آخر الأخبارأخبار محلية

لهؤلاء يجب أن نقول شكرًا

فوجئ مشاهدو التلفزة عندما عرفوا أن الشاب وليم خطار، الذي ظهر من ضمن مجموعة شباب الدفاع المدني الذين لبوا نداء الإنسانية عندما توجهوا إلى تركيا وسوريا للمساعدة في أعمال الإغاثة، هو ابن مدير عام هذا الجهاز العميد ريمون خطار، وهو من بين الآف الشباب المتطوعين والمندفعين والمعّول عليهم في أي مهمة داخل الوطن وخارجه.  

Advertisement

واللافت أن المتطوعين الذين توجهوا إلى تركيا وسوريا بدافع شخصي هم من جميع العائلات الروحية في لبنان، وعملوا بقلب واحد وبـ “اللحم الحي”، لأن المعدّات التي أصطحبوها معهم هي شبه بدائية في هكذا عمليات تتطلب أجهزة متطورة وحديثة. وعلى رغم هذه الإمكانات المتواضعة التي كانت في حوزتهم استطاع هؤلاء الشباب الأبطال أن يحقّقوا إنجازات مشرّفة، وذلك باعتراف السلطات المحلية التركية والسورية والمنظمات الإنسانية الدولية، التي كانت تساهم في أعمال الإغاثة في هذين البلدين المنكوبين.  
ولو لم ينبرِ أحد المتطوعين في هذا الجهاز ليعلن في الحلقة التلفزيونية المشار إليها أن وليم هو ابن العميد خطار لما عرف أحد بهذا الأمر، الذي له دلالات كثيرة لن يتمّ التطرق إليها احترامًا لقدسية هذا العمل التطوعي، ولعدم احراج أحد. ولكن ما يجب الإضاءة عليه هو أن جميع الذين لبّوا نداء واجب الإنسانية، وهذا ما يفعلونه دائمًا وعندما تدعو الحاجة في الداخل وحتى في الخارج، هم في أغلبيتهم متطوعون ولا يتقاضون أي أجر بدل أتعابهم، مع العلم أنهم يتعرّضون لمخاطر جمّة في المهمات الصعبة، حين يساهمون إلى جانب فوج الإطفاء في اخماد الحرائق أو في نقل الجرحى والمصابين في حوادث السير أو في أي عمل انقاذي أو اغاثي. وما يجب معرفته أن بعض المتطوعين ليسوا في حاجة إلى أي بدل عمّا يقومون به، والذي يعتبرون أنه “أقل الواجب” تجاه وطنهم وتجاه الذين هم في أمس الحاجة إلى من يمدّ لهم يد المساعدة والإغاثة. ومن بين هؤلاء وليم وغيره كثيرون، وهم لا يزالون على مقاعد الدراسة في جامعاتهم أو معاهدهم.  
ولكن أغلبية المتطوعين هم في حاجة إلى بدل شهري لإعالة عائلاتهم، وإلى ضمانات اجتماعية وصحية أكثر من غيرهم، لأن حياتهم معرّضة للخطر في أي مهمة يقومون بها، على رغم تواضع المعدات الضرورية، التي يحتاجون إليها في هذه المهمات الصعبة والخطيرة، وهي غير متوافرة بالقدر الكافي.  
وكان لافتًا كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في استقباله شباب الدفاع المدني، الذين توجهوا إلى تركيا وسوريا، حيث وعدهم بالعمل الدؤوب للتوصل إلى إقرار ما يتوجب إقراره من مراسيم تطبيقية لحفظ حقوق جميع متطوعي هذا الجهاز، الذي أثبت أنه جهاز قادر وفاعل، وأن الحاجة إليه تفرض على السلطة السياسية، تشريعيةً كانت أم تنفيذية، اعتبار هذه الحقوق أولوية من بين أولويات ملحة وضرورية، فضلًا عن ضرورة تجهيزه بأحدث المعدّات والآليات، لكي يستطيع أن يقوم بكل ما يُطلب منه على أكمل وجه.  
فلو كان في حوزة الشباب الذين ساهموا في عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض في سوريا وتركيا المعدّات الكافية والضرورية والحديثة لأتت النتيجة أفضل بكثير مما تمّ إنجازه بـ “اللحم الحيّ”. وعلى رغم افتقداهم لمثل هذه المعدّات استطاع هؤلاء الشباب، الذين تُرفع لهم القبعة، أن يقوموا بعمل جبّار ومشرف ويرفع الرأس، وهم كانوا محل تقدير واحترام من قِبل جميع أفراد طواقم الإغاثة العاملين في المنظمات الإنسانية الدولية. وهذه الشهادة هي وسام شرف يعلق على صدر كل متطوع، سواء في الدفاع المدني أو في الصليب الأحمر اللبناني.   
فألف تحية إلى كل عنصر من عناصر الدفاع المدني والصليب الأحمر، وتحية مماثلة إلى جميع المسؤولين عن هذين الجهازين، وبالأخص إلى العميد خطار، الذي لا يترك فرصة أو مناسبة إلا ويطالب بحقوق متطوعي الدفاع المدني. ولمن لا يعرف نقول إنه أول من يكون على رأس المندفعين لإطفاء حريق أو إغاثة جريح أو مصاب.  
فله ولنجله وليم ولكل متطوع في الدفاع المدني والصليب الأحمر نقول: شكرًا.   


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى