آخر الأخبارأخبار دولية

إسرائيل تندد بطرد المبعوثة الإسرائيلية من قمة الاتحاد الأفريقي وتتهم إيران بتدبير هذه الخطوة

نشرت في: 18/02/2023 – 15:49

شهدت قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، طرد المبعوثة الإسرائيلية التي تحمل صفة “مراقب”، ما حمل إسرائيل على التنديد بالخطوة متهمة إيران بالوقوف ورائها بمساعدة الجزائر وجنوب أفريقيا. وسيناقش قادة الاتحاد مواضيع مهمة من بينها أعمال العنف في منطقة الساحل وجمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى جانب مشروع منطقة التجارة الحرة. كما سيتم مناقشة أزمة الغذاء والجفاف غير المسبوق في القرن الأفريقي.

يعقد قادة دول الاتحاد الأفريقي السبت في أديس أبابا قمة مكرسة لأعمال العنف في منطقة الساحل وجمهورية الكونغو الديمقراطية التي تثير قلقا “عميقا” لدى الأمم المتحدة، إلى جانب مشروع منطقة التجارة الحرة في القارة. وسيشمل جدول أعمال القمة أيضا أزمات الغذاء بينما تواجه القارة جفافا تاريخيا في القرن الأفريقي.

طرد مبعوثة إسرائيل

قالت الحكومة الإثيوبية إن 35 رئيس دولة وأربعة رؤساء حكومات على الأقل يشاركون في القمة. بينما وقع طرد مبعوثة إسرائيل ورفض حضورها في القمة. وقد نددت إسرائيل بعملية الطرد هذه مؤكدة أن إيران تقف وراءها بمساعدة الجزائر وجنوب أفريقيا.

وقد قال ناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية  بأن هذا “خطير” مشيرا إلى أن بار- لي “مراقبة معتمدة تحمل بطاقة دخول”. وأضاف “من المحزن رؤية الاتحاد الأفريقي رهينة عدد صغير من الدول المتطرفة مثل الجزائر وجنوب أفريقيا التي تحركها الكراهية وتتحكّم بها إيران”. وتابع الناطق أنه ينبغي على الدول الأفريقية “معارضة هذه الأعمال التي تضر بالاتحاد الأفريقي والقارة بكاملها”.

من جهته، قال مسؤول في الاتحاد الأفريقي إن الدبلوماسية التي “طُلب منها المغادرة” لم تتلق دعوة لحضور الاجتماع، وكانت قد وجهت دعوة غير قابلة للتحويل إلى سفير إسرائيل لدى الاتحاد الأفريقي أليلي أدماسو. وأضاف “من المؤسف أن يسيء الشخص المعني استخدام” هذه البادرة.

وردا على سؤال حول اتهامات إسرائيل لجنوب أفريقيا والجزائر بالوقوف وراء ما حدث، قال فنسينت ماغوينيا الناطق باسم رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا لوكالة الأنباء الفرنسية خلال القمة “عليها تقديم أدلة تثبت صحة ادعاءاتها”.

وكانت إسرائيل قد حصلت على صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي عام 2021 بعد عقود من الجهود الدبلوماسية، ما أثار احتجاجات من أعضاء نافذين في التكتل مثل جنوب أفريقيا والجزائر اللتين قالتا إن ذلك يتعارض مع مواقف الاتحاد الأفريقي الداعمة للفلسطينيين.

   العام الماضي، سادت حالة من الاستياء بشأن اعتماد إسرائيل كمراقب في الاتحاد الأفريقي مع مطالبة الفلسطينيين بسحب الاعتماد منها. وعلقت قمة العام 2022 نقاشا حول ما إذا كان سيسحب الاعتماد من إسرائيل وشكلت لجنة لدراسة هذه المسألة.

   وبدأ الجدال عندما وافق موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي على اعتماد إسرائيل كمراقب، ما أثار خلافا داخل هذه الهيئة التي تقدّر أهمية التوافق في الآراء.

   ولم يذكر الاتحاد الأفريقي ما إذا كانت صفة إسرائيل كمراقب ستطرح للنقاش في قمة هذا العام.

وظهر مقطع فيديو يجري تداوله على الشبكات الاجتماعية حراسا يرافقون نائبة الشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الإسرائيلية شارون بار-لي خارج قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا.

انسحاب جميع المجموعات المسلحة

شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في القمة على أن “أفريقيا بحاجة إلى العمل من أجل السلام”، مشيرا خصوصا إلى الوضع في منطقة الساحل وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. 

   وقبل القمة، جرت مناقشات الجمعة حول الوضع في شرق الكونغو الديمقراطية حيث تنتشر مجموعات مسلحة لا سيما في المنطقة الحدودية مع رواندا، بحضور رئيس الدولة الكونغولي فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي. 

   في هذا الاجتماع، دعا رؤساء دول مجموعة شرق أفريقيا التي تضم سبعة بلدان إلى “انسحاب جميع المجموعات المسلحة” بحلول 30 آذار/مارس. 

   وحول إثيوبيا، أشاد رئيس حكومتها آبي أحمد مضيف القمة أمام القادة باتفاق السلام الموقع برعاية الاتحاد الأفريقي، بين حكومته ومتمردي منطقة تيغراي، وسمح بحسب آبي بـ”إسكات السلاح”.


02:30

رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد ، خلال اجتماع في مقر المنظمة في أديس أبابا ، إثيوبيا ، 13 يناير 2023. © أ ف ب

منطقة التجارة الحرة

   القضية الأخرى على جدول الأعمال هي منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي يفترض أن تضم 1,3 مليار شخص وتصبح أكبر سوق في العالم في عدد السكان. 

   وسيركز قادة الدول على “تسريع” إنجاز المنطقة الحرة التي تهدف إلى تعزيز التجارة داخل القارة وجذب المستثمرين. وتشكل التجارة بين الدول الأفريقية حاليا 15 بالمئة فقط من إجمالي تجارة القارة.

   ويرى البنك الدولي أن الاتفاق سيسمح بإحداث 18 مليون وظيفة إضافية بحلول 2035 و”يمكن أن يساعد في انتشال ما يصل إلى خمسين مليون شخص من الفقر المدقع”. وتفيد أرقام الأمم المتحدة بان مجموع إجمالي الناتج الخام لهذه المنطقة سيبلغ 3,4 تريليونات دولار. لكن القارة تشهد خلافات لم تحل.

   ووقع الاتفاق كل دول الاتحاد الأفريقي باستثناء إريتريا لكن المناقشات تتعثر بشأن الجدول الزمني لتخفيض الرسوم الجمركية وخصوصا بالنسبة للدول الأقل نموا. 

   وقال غوتيريس إن “منطقة التبادل الحر تمثل فعلا طريقا يؤدي إلى تحول باتجاه استحداث وظائف للأفارقة ومصادر جديدة لتحقيق الازدهار”.

ارتفاع الأسعار 

   تولى غزالي عثماني رئيس جزر القمر، الأرخبيل الصغير الواقع في المحيط الهندي ويبلغ عدد سكانه حوالى 850 ألف نسمة، الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي خلفا للرئيس السنغالي ماكي سال.

   وقال عثماني (64 عاما) الذي دعا إلى “إلغاء كامل” للديون الأفريقية، إن “منظمتنا بينت للعالم قناعتها بأن جميع الدول تملك الحقوق نفسها”.

   ورأت المنظمة غير الحكومية “مجموعة الأزمات الدولية” أن الرئيس غزالي عثماني “سيحتاج إلى دعم القادة الأفارقة الآخرين لتنفيذ مهام ولايته نظرا للوزن الدبلوماسي المحدود للبلاد”. 

   وقبل تسليم الرئاسة، قدم رئيس الدولة السنغالي تقريرا عن أزمات الغذاء في قارة تضررت بشدة من عواقب الحرب في أوكرانيا لا سيما ارتفاع الأسعار.

   وحول ملف مالي وبوركينا فاسو وغينيا التي يقود كل منها عسكريون تولوا السلطة على أثر انقلابات وعلقت عضويتها في الاتحاد الأفريقي، أرسلت الدول الثلاث وفودا إلى أديس أبابا للمطالبة برفع هذا التعليق.

   وقال موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الجمعة إن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد سيجتمع في موعد غير محدد لاتخاذ قرار بشأن رفع محتمل للحظر عن هذه الدول الثلاث. 

   وقال فقي السبت إن “هذه العقوبات لا تحقق النتائج المرجوة على ما يبدو”.

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى