آخر الأخبارأخبار محلية

باسيل يصعّد في وجه حزب الله.. هل طوى الصفحة نهائيًا؟!

لا شكّ أنّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله كان يتوقّع، بعد خطابه الأخير الذي صوّب فيه بشدّة على الغرب، وحذّر من “مخطّط الفوضى” الذي قال إنّ الأميركيين يعملون لتكريسه في لبنان، أن يتعرّض للهجوم من قبل الكثير من الأفرقاء في الداخل، وفي مقدّمهم من وصفهم أصلاً في خطابه بـ”جماعة أميركا”، خصوصًا أنّه رفع “سقف” الكلامه، لدرجة إرساء “توازن ردع” بين “الفوضى والحرب“.

 

لكن ما لم يكن السيد نصر الله يتوقعه، على الأرجح، هو أن يأتيه الهجوم “الأشرس”، إن جاز التعبير، من “حليفه المفترض”، رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل، وبحضور رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، رغم “الافتراق” بين الطرفين على خلفية الخيارات والتكتيكات الرئاسية، خصوصًا أنّ باسيل لطالما سعى إلى “تحييد” الأمين العام لـ”حزب الله”، حتى في “ذروة” الخلاف بين الجانبين.

 

إلا أنّ “سهام” باسيل أصابت السيد نصر الله بشكل مباشر، ولو من دون تسمية، من باب “المعركة” التي يقول رئيس “التيار الوطني الحر” إنّه يخوضها في وجه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رفضًا لـ”سيناريو” التجديد له، غير المطروح أصلاً، حتى الآن على الأقلّ في الأوساط السياسية، ما فتح الباب أمام الكثير من علامات الاستفهام، فأيّ رسالة أراد باسيل إيصالها للسيد نصر الله؟ وهل طوى صفحة التفاهم نهائيًا هذه المرّة؟!

 

لا جديد” في كلام باسيل؟!

على جري العادة، يلوذ المحسوبون على “حزب الله” بالصمت، ويرفضون التعليق على ما ورد على لسان باسيل، خصوصًا أنّ الأخير تلطّى خلف “الكلام المشفّر” هذه المرّة أيضًا، ولم يسمّ الأشياء بأسمائها، ولو أنّ “المكتوب يُقرَأ من عنوانه”، إذ لا يمكن أن تكون مجرّد “صدفة” أن يدعو باسيل من يريد “استعمال القوة” ضد الغرب، إلى استعمالها ضدّ حاكم المصرف المركزي، بعد يوم واحد على خطاب السيد نصر الله المصوّب على الغرب.

 

في المقابل، يعتبر المحسوبون على “التيار الوطني الحر” أنّ باسيل لم يأتِ بجديد في كلامه، وأنّ هناك من عمد إلى “تضخيمه” لتحميله ما لا يحتمل، علمًا أنّ ما أراد باسيل قوله هو عدم القبول بالتمديد لسلامة في مركزه تحت أيّ ظرف من الظروف، خصوصًا بعد التسريبات التي بدأت تلمّح لمثل هذه الفرضية، وكأنّها قرار “ضمني” لـ”الثنائي الشيعي”، وقد تولى وزير المال المحسوب على رئيس مجلس النواب، “جسّ النبض” بشأنه.

 

أما إذا كلام باسيل فُهِم على أنّه انتقاد “مبطن” لأداء “حزب الله” في ما يتعلق بمحاربة الفساد وبناء الدولة والإصلاح، فلا يرى فيه المقرّبون على “التيار” أيضًا شيئًا جديدًا، باعتبار أنّ مثل هذه الانتقادات لطالما شكّلت نقطة “خلاف” بين الجانبين، علمًا أنّ أكبر مشاكل “التيار” مع “حزب الله” تكمن في وقوفه الدائم إلى جانب “حليفه العضوي”، الرئيس نبيه بري، في حين يعتبر “العونيون” الأخير جزءًا من “المنظومة”، بل أحد “رؤوسها“.

 

أيّ “تبعات” على التفاهم؟!

وإذا كان “العونيون” يضعون كلام باسيل في سياق “معركة” رفض التجديد لسلامة، بعد استشعاره بوجود نوايا في هذا الإطار، ولو من باب رفض استلام صلاحياته من قبل نائبه “الشيعي”، فإنّ الواضح أنّ “السهام” التي أصابت “حزب الله” لم تقتصر على هذا الجانب، بدءًا من الكلام عن أنهم “يريد الإتيان برئيس للجمهورية فاسد”، وصولاً إلى إطلاق معادلة “رئيس جمهورية على ظهر الفوضى، مثل رئيس على ظهر الدبابة الإسرائيلية“.

 

ولأنّ “اللبيب من الإشارة يفهم”، يقول العارفون إنّ الرسالة الأساسية التي أراد الوزير باسيل إيصالها إلى “حزب الله” تكمن هنا تحديدًا، ربطًا بالخلاف القائم بين الجانبين على مقاربة ملف الانتخابات الرئاسية، خصوصًا أنّ الحزب يبدو ماضيًا في خوض “معركة” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وهو ما ألمح إليه بشكل أو بآخر رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، وهو ما لا يرضي باسيل ولا يناسبه بأيّ شكل من الأشكال.

 

من هنا، أراد باسيل القول إنّه لن يقبل باحتمال “فرض” أيّ رئيس عليه، وهنا بالتحديد يكمن الغرض من تشبيهه الوصول إلى رئيس “على ظهر الفوضى”، برئيس “على ظهر الدبابة الإسرائيلية”، في “استعارة” أراد من خلالها “دغدغة” مشاعر “حزب الله” تحديدًا، ولو أنّ “السحر انقلب على الساحر” بعدما كانت سببًا في الهجوم عليه، علمًا أنّ المتابعين يعتقدون أنّ المسار الرئاسي هو الذي “سيحكم” على مصير العلاقة بين الجانبين.

 

يقول العارفون إنّ “غمز” باسيل من قناة “حزب الله” طالما أنّ الأخير لم يعلن صراحةً أنّه غيّر “خريطة طريقه” الرئاسية، أو أنّه تراجع عن تبنّي ترشيح رئيس تيار “المردة”، ولو أنّه لم يعلن حتى اليوم ذلك بشكل صريح. لكنّهم يشيرون إلى أنّ امتعاض “حزب الله” من حليفه يكبر، ليس بسبب الاختلاف في وجهات النظر، ولكن لأنّ باسيل بات “يزايد” على خصوم الحزب، في محاولة لـ”فرض” رأيه، تحت طائلة إعلان “الطلاق”!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى