آخر الأخبارأخبار محلية

حسابات خصوم حزب الله الخاطئة:لهذا فاجأهم خطاب نصرالله


حتى اللحظة لا يوجد خطاب سياسي موحّد لخصوم حزب الله تجاه الخطاب العالي السقف الذي ألقاه امين عام الحزب السيد حسن نصرالله، اذ ان معظم خصوم الحزب تعاملوا مع الخطاب بنوع من الاستخفاف بداية الامر لتتحول ردود فعلهم في الساعات الماضية الى مزيج من الارتياب والاستغراب.

بعد ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة والاتفاق الذي حصل بين الدولة في لبنان واسرائيل، سادت قناعة جدية لدى الوسط السياسي المعادي لحزب الله بأن التصعيد العسكري بين الحزب واسرائيل بات من الماضي وان حارة حريك وافقت على هدنة ضمنية مع تل ابيب.

في الواقع، ان تعامل حزب الله مع ملف الترسيم، جاء بسبب قناعته بأن اللحظة الدولية قد لا تتكرر وان الترسيم الذي تقوم به الدولة يجب ان يترافق مع حصول لبنان على ضمانات اقتصادية مرتبطة بملف التفط والغاز، بمعنى ان الحزب نظر الى ملف ترسيم الحدود نظرة أحادية منعزلة عن ملف صراعه مع اسرائيل.

كما ان تفوق اسرائيل الحالي نفطيا من خلال تصديرها للغاز من بحر فلسطين بالتزامن مع تأخر لبنان لسنوات عن هذه الخطوة، يترافق مع تفوق حزب الله تكتيكيا على تل ابيب، بمعنى ان الحزب اليوم، ولعدة اشهر، لديه قدرة على تهديد منشآت نفطية اسرائيلية في البحر ، في المقابل لا توجد اي منشآت لبنانية قابلة التهديد.

بمعنى اخر، قد يجد حزب الله ان لديه فرصة في هذا الوقت الضائع، الذي يسبق لحظة وجود “شيء جدي” يخسره لبنان اقتصاديا، ان يستحصل على مكاسب اضافية مرتبطة بتخفيف الضغوط الاقتصادية، وعدم الانتظار لسنوات حتى يستفيد من مخزون الغاز في البحر، وهذا يعني ان “سماحه”لاسرائيل بتصدير الغاز يجب ان يحصل في مقابله على عائدات توازي عائدات النفط المنتظرة، اي تخفيف الضغوط.

في الأصل لم يقدم حزب الله اي ضمانات امنية مرتبطة بصراعه مع اسرائيل بعكس ما تم التسويق له إعلاميا، لهذا فإن تصعيد نصرالله الاخير كان طبيعيا وفي السياق الذي بدأه في خطابه الشهير “لن نجوع ونحن رح نقتلك”..

لم يقدم نصرالله خطابا جديدا لكنه اكمل مسارا قديما واوحى بأن تنفيذ تهديده السابق قد اقترب، وهذا قد يكون مرتبطا بالمعادلات الاقليمية بذات نسبة ارتباطه بالازمة الاقتصادية المحلية. لذلك فإن خصوم الحزب اليوم ليسوا قادرين على التعامل مع المرحلة الجديدة التي اعلن عنها نصرالله… 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى