آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – العريضي محاضرا عن فلسطين: كمال جنبلاط كان أمينا على القضية الفلسطينية وما زلنا نحمل لواءها

 

وطنية – أقام الحزب التقدمي الإشتراكي – فرع المركز الأول، ندوة سياسية بعنوان “فلسطين تنتفض”، حاضر فيها الوزير السابق غازي العريضي، في مركز التقدمي في وطى المصيطبة – بيروت، وأكد العريضي أن “القضية الفلسطينية تعيش مراحل صعبة، فالشعب الفلسطيني يعاني كثيرا”، مشيرا الى انه “رغم ذلك فهو مستمر في إنتفاضته ومقاومته، يكسر كل محاولات إسقاط حقه في الدفاع عن قضيته، وحقه بإقامة دولته على أرضه المغتصبة والمحتلة”. 
 
وذكر بأن “المعلم الشهيد كمال جنبلاط، الذي أطلق الحركة الوطنية اللبنانية وبرنامجها، وكان له التاريخ الكبير، مع الرفاق في الأحزاب الوطنية والتقدمية كان أمينا على القضية الفلسطينية، وقد نشأنا بكل اعتزاز على التمسك بها والدفاع عنها وعن الشعب الفلسطيني وحقه، وما زلنا نحمل لواء هذه القضية، لأنها قضية حق، وهذا الحق لن يموت”.
 
ولفت إلى أن “سبب كل ما يجري في المنطقة في الأساس هو إسرائيل، والهدف هو فلسطين. وطبعا ثمة عوامل أخرى وتدخلات أجنبية، ولكل له موقعه في التحليل السياسي. لكن في الأساس، سبب نشوء دولة الإرهاب هدفه فلسطين، وكل ما جرى كان في سياق الوصول إلى هذا الهدف”، مذكرا “بمؤتمر مدريد الذي رسم استراتيجية كاملة لما سمي، كذبا وزورا، السلام في المنطقة. وحينها خرج شيمون بيريز بمعادلة وقال: “نحن لدينا المشاريع والتكنولوجيا، وعلى العرب أن يقدموا المال واليد العاملة”. ولقد سمي هذا المشروع “مشروع السخرة”، وفي ذلك الحين صدر عنوان مشروع “الشرق الأوسط الجديد”، وقرأته مشروع الشرخ الأوسط الجديد: مرحلة تفتيت المنطقة، وفي هذا المشروع ثمة خطط متكاملة للمياه، المرافئ، سكك الحديد، والنقل. وكان ثمة صوت من داخل إسرائيل يقول، “الحديث عن الصلح مع الأنظمة والصلح مع الشعوب، وحيث لا تستطيع الأنظمة تحقيق ذلك يجب العمل على تغييرها”، وفي ظل هذا المفهوم، يصر هؤلاء على أن الصلح يعني إقامة اليهود في كل الدول المجاورة، ويسألون ألا يحق لهم الإقامة في الضفة والقطاع، فيما يسمح لهم الإقامة في الدول المجاورة للدول العربية؟”.
 
وتحدث العريضي عن انه “ضمن المشروع نفسه، ثمة مشروع جديد للمرافئ في المنطقة: تركيز استراتيجي إسرائيلي من حيفا إلى أشدود. وفي العام 1995 كتبت عن مرفأ بيروت، والسؤال هل سيعود مرفأ بيروت إلى دوره الطبيعي؟ أم أن دور وحركة مرفأي حيفا وأشدود سيكون ضمن الحركة في المنطقة، وبالتالي سيتأثر موضوع مرفأ بيروت؟ لأنه بحسب المشروع الإسرائيلي ستصبح إسرائيل بمرافئها روتردام الشرق الأوسط، وستكون مركز نقل النفط إلى أوروبا، واليوم هي مركز نقل النفط إلى أوروبا”.
 
وفي السياق نفسه، سأل العريضي: “ما هو مستقبل مطار بيروت والتهديدات الإسرائيلية مستمرة، حيث سيكون لإسرائيل ومطاراتها دور متقدم؟ ثم إن المركز المالي اللبناني يبدو مهددا، وانتهاء دوره هو رغبة إسرائيلية، ومن هنا الخوف على دور المصارف وضرورة التعامل مع الأمور المتعلقة بأنظمتها بحكمة، والحديث أيضا يتطرق إلى الزراعة والمشاريع”.
 
ولفت الى أن “هذه الأمور، شكلا وتوقيتا وأهدافا، تشكل انقلابا على المبادرة العربية التي أقرت في بيروت، والمبادرة تقول بحل عادل للقضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، ليأتي بعدها تطبيع العلاقات مع إسرائيل. فيما إسرائيل في ما تقوم به يحقق ما أعلنه مرارا مسؤولوها إنهم يريدون دمج المنطقة بهم، وليس الاندماج فيها”. 
 
وأضاف: “منذ أيام، نشرت الحكومة الإسرائيلية أن مشروع خط سكك حديد الحجاز وضع على السكة، وهو ذو أهمية استراتيجية للمنطقة، وسيسمح في المستقبل بنقل البضائع من حيفا والعفولة إلى المنطقة الصناعية شمال جنين. وفي الأساس جميع هذه المشاريع رفضت فلسطينيا، ولكن هنا نأتي إلى المرحلة الحالية انطلاقا من هذه المشاريع لتحديد الهدف الذي هو فلسطين، كل فلسطين”.
 
وقال العريضي: “جاء الأميركيون بعدة اقتراحات وناقشوا مع أبو مازن ومع كثيرين كيفية معالجة مشكلة غور الأردن، وأنه لا بد من الانسحاب منها. لكن نتنياهو رفض بالقول إنه لا يضمن أمن إسرائيل إلا إسرائيل. وهذا يشكل مشكلة بالنسبة للأردن أيضا”، مضيفا “ومنذ قتلوا ياسر عرفات في سنة 2004، الى الآن 19 عاما، وما زال الواقع الفلسطيني أكثر تأزما، والشعب الفلسطيني أكثر حزما وجزما بموقعه بأنه سيبقى يقاتل ويقاتل من أجل حقه وبناء دولته على أرضه، وأبو مازن لم يوافق على ما يريدونه، ولم يوقع، وهذا ما قاله الإسرائيليون”.
 
وتابع: “المقاومة في فلسطين أكثر قوة وصلابة وجهوزية، وفضحت إسرائيل وكشفتها في الحرب على غزة وفي موضوع المسجد الأقصى، ولقد فرض الشعب الفلسطيني حالة من الشلل التام والقلق والرعب، كما أن عددا كبيرا من المسؤوليين الإسرائيليين قالوا في الفم الملآن “نحن في حالة ضياع ولا نعرف كيف علينا مواجهة هذه الحالة”، ولا يزال النقاش دائرا حول هذه النقطة، ما يعني أنهم فعلوا كل ما يمكن أن يفعلوه في الفترة السابقة، ولم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم وكسر إرادة الشعب الفلسطيني”.
 
ولفت الى المسار الذي اعتمدته إسرائيل ومعها الإدارة الأميركية في كيفية تحييد عدد من الدول العربية عن مسألة الصراع، وأشار في السياق عينه الى انه “في مقابل ذلك هناك هجوم استثنائي على الجزائر، وهذا الهجوم ليس سببه ما جرى في المرحلة الاخيرة، إنما سبب الهجوم على الجزائر، بلد المليون شهيد، هو الموقف العربي المبدئي الثابت منذ استقلال الجزائر واحتضان القضية الفلسطينية باعتبارها قضية عربية إنسانية وأخلاقية، والشعب الجزائري لديه موقف واحد في دعم القضية الفلسطينية، ولم يتغير. واليوم الجزائر تقوم بواجبها، ودورها مميز على مستوى دعم القضية الفلسطينية”. 
 
وتابع: “كل هذا المشهد منذ بداياته حتى السنتين الأخيرتين، والأسبوعين الأخيرين، لن يغير شيئا في الواقع الفلسطيني، فإرادة الشعب الفلسطيني وصموده مسألة تزداد حضورا أكثر لأن الفلسطينيين مع الوقت يضعون أمامهم معادلة واحدة: الفلسطيني المقبول هو الفلسطيني المقتول، فاحتلال، وقصف، وقتل، واتهامات مكشوفة أمام الرأي العام، وشيرين أبو عاقلة، والمناضل أبو كحلي، والكلام قد يطول، فيوميا هناك وقائع، والغرب يتحدث عنها لغاية الان، فهناك 70 شهيدا والشهر لم ينته بعد. إنها مذبحة مفتوحة بحق الشعب الفلسطيني من قبل الإسرائيليين، ومع ذلك نرى أبطالا، والجميع كلمة واحدة من شيوخ ونساء وأطفال وشباب”.

وختم العريضي: “هنا بحضور أخوتي ممثلي الفصائل الفلسطينية، ليس ثمة أحد منهم يقصر في واجبه في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي، لكن لا أعتقد أن ثمة لحظة سياسية دقيقة خطيرة اكثر مما نحن فيه اليوم، أمام ما يجري على مستوى التحولات والاستقواء ببعض العرب، والالتفاف على الموضوع الفلسطيني من خلال اتفاقيات، والضغط الأميركي، والإرهاب، وهذه سياسة مفتوحة، ولا بد من مواجهتها بالوحدة والتضامن والعمل والتنسيق المستمر”.

                                     ==============ر.إ


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى