آخر الأخبارأخبار محلية

قراءة في خطاب نصرالله.. رسائل ايجابية وحازمة!

بالرغم من ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يحسم بعد ما اذا كان سيعلن ترشحه في وقت قريب، الا ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قرر، بعد رئيس المجلس النيابي نبيه بري ،دعم ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، او عملياً اعلن عن قرار الدعم المعروف والمتخذ سابقاً. واذا كان فعل الاعلان بحد ذاته يخترن الكثير من المؤشرات السياسية، فإن كلمة نصرالله امس كانت عبارة عن رسائل سياسية متعددة في مختلف الاتجاهات.

 

مؤشرات متعددة حملها خطاب نصرالله بما يخص علاقة حزب الله بالتيار الوطني الحر، فالامين العام للحزب خاطب في نهاية كلامه جمهور التيار وقيادته بما يشبه الرسالة الاخيرة، اذ تحدث بإيجابية كبيرة عن رغبته بالحفاظ على التفاهم وشرح بكثير من الاسهاب تفاصيل الخلاف الحالي محدداً سببه بالخيار الرئاسي لكل من حارة حريك وميرنا الشالوحي. ولعل تخصيص فقرة كاملة لتوضيح وجهة النظر للجمهور العوني، تشبه رمي الحجة نهائيا وفتح الباب للعودة الى الحوار.

 

وضع نصرالله التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل امام الامر الواقع بترشيح سليمان فرنجية بعد ان عرقل باسيل الحوار الثنائي للتوافق الرئاسي، كما اوحى نصرالله، على اعتبار ان حصول المحظور بالنسبة للعونيين قد يكون دافعاً جديا للتفكير بواقعية، وسبباً لإنتفاء اي دافع للتصعيد التهويلي الذي كان يهدف الى منع وصول الحزب الى لحظة الاعلان عن ترشيح رئيس المردة.

 

لكن رسائل نصرالله الايجابية للتيار ترافقت مع اعلان الترشيح، اذ اكد امين عام الحزب انه لن يقبل بإنتخاب رئيس الا بنصاب الثلثين، وهذا يعني سياسياً انه لا يفكر في تخطي التيار، على اعتبار ان تأمين مثل هذا النصاب لن يكون الا من خلال مشاركة تكتل لبنان القوي، وميثاقيا انه ليس في وارد دعم اي توجه يتيح للقوى الاسلامية التي تشكل نصف المجلس النيابي، بإنتخاب رئيس من دون مشاركة مسيحية تترجم بتأمين النصاب او المشاركة في دعم هذا المرشح او ذاك.

 

من وجهة نظر الحزب، فإن فرنجية اليوم بات مرشح الامر الواقع، و”ما يكتب على الورقة لا يمكن التراجع عنه” كما قال نصرالله امس، وهذا يعني ان الحزب لا يناور بهذا الدعم ويضع حليفه البرتقالي امام مسؤولياته، اما الخوض في نقاش جدي حول الاستحقاق الرئاسي بشرط ان يكون اسم فرنجية جزءاً منه، وذلك بهدف الوصول الى انتخاب قريب، او الذهاب الى فراغ طويل لن تستطيع الضغوط الخارجية او التحالفات الداخلية التأثير على مساره..

 

ترك حزب الله قدرة واسعة للتيار الوطني الحر ليناور فيها وربطها بنصاب الثلثين، وهذا ما ادركه العونيون جيدا خلال خطاب السيد، لكن ما فسروه خطأً، ان تأكيد نصرالله على الثلثين يعني حرق فرنجية. في الواقع يمتلك الثنائي الشيعي وحده قدرة تعطيلية، سواء وصل مع حلفائه لعتبة الثلث المعطل ام لم يصل، على اعتبار انه يحجب الميثاقية الكاملة عن اي جلسة انتخاب رئاسية، وهذا يعني ان اي من خصومه لن يتمكن من ايصال رئيس لا يريده، في الوقت نفسه، يملك حزب الله وحده قدرة التفاوض الاقليمية والدولية.

 

بمعنى اخر، لا يريد حزب الله ايصال سليمان فرنجية من دون موافقة ضمنية من جبران باسيل، اقله حتى اللحظة، لكنه في الوقت نفسه سيكون الاقدر على ايصال فرنجية من خلال تسوية مع خصومه الاقليميين والدوليين في اللحظة المناسبة مهما طالت..

 

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى