آخر الأخبارأخبار محلية

التفاهم على مستقبل التفاهم معلّق.. رسالة من حزب الله لـالتيار!


 لم يعد خافيًا على أحد أنّ التفاهم بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” في أسوأ أيامه، بعدما أقرّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله نفسه بأنّه يمرّ في مرحلة “حرجة”، وفق وصفه. ثمّة في صفوف “المحازبين” لدى الطرفين، من يكتفي بهذا التوصيف حتى إثبات العكس، لكن ثمّة أيضًا من يذهب أبعد من ذلك، للحديث عن “طلاق” قد وقع بين الجانبين، رغم “مكابرتهما” عبر عدم الإعلان صراحة ورسميًا عن ذلك.

Advertisement

 
لكنّ الجديد على خطّ العلاقة “الملتبسة” بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” ما قاله نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في حديث صحافي، عن أنّ “التفاهم على مستقبل التفاهم” بحكم “المعلّق” في انتظار الانتخابات الرئاسية، مرجّحًا إمكانية أن يناقش الطرفان مستقبل هذا التفاهم ووضعه بعد انتهاء الاستحقاق، من دون أن يجزم بأنّ مثل هذا النقاش سيحصل، في ظلّ الأزمة التي قال صراحةً إنّها “غير خافية على أحد”.
 
ولم تخلُ تصريحات الشيخ قاسم من الرسائل “المبطنة” إلى قيادة “التيار الوطني الحر”، بإثارته البندين “الخلافيّين” مع الأخير، وتحديدًا ما يتعلق بمشاركة الحزب في جلسات الحكومة، طالما أنّ بنودها “ضرورية وملحّة، وما يتعلق بخيار الحزب في الانتخابات الرئاسية، والذي أكّده نائب أمينه العام، بمعزل عن التفاهم مع “التيار”، حين قال إنّ “الحزب من أكثر الواضحين في خياره، ويعتبره خيارًا منطقيًا يمكن معه إنجاز الاستحقاق في أسرع وقت ممكن”.
 
رسالة “ناريّة” إلى باسيل
 
لعلّ الرسالة الأهمّ التي وجّهها “حزب الله” إلى “التيار الوطني الحر” عبر الشيخ نعيم قاسم جاءت في معرض حديثه عن الاستحقاق الرئاسي، حين “قفز” بشكل أو بآخر فوق السؤال عن معادلة الحزب الرئاسية، وما إذا كانت موافقة “التيار الوطني الحر” لا تزال شرطًا بالنسبة إليه، فقال إنّ “الممر الأساس” لانتخاب الرئيس هو مواصفاته وقدرته على التحاور مع الجميع وإقامة علاقات مع الدول العربية، وعدم رفعه سيف التحدّي في وجه أحد.
 
ومع أنّ الشيخ قاسم حرص على تأكيد وجود “رغبة أكيد” لدى الحزب بالتفاهم في هذا الشأن مع “التيار الوطني الحر”، فإنّ المضمون بدا “أشدّ” من هذه “الرغبة” التي لا ضير في عدم تحقّقها على ما يبدو، خصوصًا أنّ الوزير باسيل يردّد دومًا أنّه “الممرّ الأساس” لانتخاب رئيس، وأنّ أيّ مرشح توافقي للرئاسة لا يمكن أن يصل إلى بعبدا من دون المرور عبر ميرنا الشالوحي، وأنّه لا يمكن أن يقبل برئيس “يُفرَض عليه”، أيًا كانت الأسباب والظروف.
 
يُفهَم ممّا سبق أنّ “حزب الله” يوجّه رسالة “حازمة” إلى “التيار الوطني الحر” مفادها أنّه لم يعد “المدلّل”، وأنّه تخلّى حتى عن اشتراطه موافقة الوزير جبران باسيل على خياره الرئاسي، سواء كان رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية أو غيره، بمعنى أنّه ربما تخلّى عن “الرهان” الذي كان يكرّره في السابق على قدرته على “إقناع” باسيل بالمضيّ بخيار فرنجية، أو أنّه لم يعد يعتقد أنّ هذا “الاقتناع” ضروري، إذا ما استطاع تأمين الأصوات المطلوبة لمرشحه.
 
ماذا يعني “تعليق” النقاش بالتفاهم؟
 
استكمالاً للتخلّي عن “شرط” موافقة “التيار الوطني الحر” على خيار “حزب الله” الرئاسي، لم يبدُ حديث الشيخ نعيم قاسم عن “تعليق التفاهم على مستقبل التفاهم”، ليطرح الكثير من علامات الاستفهام، عن التبعات المحتملة لمثل هذا الكلام، علمًا أنّ الشيخ قاسم حرص في حديثه على توجيه بعض الرسائل الودية لـ”التيار”، كتأكيد رغبته على التفاهم معه، ونفيه ما يقال عن نيّته السير بالتمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي يخوض باسيل “معركة” في وجهه.
 
لكنّ العارفين يعتقدون أنّ كلّ هذه الرسائل “الودية” لا تفيد أمام الرسالة “الواضحة” المتأتية عن قرار “الحزب” ترحيل النقاش حول مصير التفاهم مع “التيار” إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، وكأنّه بذلك “يعزل” هذا التفاهم عن الاستحقاق، ليبُنى على الشيء مقتضاه بعد ذلك، ما يعني بصراحة أنّ الحزب ليس مستعدًا لتقديم “جوائز ترضية” لـ”التيار” من بوابة الاستحقاق الرئاسي، أو بالحدّ الأدنى كما يمنّي الوزير باسيل نفسه.
 
وإذا كان “حزب الله” بهذا الموقف يحاول أن “ينأى” بالتفاهم عن “ألغام” الاستحقاق الرئاسي، كما يقول العارفون بأدبيّاته والمحسوبون عليه، فإنّه قد يكون بهذا الموقف “ينعى” التفاهم رسميًا، وفق ما يقول العارفون، باعتبار أنّ باسيل سيرى أنّ “مصلحته انتفت”، طالما أنّه لم يستطع “تقريشه” في الاستحقاق الأهمّ بالنسبة إليه، علمًا أنّ الخوف يبقى أن يذهب في تصعيده، لحدّ الاتفاق مع “خصوم الحزب”، وهو خيارٌ يقول العارفون إنّه أكثر من وارد.
 
ثمّة من يعتبر أنّ “حزب الله” لم يكن ليصعّد لهذه الدرجة في علاقته مع “التيار الوطني الحر” لو أنّ الأخير التزم أساسًا بالصمت، إلا أنّ “تصعيد” الوزير باسيل هو الذي فرض على “الحزب” تغييرًا في الاستراتيجية، خصوصًا بعدما عمد رئيس “التيار” إلى الردّ مباشرة على السيد حسن نصر الله كما لم يفعل خصومه، لكنّ الأكيد في كلّ الأحوال، أنّ التفاهم “انتهى”، والثقة “تبدّدت”، بمعزل عن “سيناريوهات” الرئاسة ومساراتها المتشعّبة!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى