الوكالة الوطنية للإعلام – لقاء مصالحة أخوي بين عائلات بعلبكية برعاية نصرالله
وطنية – بعلبك – عقد “لقاء مصالحة أخوي” بين عائلات بعلبكية، لطي صفحة أحداث مؤلمة شهدها سوق بعلبك التجاري في أواخر شهر أيلول عام 2013، برعاية أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله.
حضر اللقاء في قاعة “هياكل بعلبك” حشد كبير من مختلف أطياف بعلبك السياسية والاجتماعية، يتقدمهم رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” الدكتور حسين النمر، النواب: علي المقداد، ينال صلح، إيهاب حمادة، وملحم الحجيري، الوزير السابق حمد حسن، النائب السابق كامل الرفاعي، وفاعليات علمائية وحزبية وبلدية واختيارية واجتماعية.
شكر
ووجه رئيس لجنة الإصلاح نائب مسؤول منطقة البقاع السيد فيصل شكر كلمة حب وشكر وتقدير لهذا الجمع، “للمتسامحين المتحابين الذين ساروا في ركب المحبة والإيمان والأمن والاطمئنان، في لقاء أحبة فرقتهم بعض الأمور، ولكن جمعتهم كلمة الحب المحمدي الأصيل”.
واعتبر أن “هذا اللقاء يعبر عن حقيقة المودة والألفة والعزة والكرامة والشموخ لهذه المدينة ولهذه الامة التي هزمت كل ظالم ومحتل وباغ ومعتد. والشكر لعوائل الشهداء والجرحى وعوائل الجرحى الذين كانوا أصحاب الأيادي البيضاء والطيبة والخيرة والرحيمة، والتي اعطت كل ما عندها من أجل الوئام والمحبة في هذه المدينة والمنطقة”.
صلح
وأشار الشيخ مشهور صلح في كلمته باسم “لجنة الصلح” إلى أن اللجنة “بذلت الجهد الكبير لاكثر من سنتين لحصول هذا اللقاء، من هنا باسم لجنة الصلح نتوجه بالشكر لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي بذل الجهد الكبير لإتمام هذه المصالحة”.
ورأى أن “شهداء بعلبك هم شهداء الوطن، لهم الفردوس الأعلى، وبهذا اللقاء يعود إلى بعلبك وجه المحبة والأخوة، ونعود كالجسم الواحد، وتفتح جميع المحال وتعود الحياة الى طبيعتها”.
الرفاعي
واعتبر المفتي الرفاعي أن “مسألة السلام بيننا ضرورة وحاجة، لاسيما إذا كنا في بلد واحد. لقد وقع ما وقع، وأدرك أهل المدينة منذ اللحظة الأولى ان الخسارة وقعت على الجميع، وليس بيننا رابح، وإنما الجميع خاسر، والشهداء هم شهداء الجميع، والجرحى هم جرحى الجميع، لذلك وجب ان تنطلق سكة المصالحة وان ينتهي هذا الموضوع، وأن نعود مؤتلفين”.
وتابع: “لا يستطيع مجتمع أن ينهض ليحقق أهدافه إذا كانت اجزاؤه متضادة فيما بينها، مختلفة، تنطلق كل جزئية باتجاه يعاكس الاتجاه الآخر. ونحن نؤكد دائما ونقول ليس هناك مشكلة بين عائلة وعائلة ولا بين مذهب ومذهب، انما المشكلة دائما هي بين أفراد، ولقد انطلقت جماعة المصلحين لتؤلف بين القلوب، ولتقرب بين الجميع، ولتقول لنا يجب أن تنطلق هذه السكة، والجميع قدم وساهم والجميع اعتبر أن هذه الأولوية يجب أن تتحقق”.
وختم: “هذا اللقاء الجامع يؤكد أننا في بعلبك عائلة واحدة، هنا في هذا اللقاء التقت كل التيارات والأحزاب والفاعليات على دعوة الخير والمحبة، فالجميع ساعد وساهم وقدم كل التسهيلات لإتمام هذه المصالحة”.
يزبك
بدوره قال الشيخ يزبك: “نقدم الشكر الجزيل لكل هذه الوجوه التي نورت هذا اللقاء، والتي تؤكد أننا جسد واحد يتداعى عندما يشعر أحدنا بألم، ونفرح جميعا عندما نقضي على ذلك الألم من خلال وحدتنا. إنها محنة أصابت قلوبنا جميعا ولقد مرت بإذن الله، ونحن نريد أن تكون بعلبك ومنطقتها عنوانا كريما لعيش عزيز، وأن تكون بعلبك بكل أطيافها عائلة واحدة وأسرة واحدة، كما كانت على امتداد التاريخ، ونريدها اليوم أن تجدد هذه الصورة بكل رحمة ومحبة وصفاء. ومن هنا أتوجه بالشكر إلى عوائل الشهداء الذين قضوا مظلومين، وإلى الجرحى، وإلى كل قلب تألم عادل. كل ما حصل، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يجبر هذا الكسر بلطفه وعنايته ورحمته، وتوفيق الجميع إلى المزيد من المحبة. والشكر لكل من سعى وحضر أو لم يوافقه الزمان للحضور، لكن هو حاضر في قلبه وروحه”.
وأضاف: “نحن الأمة الوسط، وخير الأمور أوسطها، وعندما يقال في الإسلام تطرف واعتدال، هذا اعتداء على الإسلام، واعتداء على القرآن الذي مدح الأمة بأنها أمة وسط ليس فيها تطرف وانما هي أمة السلام، وفي النص القرآني “وادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”، وقال الرسول لألد أعدائه تعالوا إلى الحوار والبرهان والدليل والفكر، لنرى إما نحن على حق أو أنتم على حق. والوسطية تعني أن أقبل الآخر وأن أقبل الحوار مع الآخر، وألا أكون فارضا نفسي على الآخر”.
وتطرق الى الوضع اللبناني مؤكدا أن “الآلام تزداد، دولرة ومناكفات وعدم مبالاة، ماذا ينتظر المسؤولون المعنيون أمام ما يحصل في هذا الوطن العزيز؟ هل يا ترى كما ورد في بعض وسائل الإعلام ان أعداء لبنان أميركا ومن خلفها يراهنون على الإنهيار الكامل لاعادة صنع لبنان من جديد بقبضة أيديهم، يتصرفون به كما يتصرف الاسرائيلي في فلسطين؟ نقول لهم خسئتم لن يكون هذا أبدا، نحن أبناء الصوم، ونحن في الحصار سنكون أقوى إرادة وعزيمة ولن ننحني إلا لله، وسنواجه كل من أراد الذل لهذه الأمة، وكل من أراد ان يتحكم بمصير هذه الأمة الكريمة”.
وأردف: “لا يمكن أن يكون للآخرين سلطة على هذه الامة، نعم قد يكون لهم سلطة على البعض ممن ارتضوا لأنفسهم الذل والهوان، ولكن يبقى في هذه الأمة من يحمل شعار العزة والإباء والكرم، هؤلاء هم الذين سيسطرون مستقبل هذه الامة”.
ودعا المسؤولين في لبنان جميعا إلى “التلاقي قبل فوات الأوان، وإلى الحوار، وليتعلموا من اللبناني ومن هذا اللقاء وهذا الاجتماع، بأن اللبنانيين لا يحملون حقدا على بعضهم البعض، وإنما أصحاب السياسة هم الذين يحملون الأحقاد. نحن نريد للمسؤولين ان يجتمعوا وان يلتقوا وان يتفاهموا، للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، لأن الوضع أصبح لا يطاق على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والحياتية. وعندما نقول فليتفاهم الموارنة على شخصية ونحن معهم في تفاهمهم، يقولون أنتم تخربون البلد. إنهم لا يقبلون بالحوار والتفاهم، ولا يتفقون على شخصية، هم يراهنون على الخارج، والرهان على الخارج لا ينفع، لأن الخارج له مصالحه”.
وأضاف الشيخ يزبك: “إذا كنا نريد مصلحة لبنان، فإن مصلحة لبنان بقوته، بعزيمته، بارادته، بمقاومته، بشعبه، بجيشه، وعندما يلتقي هؤلاء يصنعون القوة والعزة للبنان. مسؤولية الآخرين أن يلتقوا ويتفاهموا لكي نخرج مما نحن فيه، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين الجميع على الخير”.
ورأى الشيخ يزبك أن “الاجتماع الأمني الخماسي الذي حصل في العقبة، الاميركي والمصري والاردني والكيان الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية، هو تعبير عن قلق المجتمعين من تدهور الأوضاع، وهو استكمال لزيارة وزير خارجية اميركا للأراضي الفلسطينية المحتلة ولقاءاته مع المسؤولين الاسرائيليين، والهدف من هذا الاجتماع إجهاض وتصفية المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، وهذا يجعلنا نستحضر مؤتمر شرم الشيخ عام 1996 ومحوره كان مكافحة الإرهاب والمقصود المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين، ولكن للتذكير رهان الماضي صنع تحرير عام 2000 وانتصار تموز 2006، ونقول لهؤلاء إن أحلامكم ولّت إلى غير رجعة”.
============= ر.ع
مصدر الخبر
للمزيد Facebook