نيجيريا: جو من التوتر وعدم اليقين عشية انتخابات رئاسية بعد حملة محتدمة
نشرت في: 24/02/2023 – 20:44
يتوجه النيجيريون السبت إلى مكاتب التصويت لانتخاب رئيس جديد للبلاد التي تحصي أكبر عدد من السكان في أفريقيا، والتي تعيش على وقع أزمة نقص في السلع وهواجس من اندلاع أعمال عنف، فيما يصعب التكهن بنتائج الاستحقاق. ولأول مرة منذ عودة النظام الديمقراطي في 1999، قد تشهد نيجيريا جولتين انتخابيتين، فيما جاءت الشعبية المتزايدة لمرشح جديد إلى جانب نقص السيولة لتزعزع الحملة.
ينتخب سكان نيجيريا السبت رئيسا جديدا لأكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان في اقتراع يعد بأن يشهد توترا ولا تزال نتيجته غير متوقعة وسط نقص في السلع وخطر أعمال العنف.
ولأول مرة منذ العودة إلى النظام الديمقراطي في 1999، قد تشهد نيجيريا جولتين انتخابيتين، فيما جاءت الشعبية المتزايدة لمرشح جديد على الساحة السياسية، إلى جانب نقص السيولة، لتزعزع الحملة. ولم يترشح الرئيس الحالي محمد بخاري (80 عاما) بعد ولايتين شهدتا تفاقما لانعدام الأمن والفقر في هذا البلد الذي يشكل البالغون الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما ستين بالمئة من نسبة السكان. ونحو 94 مليون ناخب مدعوون للإدلاء بأصواتهم في 176 ألف مركز تصويت لانتخاب خلف لبخاري من بين 18 مرشحا بالإضافة إلى نواب وأعضاء لمجلس الشيوخ.
وتعتبر هذه الانتخابات موعدا مهما لنيجيريا التي يُفترض أن تصبح في 2050 ثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، في وقت تواجه منطقة غرب أفريقيا خطر تراجع حاد للديمقراطية وانتشار الهجمات الجهادية. وساهمت لاغوس في جعل نيجيريا قوة ثقافية عالمية بفضل قطاع نوليوود، وهي الصناعة السينمائية النيجيرية القوية جدا، وموسيقى “أفروبيت” التي اجتاحت الكوكب مع فنانين مثل بورنا بوي وويز كيد.
لكن الرئيس المقبل لأكبر اقتصاد في القارة الأفريقية وأكبر دولة نفطية فيها سيرث سلسلة من المشاكل، من أعمال العنف الإجرامي والجهادي في الشمال والوسط إلى الاضطرابات الانفصالية في الجنوب الشرقي والتضخم الجامح والفقر المستشري.
مرشح مفاجئ يستقطب الشباب
ويظهر اليأس على وجوه الكثيرين في نيجيريا، في ظل انتشار اللافتات الترويجية للحملات الانتخابية والتجمعات الانتخابية الضخمة التي تنظم في مختلف أنحاء البلد. ويواجه البلد منذ عدة أسابيع نقصا حادا في السيولة مرتبطا بإصلاح قام به المصرف المركزي مؤخرا وتسبب في اندلاع أعمال شغب في المدن الكبرى.
وانتخابات السبت هي سباق ثلاثي، ويروج جميع المرشحين لأنفسهم من خلال عرض خبرتهم الحكومية السابقة لتولي أعلى منصب في البلد. ويواجه الحاكم السابق للاغوس بولا أحمد تينوبو من حزب “المؤتمر التقدمي” الحاكم، نائب الرئيس السابق عتيق أبو بكر من حزب الشعب الديمقراطي المُعارض، وبيتر أوبي من حزب العمال وهو مرشح أحدث مفاجأة خصوصا أنه يتمتع بشعبية عالية في صفوف الشباب.
ويلقب تينوبو (70 عاما)، الذي كان حاكم لاغوس بين 1999 و2007، بـ”العراب” أو “صانع الملوك” بسبب نفوذه الهائل داخل السلطة. وخلال حملته الانتخابية، لم ينفكّ الرجل الذي يدين بالإسلام والمنتمي لشعب اليوروبا (من مجموعة عرقية ذات أغلبية في الجنوب الغربي)، عن التشديد على أنه الوحيد القادر على إصلاح نيجيريا، مشيدا بسجل إنجازاته في لاغوس.
وصعد رجل الأعمال الثري هذا السلم السياسي بتهم فساد دون أن تتم إدانته على الإطلاق، مثل أتيكو أبو بكر المتهم بعدة قضايا فساد وهو مرشح حزب الشعب الديمقراطي المُعارض الذي حكم البلد من العام 1999 حتى العام 2015. وستكون هذه المرة السادسة التي يترسح فيها نائب الرئيس السابق (1999-2007) أبو بكر (76 عاما) لمنصب رئاسة نيجيريا. وهو المرشح الأوفر حظا الوحيد المنحدر من الشمال. ويأمل بأن يحصد العديد من الأصوات في هذه المنطقة الاستراتيجية.
جولة ثانية؟
لكن في مواجهة هذين المرشحين المخضرمين، ظهر مرشح ثالث ذو شعبية كبيرة خصوصا في صفوف الشباب، وهو بيتر أوبي (61 عاما) من حزب العمال. ويستقطب هذا المرشح المسيحي، الذي يتمتّع بسمعة جيدة كرجل نزيه، جيل الشباب المتحضر في البلد، واعدا إياه بـ”نيجيريا جديدة”.
وتعد نسبة المشاركة في الانتخابات في نيجيريا منخفضة عادة (33 بالمئة في 2019)، لكن الارتفاع المفاجئ في تسجيل الناخبين الجدد (عشرة ملايين 76 بالمئة منهم عمرهم أقل من 34 عاما) قد يغير قواعد اللعبة.
ولفتت مجموعة الأزمات الدولية إلى أن انعدام الأمن، بسبب هجمات جهاديي بوكو حرام وتنظيم “الدولة الإسلامية” في الشمال الشرقي والجماعات الإجرامية في الشمال الغربي والوسط والانفصاليين المسلحين في الجنوب الشرقي، “قد يُحدث اضطرابات في الاقتراع في عدة أماكن”. وأضافت المنظمة غير الحكومية الدولية أن السباق بين المرشحين الثلاثة الأوفر حظًا “يعني أنه لا يمكننا أن نستبعد تماما احتمال الانتقال إلى جولة ثانية في هذه الانتخابات، ما سيشكل سابقة في نيجيريا إن حصل”.
ومن أجل الفوز في الانتخابات، يجب أن يفوز مرشح بأغلبية الأصوات وبـ25 بالمئة على الأقل من الأصوات في ثلثَي المحافظات البالغ عددها 36. وغالبا ما تشكل نتائج الانتخابات في نيجيريا موضع خلاف، وتثير النتيجة غير المؤكدة للاقتراع مخاوف من اندلاع أعمال عنف بعد الانتخابات.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook