تنفي ضلوعها في تفجير خطي “نورد ستريم” وروسيا تعتبر التقرير الأمريكي “تشتيتا للانتباه”
نشرت في: 08/03/2023 – 14:54
اعتبرت روسيا الأربعاء أن ما نشرته صحيفة أمريكية حول قيام “مجموعة موالية لأوكرانيا” بتفجير خطي أنابيب الغاز “نورد ستريم” 1 و2 العام الماضي مجرد “تشتيت الانتباه”. ومن جانبها، نفت كييف رسميا أن تكون ضالعة في أعمال التخريب هذه. فيما أكد المدعي العام الألماني أن قاربا يشتبه في استخدامه في عملية التخريب خضع للتفتيش في إطار التحقيق الألماني.
معلومات “لتشتيت الانتباه” …بهذه العبارات ردت موسكو على ما نشر في الصحافة الأمريكية بشأن مسؤولية”مجموعة موالية لأوكرانيا” عن تفجير خطي أنابيب الغاز “نورد ستريم” 1 و2 العام الماضي.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن البيانات التي جمعتها أجهزة الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن منفذي التخريب في خطي أنابيب الغاز هم “خصوم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله: “من الواضح أن منفذي الهجوم يريدون تشتيت الانتباه ومن الواضح أن هذه حيلة إعلامية منسقة”.
وأضاف أن “هذه القضية ليست غريبة فقط، بل تعد جريمة بشعة”، داعيا إلى “تحقيق شفاف وعاجل”، مشددا على ضرورة إشراك روسيا في التحقيق الدولي في تخريب هذين الخطين المهمين لأنابيب الغاز اللذين تم بناؤهما لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا.
ومنذ غزو موسكو لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022 كان خطا أنابيب الغاز في قلب التوتر الجيوسياسي الذي أججه قرار موسكو قطع إمدادات الغاز عن أوروبا في رد على العقوبات الغربية.
وفي 26 أيلول/سبتمبر 2022، رصد تسرب للغاز من أربع نقاط كبيرة سبقته انفجارات تحت الماء على خطي أنابيب الغاز التي تربط روسيا بألمانيا وكلها في المياه الدولية.
ولم يكن خطا الأنابيب مشغلين عند وقوع التفجير وكانا يحتويان عل كميات كبيرة من غاز الميثان.
وذكرت “نيويورك تايمز” إن “جماعة موالية لأوكرانيا” تقف وراء هذا التخريب، مستندة بذلك إلى معلومات اطلعت عليها الاستخبارات الأمريكية من دون ذكر تفاصيل عن هويات هؤلاء العناصر أو “المجموعة الموالية لأوكرانيا”.
نفي أوكراني
لكن كييف نفت رسميا هذه المعلومات. وكتب ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تغريدة على تويتر “أحب جمع نظريات المؤامرة المضحكة حول الحكومة الأوكرانية لكن يجب أن أقول إن أوكرانيا ليس لها علاقة بحادث بحر البلطيق وليس لديها أي معلومات عن أي ‘مجموعات تخريبية’ مؤيدة لأوكرانيا”.
وقال مسؤولون أمريكيون إن ما من مؤشرات على ضلوع الرئيس الأوكراني في هذا التخريب
وكانت دول غربية حملت روسيا مسؤولية التفجيرات مما أجج الغضب الموجه ضد موسكو بعد شن هجومها في أوكرانيا.
وكانت وسائل إعلام ألمانية ذكرت الثلاثاء أن التحقيق الجنائي حدد القارب الذي استخدم في التخريب، موضحة أن شركة مقرها في بولندا استأجرته وأنه مملوك “لأوكرانيين اثنين على ما يبدو”، حسب صحيفة “دي تسايت” وقناتي “آ أر دي” و”إس في أر”.
وتعتقد وسائل الإعلام هذه أن فريقا من ستة أشخاص هم خمسة رجال وامرأة وبينهم غواصون صعدوا إلى السفينة لنقل المتفجرات والتخلص منها في الموقع. وأوضحت أنها حصلت على هذه المعلومات من مقابلات “مع مصادر في عدة بلدان”.
وتجري ألمانيا والدانمارك والسويد تحقيقات قضائية في تدمير خطي أنابيب الغاز. مع ذلك، ما زالت “جنسية الجناة غير واضحة” حسب “دي تسايت” التي أشارت إلى أنه تم استخدام جوازات سفر مزورة لاستئجار القارب.
وتمكن المحققون من تحديد أن المجموعة أبحرت من ميناء روستوك الألماني في السادس من أيلول/سبتمبر 2022 ثم حددوا موقع القارب بالقرب من جزيرة كريستيانسو الدانماركية.
وعثر على آثار متفجرات “على طاولة قمرة” القارب الذي أعيد “من دون تنظيف” إلى صاحبه كما قالت الصحيفة نفسها.
وأضافت أنه “حتى لو أدت الخيوط إلى أوكرانيا، لم يتمكن المحققون بعد من تحديد من قام بالتكليف” بهذه العملية.
أما “نيويورك تايمز” فقد قالت إن المعلومات التي اطلعت عليها الاستخبارات الأمريكية لا تسمح “باستنتاجات قاطعة” و”تترك الباب مفتوحا أمام احتمال أن تكون العملية قد شنت سرا من قبل قوة لطرف ثالث له صلات داخل الحكومة الأوكرانية أو أجهزتها الأمنية”.
من جهته، قال المدعي العام الفدرالي في ألمانيا الأربعاء أن قاربا يشتبه في استخدامه في عملية التخريب خضع للتفتيش في إطار التحقيق في ألمانيا في هذه العملية.
وقال مكتب المدعي العام الاتحادي في بيان إنه “فتش سفينة في الفترة من 18 إلى 20 كانون الثاني/يناير 2023“، موضحا أنه اشتبه بأن “السفينة المعنية قد تكون استخدمت لنقل عبوات ناسفة” تم استعمالها لتفجير خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1و2 في 26 أيلول/سبتمبر 2022 في بحر البلطيق.
وفي مقال حديث كتب الصحافي الاستقصائي الأمريكي سيمور هيرش أن غواصين في البحرية الأمريكية بمساعدة النرويج زرعوا متفجرات على خطي أنابيب الغاز هذه في حزيران/ يونيو ما أدى إلى انفجارها بعد ثلاثة أشهر. ووصفت الولايات المتحدة هذه المعلومات بأنها “خاطئة تماما”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook