آخر الأخبارأخبار محلية

المزايدات تدفع التيار الى رفض التشريع والعلاقة مع ابراهيم ليست على ما يرام

ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة التي يخرج فيها رئيس “التيار الوطني الحر”جبران باسيل ليوجه سهام انتقاداته الى حزب الله بالتوازي مع هجومه على المنظومة السياسية كما يسميها علما انه اصبح ركيزة اساسية من هذه المنظومة منذ العام 2005 دون كثيرين من الذين يتقصد تصنيفهم تحت هذا العنوان فقط لأنهم تصدوا لمشاريعه ومصالحه الضيقة.

مما لا شك فيه، وفق اكثر من مصدر سياسي ان الصدام يكبر يوما بعد يوم بين التيار الوطني وحزب الله، وتظهر ذلك بوضوح خلال اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الخميس، عندما قال ان تفاهم مار مخايل في موضع حرج، وهي المرة الاولى التي يقول فيها السيد نصر الله الامور بكل وضوح ومن دون قفازات خاصة وانه كان دائما يحاول التخفيف من وطأة التباين والخلاف بين الطرفين، لكن الاكيد ان الامور خرجت عن السيطرة في ضوء الهجوم المستمر والمدروس من قبل باسيل واعوانه على وجه التحديد، وهذا يعني بحسب المصدر نفسه ان لا لقاء قريبا بين السيد نصر الله وباسيل كما يروج بعض مسؤولي “التيار”.

هاجم باسيل من دون اي تردد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قائلا “بدلا من تهديد الغرب، لَيتَهم يوقفون حمايتهم لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة”، غامزا من قناة حديث السيد نصر الله الاخير الذي حذر الاميركيين من ان الفوضى في لبنان ستقابلها فوضى في المنطقة بقوله،ذا دفعتم لبنان إلى الفوضى فعليكم أن تنتظروا الفوضى في كل المنطقة وفي مقدمتها ربيبتكم “إسرائيل”.

ادعى باسيل ان حزب الله يغطي الفاسدين وان من يرغب في ايصاله الى بعبدا هو فاسد، في اشارة الى رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية مرشح “الثنائي الشيعي”. فكل المسؤولين في البلد فاسدون، ووحده باسيل الاصلاحي. ووحده باسيل “الرئيس المنتظر للبنان” والا لا بلد ولا من يحزنون، هذا مختصر كلام باسيل امس وفي اطلالته السابقة والاكيد ايضاً انه سيكون مختصر كلامه في المستقبل، لأنه لا يرى الا نفسه رئيسا،وفي حال تعذر ذلك، فلن يقبل الا برئيس يعطيه كل ما يريد بشيك على بياض، فأجندة باسيل اصبحت واضحة عند حزب الله قبل سواه من القوى السياسية التي جميعها لا تثق به على الاطلاق، فأحد مسؤولي الاحزاب يقول “ما متنا بس شفنا مين مات ” في اشارة الى الطعنات التي وجهها باسيل الى من تحالف معهم من المكونات السياسية.

المهم ان باسيل لن يقبل ان يفرض عليه احد رئيس للجمهورية. فرئيس جمهورية على ضهر الفوضى كرئيس على ضهر الدبابة الاسرائيليةكما قال، غامزا من قناة الرئيس بشير الجميل، علما ان باسيل نفسه الذي ينتقد اليوم الجميل هو نفسه من كان يركض للجلوس في صفوف الامامية في احتفالات حزب الكتائب قبل سنوات بذكرى اغتيال الرئيس الجميل والهدف شد العصب المسيحي، لكن المستهجن ان باسيل لا يشبع من نبش القبور والتاريخ لغايات ومآرب شخصية علما ان معظم مسؤولي التيار العوني يعتبرون ان”الشيخ بشير قدوتهم” ويرددون دائما ان جبران على خطى بشير.

في المقابل، أعلن رئيس الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أننا لم نفصح عن مرشحنا، ولكن لدينا من نرغب في أن يكون رئيساً للجمهورية، ونريد أن نطرحه لإقناع الآخرين به، وقال: “نريد رئيساً منفتحاً على الجميع، ويستطيع التحدّث مع الجميع، ولا يكون عليه فيتو مسبق من الآخرين”. وهذا يعني وفق اوساط سياسية بارزة ان هذا الكلام موجه لباسيل على قاعدة ان هذه المواصفات لا تنطبق عليه خاصة وانه على خصومة مع الجميع ولا يستطيع التحدث مع احد او الحوار والتلاقي.

وسط هذا المشهد، لاءات رفعها باسيل ضد التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة واستتبع كلامه بتغريدة للرئيس السابق العماد ميشال عون عبر “تويتر”: “أحذّر كل المسؤولين الذين يسعون للتجديد لحاكم مصرف لبنان من هذه الخطوة التي ستكون نهاية لبنان والضربة الاخيرة التي ستسقطه نهائيا”. هذا التحذير العوني والباسيلي موجه بالدرجة الاولى لحزب الله قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، تقول مصادر مقربة من التيار الوطني الحر، معتبرة ان كلام وزير المال لوكالة رويترز ليس الا رسائل تمهيدية لخطوة الثنائي وحلفائهما التمديد لسلامة والتي لا يمكن السماح بتمريرها. ولا بد من الاشارة الى ان وزير المال لم يقل وفق مكتبه إنّه سيتم التمديد لحاكم مصرف لبنان ولم يوح كما يجتهد البعض في التفسير، فما عناه هو أن الظروف التي يمرّ بها لبنان ظروف صعبة وقد يكون من الصعب أن تتفق القوى السياسية على البديل، أمّا عن التمديد وهو الشيء الذي لم يقله أيضاً إنما أشار إلى الاقتراح الذي تضمن التمديد لموظفي الفئة الأولى”.

وسط ما تقدم، سيبقى التيار الوطني الحر الى حين معطلا لجلسات التشريع في المجلس النيابي مواكبه لموقفي القوات والكتائب والهدف فقط نيل استعطاف الشارع المسيحي، خاصة وانه كان ينوي المشاركة في الجلسة، الا انه تراجع تحت وطأة المزايدات المسيحية، علما ان مصادر سياسية تشير الى ان العلاقة ليست على ما يرام بين باسيل والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم منذ اكثر من سنة، وبالتالي فإنه سوف يبقى يراوغ الى حين بروز تسوية ودخول وسطاء على الخط قد يعيدونه ونواب التيار الى مقاعد المجلس.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى