آخر الأخبارأخبار محلية

رسائل حازمة: جولة السفراء وزيارات غريو تؤكد المؤكد فهل تُحدِث الخرق؟

لفت أمس تحرك السفيرة الفرنسية آن غريو التي زارت رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ثم عقدت اجتماعا مطوّلا مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع كما زارت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب جبران باسيل.

Advertisement

وجاءت زيارات غريو بعد ايام على الحراك الدبلوماسي الذي شهدته بيروت ، أو ما اصطُلِح على تسميته بـ”جولة السفراء”، في إشارة إلى الجولة اللافتة في الشكل والمضمون التي قام بها ممثلو كلّ من فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة قطر وجمهورية مصر، والتي انطلقوا بها من زيارة رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب.
 
وإذا كانت هذه الجولة جاءت “تتمّة” للقاء باريس الشهير، الذي لا يزال يثير الجدل بعدما انتهى من دون بيان ولا توصيات، فإنّها طرحت الكثير من علامات الاستفهام في الداخل عن معانيها ودلالاتها، وما إذا كانت تمهّد لـ”حراك واسع” قد يقوده ممثلو الدول الخمس المعنيّة بلبنان، وقد يرقى لمستوى “المبادرة” التي يتطلع الكثيرون إليها في لبنان، بعدما سُدّت كلّ السبُل لحلّ الأزمة، بما فيها مبادرة رئيس البرلمان الحواريّة.
 لا مفاجآت
 ويقول العارفون بخلفيّات الحراك الدبلوماسيّ إنّ “جولة السفراء” تُفهَم في سياق”تشجيع” المسؤولين اللبنانيين لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن.، بعيدًا عن أيّ “مفاجآت” حاول البعض الترويج لها، فهي جاءت لتضع المسؤولين اللبنانيين في صورة ما تمّ الاتفاق عليه في اجتماع باريس، ومنعًا للتأويلات والالتباسات التي أحاطت باللقاء، نتيجة التفسيرات غير الدقيقة التي أعطيت لعدم صدور بيان عنه، وما أثير عن “تباين” في المقاربات بين هذه الدول، فكان التأكيد على أنّ الاجتماعات مفتوحة ومستمرّة لأجل دعم لبنان.
 
الكرة في ملعب اللبنانيين
 
أبعد من هذه العناوين العامة، يقول المتابعون إنّ “جولة السفراء” جاءت أيضًا “لتؤكد المؤكد”، الذي ورد في متن بيان المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الذي نقل عن السفراء قولهم إنّ “الدعم الحقيقي للبنان سيبدأ بعد انتخاب الرئيس العتيد، ومن ثم متابعة تنفيذ الإصلاحات المطلوبة”، علمًا أنّ هذا البند قد يفوق في أهميته ما قيل عن إعادة النظر بالعلاقات، لأنّه يؤكد مرة أخرى أنّ الكرة تبقى أولاً وأخيرًا في ملعب اللبنانيين، وليس أيّ أحد آخر.
 
ويقول العارفون إنّ الرسائل التي أراد السفراء إيصالها بهذا المعنى “حازمة”، لكنّها “تتناغم” تمامًا مع كلّ مقاربة المجتمع الدولي للشأن اللبناني منذ ما قبل الفراغ الرئاسي، بل منذ بدء الانهيار الاقتصادي، وقوامه أنّ على اللبنانيين أن يقوموا بما عليهم، قبل طلب المساعدة الدولية، لأنّ أيّ دعم لن يُقدَّم إلى لبنان، ما لم يبادر الأخير إلى تنفيذ “الشروط” المطلوبة لذلك، وعلى رأسها الإصلاحات الاقتصادية التي سيتعيّن على حكومة “العهد الجديد” تنفيذها.
 
من هنا، يعتقد العارفون أنّ أيّ “خرق” ليس مُنتظَرًا من “جولة السفراء” التي تبقى ملتزمة، بخلاف ما روّجه البعض، بسقف “الأصول الدبلوماسية” المتعارَف عليها، إلا أنّها مع ذلك، قد تكون “بابًا” لمقاربات جديدة للمسألة الرئاسية، خصوصًا أنّها تضع حدًا نهائيًا لكل الرهانات على حراك خارجيّ، فالدول الصديقة للبنان لن تقبل أن تأخذ مكان المسؤولين اللبنانيين، أو أن تنتخب الرئيس العتيد نيابة عنهم، ولو أنّ البعض “لا يمانع” مثل هذا الدور، وفق ما تشي الوقائع.
 
هي الرسالة “نفسها” إذاً يوجّهها المجتمع الدولي مرّة أخرى إلى اللبنانيين: الكرة في ملعبكم، فساعدوا أنفسكم لنساعدكم، ولا تتّكلوا على غيركم، والمطلوب منكم في هذه المرحلة، الشروع في انتخاب رئيس فورًا، ومن ثمّ تشكيل حكومة جديدة، والمباشرة بتطبيق الإصلاحات. بهذا المعنى، فإنّ “الخرق” لن يكون مُنتظَرًا من السفراء، على أهمية حراكهم، ولكن من أفرقاء الداخل، الذين بات عليهم أن يفتحوا قنوات التواصل فيما بينهم، من أجل انتخاب الرئيس!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى