المرتضى: قطعُ الجسور وإغلاقُ الأبواب لن يؤدي إلا لمزيدٍ من التأزم
وبعد جولة في ارجاء المعرض، قال الوزير المرتضى: “فضاءُ جمالٍ سينقلنا إليه حوار الألوان الذي نستمعُ إليه بعيوننا في هذا المعرض. فإن المتأمل في اللوحات المعروضة فيه، لا بدَّ له أن يكتشفَ تأثير المكانِ فيها، سواء كانَ ذلك في المشاهد الطبيعية الريفية أم في وجوه الأشخاص وملامحها المضيئة. إنها حكاية التراث بأهله وأشيائه وقِيمه، تروي لنا معيشةً رَغْدًا على كفافِها، وماضيًا لا يبرحُ الذاكرةَ الفرديةَ والجمعيةَ، وحنينًا ينبضُ في كلِّ خفقةِ قلب. وإعادة عرضِ هذا التراث على الملأ هو بمنزلةِ مدِّه مجددًا بالحياة، وهو أيضًا إغناءٌ للحياة الثقافية في لبنان، لا سيما في ما يتعلق بالكشفٍ عن مخبوءاتٍ فنية للراحل مارون طنب، ينبغي للجيل الجديد من المثقفين والفنانين أن يطَّلعَ عليها”.
وتابع: “نسلك في عيشِنا الوطنيّ مسارين مختلفين: أزماتٌ تحيق بنا من كلِّ جانبٍ، وأعظمها أنَّ بعضَنا يُؤْثِرُ التعطيلَ والسلبيةَ في التعاطي معها، وحياةٌ ثقافية تمشي قُدُمًا إلى الأمام تاركةً تأثيراتٍ إيجابيةً حيثما حلَّت في أرجاء لبنان. وبين الإيجابية والسلبية ندركُ أنَّ القيم وحدَها تجنِّبُنا الأزمات. وأن الاحتكامَ إلى الدستور والقانون ومصلحة المواطنين والسعي الدائم إلى الحوار والتلاقي والتوافق، وهي من القيمِ الوطنية الأساسية، كلُّ ذلك يفتح أمامنا السبيل إلى كثيرٍ من الحلول. أما قطعُ الجسور وإغلاقُ الأبواب، فلن يؤدي إلا إلى مزيدٍ من التأزم الذي لم يعد في طاقة اللبنانيين احتماله. فتعالوا معًا نسلك درب الثقافة والوعي البناءة، ولنتجنَّبِ الخصومات الهدامة، رأفةً بالوطن الذي بات يصرخ في وجه كلٍّ منا بلسان ابن الرومي القائل: سبيلَكَ فانظرْ أيَّ نَهْجَيْكَ تَنْهَجُ طريقانِ شتّى مستقيمٌ وأعوَجُ والسلام”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook