آخر الأخبارأخبار محلية

من one way ticket إلى التمنّي عليه العودة

كتب جان فغالي في” نداء الوطن”:واقعة أولى: كان ذلك منذ إثني عشر عاماً وأكثر، في السابع عشر من حزيران 2011، أطلَّ الرئيس العماد ميشال عون ليعلن أنّ «مخطط حكومات رئيس الحكومة السابق سعد الحريري كان إفقار لبنان والاستيلاء على المؤسسات»، وأنّ «خطة الحريري انتهت». وأضاف: «قطعنا له تذكرة ذهاب من دون رجعة one way ticket وذهب ولن يعود».واقعة ثانية: أثناء اجتماع الرئيس الحريري مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، اجتمع وزراء المعارضة عند العماد عون في الرابية وأعلنوا، في بيان تلاه وزير الطاقة آنذاك جبران باسيل، استقالاتهم من الحكومة، ومع استقالة «الوزير الملك» عدنان السيد حسين طارت الحكومة بعدما استقال ثلث وزرائها زائدًا واحدًا.واقعة ثالثة: أثناء محاولة الرئيس «المكلَّف» سعد الحريري تشكيل حكومة، وفي إحدى لقاءات الرئيس عون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، لم يتوانَ الرئيس عون عن وصف الحريري بـ»الكذاب». سأل الرئيس دياب الرئيس عون: «أين اصبح وضع التأليف فخامة الرئيس؟»، فأجابه، بحسب ما ورد في الفيديو الذي سُرّب وكتبت كلماته وسائل إعلام: «عم بيقول عطانا ورقة، عم يكذب، عمل تصاريح كاذبة».واقعة رابعة: (وهي تصح أن تكون واقعة أولى)، عند تشكيل الحكومة الأولى في عهد الرئيس عون، وكانت برئاسة الرئيس سعد الحريري، قال الرئيس عون عنها بأنّها ليست حكومة العهد الأولى. حكومة العهد الأولى تأتي بعد الانتخابات النيابية.أربعُ وقائع تنم عن مدى صدامية الرئيس عون مع الرئيس سعد الحريري، وهذه الصدامية متأتية من التباعد الذي كان قائماً بين الرئيس رفيق الحريري والعماد ميشال عون الذي يبدو أن هذا الموقف رافقه في علاقته بالحريري.فجأةً، «يحنّ» العماد ميشال عون إلى الرئيس الحريري، يتصل به بعد عودة الأخير إلى لبنان، «يتمنى عليه العودة الى لبنان بعد طول غياب، لأنّ الوطن بحاجة اليوم الى جميع أبنائه وطاقاته».من دون سابق إنذار، لا one way ticket، لا «عم يكذب»، لا «حكومته ليست حكومة العهد الأولى» ولا مخططه «إفقار البلد والإستيلاء على مؤسساته». من أجل التنكيد على الرئيس نجيب ميقاتي، «يحلو» الكلام عن سعد الحريري!لم يترك الرئيس عون، في عهده، بمعية رئيس التيار «الوطنيّ الحر» جبران باسيل، شخصية سنيَّة إلا وحاول «دغدغتها» لتكليفها تشكيل الحكومة، فهل هذه الوقائع أصبحت من «غبار العهد»؟ أم انه يجري نفض هذا الغبار لغايات في نفسِ أحدٍ ما؟

Advertisement

الرئيس عون يغازل الرئيس الحريري على قاعدة «ليس حبّاً بعمر بل كرهاً لمعاوية»، أي كرهاً بالرئيس نجيب ميقاتي، وقد عبّر عن ذلك خلال مناسبة اجتماعية، فأثناء مغادرة الرئيس ميقاتي القاعة حيث كانت عائلة أبو شرف تتقبل واجب العزاء، صودف دخول العماد ميشال عون بادره الرئيس ميقاتي بالقول: «اشتقنالك»، لم يُجِب الرئيس عون بل أكمل طريقه، ليثبِّت القطيعة مع الرئيس ميقاتي، ويفتح خطَّ الهاتف مع الرئيس الحريري.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى