آخر الأخبارأخبار محلية

باسيل ينقلِب على عون.. الطلاق مع الحزب كشف المُخطَّط!

إلى الآن، ورغم التمنيات التي جرى إطلاقها من جبهة حارة حريك للحفاظ على التفاهم في الأيام القليلة الماضية وتحديداً من جهة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، كان “التيار” منشغلاً في إسداء الرسائل القاسية ولمواجهة الحزب علناً من دونِ أي سقوفٍ مُحدّدة. الأمرُ هذا يُزعج الضاحية الجنوبية كثيراً أكثر من أيّ وقتٍ مضى وتعتبر أوساط الحزب ذلك بمثابة “تخلّ عبثي”، وما يتبين هو أنّ باسيل قرّر حقاً “الطلاق” والخصام من دون رجعة، وسط قرارٍ واضح بطيّ صفحة التحالف السابقة “نهائياً”.

ماذا بعد الطلاق؟

عملياً، قد يظنُّ باسيل أنّ خطوتهُ التي تبعدهُ عن الحزب، قد تُمهّدُ لأمرٍ واحد يطمحُ إليه وهو أخذ “الرّضى الأميركي”، ولكن، هل هذا سيحصلُ حقاً؟ ففي حال تنعّم باسيل برضى الخارج، فكيف يمكنه “ترميم” علاقاته في الداخل؟ هل سيُقنع الآخرين به مُجدداً وهل سيكونُ غداً أقرب على خصومه على قاعدة “يا دار ما دخلِك شر؟”.

من اختبرَ نمطَ باسيل سياسياً سيستنتجُ أنّه “لا ثقة” بأدائهِ السياسي، فخطوة ابتعاده عن “حزب الله” بهذا الشكل لن تكون إيجابية عليه بل ستكون سلبية في الداخل. فأي طرفٍ سيتفاهم مع باسيل في الوسط الشيعي.. وأي طرفٍ سيلاقيه في البيت السني؟ من سيقتنع بخياراته في الجانب المسيحي.. أما درزياً، فهل سيؤيده الحلفاء بخطوته؟

بشكلٍ أو بآخر، فإنّ باسيل يُراهن على طريق أخرى للوصول من خلالها إلى قصر بعبداً رئيساً للجمهورية، وهو بات يعتقدُ أنّ العلاقة مع الحزب تُعرقل ذلك، ولهذا قرّر اتخاذ دربٍ جديدٍ يُتيح له كسر ما يعتقد أنه حصار مفروض عليه. ولكن، ما لا يمكن استبعاده تماماً هو أنّ بقاء باسيل من دون “دوزنة حزب الله” له سيكون خطيراً جداً، فخطابات رئيس “التيار” لا تخلو من التصعيد الداخلي، والخوف الأكبر هو أنّ يكون الطلاق المرتقب مع الحزب مقدّمة للإنقضاض على الأخير وعندها قد تبدأ المواجهة والفوضى.. فهل سيتحمل باسيل والمسيحيون تبعات ذلك؟

حالياً، فإن ما قد يجري هو أنّ “حزب الله” – وفي حال حصول الطلاق مع التيار – سيتركُ باب “الودّ” قائماً مع باسيل، وهذا الأمرُ سيكونُ مرتبطاً بالدرجة الأولى بالخيارات التي سيتخذها، والأيام المقبلة ستكشف ما قد يقرره. وفي حال “جنحَ” باسيل كثيراً في معاداة “الحزب”، عندها سيعمل الأخير كخطوة أولى على تجريد باسيل من حلفائه من مختلف الطوائف، وتحديداً في الأوساط السنية والدرزية والمسيحية حتى.

الأهم من هذا كلّه هو أنّ انقلاب باسيل على “حزب الله” قد يكونُ بسبب أمرٍ أساسي وهو أن الأخير لم يُجاريه في الحرب التي كان يريد شنّها على الآخرين. فباسيل كان يعتقد أن بخطاباته ومساره يمكن أن يستغل “حزب الله” لتنفيذ أجنداته، لكن هذا الأمر لم يحصل. ومع كل هذا، فإنّ الأمر الأساس الذي لا يُمكن إغفاله هو أنّ باسيل قرّر حقاً إنهاء حقبة ميشال عون بعد الطلاق مع الحزب. فعون هو الذي أسس لإتفاق مار مخايل، وبعد انتهاء ولايته الرئاسية قبل أشهر، بات خارج المعادلة. واليوم، فإن باسيل يريد إنهاء ما أسسه عمّه، وهو الأمر الذي يعتبرُ انقلاباً تاريخياً على ما زرعه الأخير، وضرباً لتحالف أوصله إلى رئاسة الجمهوريّة رغم اعتراض الكثيرين.. وهنا، تمكن الرسالة الأقوى والأشرس والتي على “العونيين” قراءتها، فمخطط إنهاء ما أرساه عون ليس سهلاً، فهل سيُحاسب باسيل على كل ذلك؟


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى