أخبار محلية

بو عاصي: قصة المخدرات قائمة منذ عشر سنوات والسعودية تطالب لبنان بأن يفعل شيئاً ما لوقف التهريب

بو عاصي: قصة المخدرات قائمة منذ عشر سنوات والسعودية تطالب لبنان بأن يفعل شيئاً ما لوقف التهريب

كيف يقرأ عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي الوضع الحالي في لبنان بدءاً من البيانات المتبادلة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وصولاً إلى أزمة تهريب المخدرات والدور السعودي والوضع الحكومي.. في هذا اللقاء المطوّل مع «السهم» كل التفاصيل.. 

نتابع التصريحات النارية بين جميع الأطراف، تعتقد أن الوضع يحتمل ذلك أم يفترض بالجميع التهدئة؟

اللعبة السياسية في جانب منها هي لعبة مواجهة وسلطة وآراء وآراء مقابلة وهذا أمر طبيعي أينما كان ولكن الظرف الذي نعيشه في لبنان يحتم أمرين.. الأول أن لا نكون فقط في لعبة سلطة وأن يكون هناك مشروع خصوصاً في الحالة التي تمر فيها البلاد والثاني يجب أن يكون هناك وعي عند الجميع وللأسف لا نجده في خطورة الوضع غير العادي. لم تزد البطالة ١٪ و«نمرّك» علامات على الطرف الآخر لنحسن صورتنا الشعبية، الوضع ليس كذلك، اليوم مصير لبنان على المحكّ على المستوى السياسي والإقتصادي والاجتماعي وكافة المستويات والأكيد أن السجالات العقيمة لا توصل إلى أي مكان ولا أعتقد حتى أنها ستؤدي لزيادة شعبية أي طرف.

في القوات تجدون أنفسكم ملزمين بالرد؟ من جهتكم لا تقصرون أيضاً؟

القوات حاولت بكل الوسائل أن تخرج من السجالات السياسية بالمعنى الضيق للكلمة والتي هدفها تجييش الشارع أو استقطاب عطف معين أو التقليل من قيمة الخصم أياً كان الخصم وهذا أمر طبيعي في أي لعبة سياسية ديمقراطية ولكن الوضع اليوم يحتم رؤيا مشتركة والترفع عن هذه اللعبة بالنظر للخطورة الفعلية التي يواجهها البلد، وأريد أن أكون صريحاً وواضحاً جداً، نحن لسنا من الأساس في ذهنية التهجم على الخصوم السياسيين وهذه ليست من ثقافتنا السياسية كقوات لبنانية وتاريخنا على الأقل آخر ١٥ سنة يشهد أن ثقافتنا السياسية لا تعتمد إضعاف الخصم. نحن نعمل بكل طاقتنا لنبرز جديّتنا في العمل والتزامنا وانفتاحنا على كل المقومات الوطنية إن كان في الوزارات التي استلمناها أو في عملنا النيابي وإلى ما هنالك، لكن بذات الوقت وللأسف لا يمكننا أن نخرج منها. أي أحد يفتح المجال لطرف ما أن يهاجمه بشكل دائم وهو لا يرد بالنتيجة ممكن أن يخسر وأن تتشوه صورته عند الناس وممكن ألا يتوقف الآخر ويستمر في التشويه وتضليل الرأي العام حتى يخسر الطرف المستهدف وبالتالي للأسف ننجرّ في بعض الأحيان ونضطر لأن نضع الأمور في نصابها وهنا انتقل إلى الجزء الآخر وهو الأهم إذ لا شيء يفيد اذا لم يكن هناك رؤيا وطنية ومصلحة عليا ومشروع وبالتالي نحن نلعب دورنا لأقصى حد وليس دورنا أن نرضي كل الاطراف السياسيين، دورنا أن نرضي الناس التي وثقت بنا وواحبنا حين نرى خللاً في إدارة الدولة أن نعلن عنه ومن يزعل يزعل ومن يرضى يرضى.

ألا تعتقد أن الخطاب الموجود حالياً ياخذ كل الاطراف إلى نقطة اللاعودة، علماً أنه في السياسة ليس هناك عداوة أبدية؟ إذا كان الخصم اليوم هو التيار الوطني الحر فهو كان صديقاً يوما ما حين أسّستما معاً لشعار «أوعى خيك»..

أولا والأهم أن لا أحد في موقعه مني وجر إلا لأن الناس أرادت أن يكون في هذا الموقع وبالتالي المواقع ليست مكرسة لاحد لنقول ان هناك نقطة اللاعودة. ممكن أن تكون هذه النقطة في الانتخابات المقبلة بأن يخرج الواحد من الحياة السياسية مرحلياً أو بشكل دائم ما من شيء جامد في الحياة السياسية لانه لا يزال لدينا في لبنان حد مقبول من الحياة الديمقراطية وثانياً لا يهمنا السجالات التي تحمل طابع اللعبة السياسية السلطوية.. اذا التيار الوطني الحر يقول منذ عشر سنوات إنه سيأتي بالكهرباء ٢٤/٢٤ فيما الواقع هو أن لا كهرباء والهدر وصل إلى ٤٠ مليار دولار أكون حينها مجرماً أو متواطئاً أو غير كفوء اذا صمتت. مضطر أن أرد عليه.. يزعل، يرفع السقف، هذه مشكلته لكن لا يمكنني لتنفيس هذا الاحتقان أو لأبقى على صداقة مع الجميع، أن أغضّ النظر عن الفساد والهدر وقلة الكفاءة والشلل لتشكيل الحكومة وانفجار المرفأ وموت الناس ودمار بيروت، لا لن اصمت!

وهذه جميعها يحملها التيار الوطني الحر والعهد على عاتقهما؟

طبعاً لا.. يتحمل جزءاً كبيراً منها. ألف مرة خرجت في الإعلام وقلت إن هذه هي مسؤوليات التيار وهذه مسؤوليات سواه واسميناهم بالأسماء. اذا كانت وزارة الاتصال بيدهم ولم يحدث شيء ولدينا أغلى اتصالات في العالم من يتحمل المسؤولية؟ وزارة البيئة؟ كانت وزارة البيئة بيدهم ولم يحدث شيء في الكسارات أو حماية المياه الجوفية وسواها لمن أحمّل المسؤولية. وحين يفشل سواهم في وزارات أخرى نحمله المسؤولية أيضاً.

مصادر التيار قالت لصحيفة الديار إن الخلاف مع القوات إنطلق واستمر لأنه أفشل مشاريع العهد. أي مشاريع افشلتموها للعهد؟

المشروع الذي افشلناه هو مشروع البواخر والالتفاف على إدارة المناقصات والوصول إلى عارض واحد اذا كان هذا افشالاً للعهد يكون العهد ليس بحاجة لافشال لانه فاشل بحد ذاته. عما نتحدث؟ منذ اليوم الأول طالبناهم أن يقدموا لنا خطة شاملة للكهرباء وأن نرى ما هي الخطة المرحلية المناسبة، تحدثنا في الأمر الف مرة.. يقدم سيزار أبي خليل مشروعه بآخر جلسة مجلس الوزراء بعد عام ونصف في وقت قاتل عاماً ونصف لصالح البواخر. عليك أن تقول لي ما هو الحل الشامل على أن تكون البواخر حلاً مرحلياً. ما هو دفتر الشروط وكيف ستتم المناقصة وعلى من سترسو..

لماذا الإصرار على البواخر؟

لا أعرف ولديّ العديد من علامات الاستفهام بهذا الخصوص لكنني لست بوارد أن اقوم باتهامات قضائية، تقدمنا بإخبار للقضاء والقضاء يجب أن يقوم بعمله ولم يفعل حتى الساعة. جان العلية قدم إخباراً وقام بمئة تصريح ونحن قدمنا اخبارات وأخذنا مئة موقف. معقول أربعين مليار دولار من أموال الشعب الذي لا يملك قرشاً طارت؟! اذا وزير الطاقة ليس مسؤولاً عن الطاقة ووزير الخارجية ليس مسوولاً عن الخارجية ووزير الشؤون الاجتماعية غير مسؤول عن الشؤون الاجتماعية، الأمر لا يجوز. لا يمكن أن يكون لديك سلطة ولا تتحمل المسؤولية. الحكم دون مسؤولية هو ميزة الديكتاتوريات..

بعضهم ردد عبارة «ما خلونا»..

«مين ما خلاهن».؟! عليهم أن يخبرونا. قلت لجبران باسيل في مؤتمر صحفي بما انك مصر أن تردد كنت أريد أن أفعل لكن «ما خلوني» تفضّل انسحب ودع غيرك يحكم. لا يمكن أن نحكم على النوايا انت مسؤول سياسي أحاكمك على أعمالك وليس على نواياك، فالنوايا لا تبني بلد. ما يهمني أن الوزارة التي كنت مسؤولاً عنها سواء خارجية أو طاقة أو اتصالات ما الذي حققته فيها، هذا ما يهمني.

د. جعجع في بيان أصدره وجه تهمة مباشرة للعهد بالتغطية على تجار المخدرات..

قصة المخدرات قائمة منذ عشر سنوات على الأقل. منذ أكثر من تلك المدة سمعت من الطرف السعودي صرخة واضحة تطالب بأن تفعل الدولة شيئاً ما لتوقف تهريب المخدرات من لبنان وسوريا إلى السعودية.

منذ عشر سنوات لم يكن ميشال عون في الرئاسة..

من المسؤول الآن؟ الا يسمي نفسه قبطان الباخرة؟ أحاسب ميشال سليمان أو بشارة الخوري؟ من أحاسب. هو على رأس الدولة ويتحمل المسؤولية. هذه المعابر الفالتة قدمنا بشأنها آلاف الاخبارات واستدعينا وزارة الدفاع والضباط والمسؤولين والسياسيين وناشدنا أن بلدنا لا يمكنه أن يحافظ على سيادته ولديه ٣٠ كيلومتر لا يسيطر عليها والتهريب واضح ورسمي وشبه شرعي وليس مقنّعاً.. من يقول لي أن من يُخرج من عندي أو يدخل مخدرات وبضاعة أو دخان ونفط، من يقول لي إنه لا يدخل إرهابيين وداعش؟ مفهوم الحدود السائب ليس محصوراَ بعشرين أو ثلاثين كيلومتر. اذا كان هناك باخرة متماسكة وفيها ثغرة متران أو ثلاثة، ستغرق حتماً. تفهمين كل شيء من بيان وزارة الخارجية الذي صدر.. وزير الخارجية يطالب السلطة ولا أتوجه بالشخصي ولا مرة فعلت ذلك، لكنه طالب السلطة بإجراء المقتضى.. من انت؟ أنت وزير الخارجية. ابلغنا السعوديوو قبل أن يصدر الأمر في الإعلام، هذه قصة فظيعة وقد طالب السلطة، انت السلطة والحكومة.

بعيداً عن موضوع التهريب ما هو الموقف السعودي في لبنان؟ كنت موجوداً خلال زيارة السفير وليد البخاري إلى معراب.. هل ينتظر الحريري الحصول على الضوء الأخضر السعودي؟

أبداً أبداً أبداً لا هو ينتظر الضوء الأخضر ولا هم طلبوا منه أي شيء ما يهمهم اليوم أن تكون العلاقة مع لبنان من دولة إلى دولة الجانب العاطفي مع السعودية كما في كثير من دول العالم تراجع كثيراً مع الوقت وبالتالي اليوم العلاقة من دولة إلى دولة من دون أي عدائية لكن يجب أن أشعر بانني اتعاطى مع دولة تملك قرارها السيادي بيدها وبالتالي لن يتدخلوا مع سعد الحريري أو سواه وليسوا بوارد الدخول في هذه التفاصيل انتم دولة لبنانية انتم ونحن دولة سعودية، نحن دول في جامعة الدول العربية عشرات ومئات وآلاف اللبنانيين يعملون في السعودية وأهلاً وسهلاً بهم، التعامل من دولة إلى دولة يجب أن يكون من خلال المؤسسات وبضمان الدولة قرارها السيادي وإذا لم يكن هناك هذه الضمانة ولم يكن هناك عمل مؤسسات، العلاقة تراجعت وسوف تتراجع أكثر وحتى الساعة لم تطل الأشخاص وانشالله لا تفعل وأعتقد أنها لن تطال الجالية اللبنانية الكبيرة في المملكة العربية السعودية والتي ترسل مليارات الدولارات إلى لبنان.

هل سمعتم من الجانب السعودي تاييداً لطرح القوات بإقامة انتخابات نيابية مبكرة لإعادة إنتاج السلطة؟

أبداً لا يدخلون في هذه التفاصيل لا من قريب ولا من بعيد يسمعون ويحترمون ولا يتدخلون أبداً، يهمهم أن يكون قبالتهم دولة. لا يدخلون في التفاصيل الآن ويشددون على استمرار العلاقات التاريخية بين البلدين لكن يجب أن يكون أمامهم دولة.

ما هو تصورك للخروج من أزمة الحكومة.. فحلم الانتخابات النيابية المبكرة قد يحدث وقد لا يحدث..

لا أعرف.. السقوف ارتفعت بشكل حتى باتت مرتبطة بالآلهة لم تعد مرتبطة بجبران باسيل أو ميشال عون صارت مرتبطة بالمسيح مباشرة إذا لم يحصل جبران باسيل على الثلث المعطل يكون السيد المسيح بخطر. ليس المسيحية بل المسيح وكل ما يرمز له عند المسيحيين بخطر. منطق ضيق وشعبوي ينم عن غياب رؤيا تامة للخروج من الأزمة وما سوف يفعله اذا تشكلت الحكومة.هل سمعتم أحداً يقول إذا تشكلت الحكومة مشروعي كذا وكذا.. أبداً للأسف وفي هذا الظرف. تعرفين أن الناتج المحلي انخفض من ٥٢ مليار دولار إلى ١٨ مليار دولار وهل تعرفين أن البطالة تخطت ٥٥٪ وهل تعرفين أن التضخم تجاوز ٤٠٠٪ والكتلة النقدية بأقل من سنة ارتفعت من ١٦ ألف مليار إلى ٣٢ الف مليار على طبع العملة وكل هذا لا يراه الشباب. يرون من سيكون زنده أقوى في الكباش وهذا لا يحيي وطناً..

هل الخطاب الذي يحدد من يسمي المسيحيين ومن يسمي المسلمين، خطاب خطير؟

طبعاً خطير فأن تطالب مجموعة في لبنان أن يتم احترام تمثيلها السياسي لأن لبنان دولة تعددية وما هنالك، فهذه من عمر لبنان، ولو أننا حاولنا تغطيتها دائماً ولكن أن نحصر الخطاب والرؤيا السياسية بالجانب الطائفي مقتل وليس أمراً خطيراً فحسب.. أما أن نغرق كلنا يا نعوم كلنا. من يعتقد نفسه من حزب الله وجرّ أنه يستطيع أن ينقذ جماعته مخطىء جداً إما الجميع يغرق أو الكل يعوم. في بيئة حزب الله ليس الدولار ب ١٥٠٠ وليس هناك سعر صرف مختلف لدى الدروز أو لدى الموارنة.. يا كل البلد يغرق وهو يغرق للأسف إما نعوم كلنا ولا أحد يستطيع أن ينقذ جماعته وعلى الأقل انطلاقاً من هذه النقطة واحساساً بضمير المسؤولية تحتاجين إلى حل شامل غير مرتبط بالذات الإلهية التي باتت مهددة إذا لم يحقق فلان مكاسبه وراينا ما الذي انجزوه، وما الذي انجزوه جميعا.. رأينا أين بات البلد والمؤسسات والسياحة والبحبوحة والعدالة الاجتماعية (شي بياخد العقل) اقله آخر 15 سنة حتى اليوم قبل كنا نضع الأمور بظهر السوري..

ماذا رأيك في موقف حزب الله؟

لا أعرف، أعرف أن بيئة حزب الله الحاضنة تتأذّى كما الجميع. البطالة تطال النبطية كما هي الحال في بشرّي وسعر الدولار هو ذاته ويفتش الآباء من الجهتين أسبوعين ليجدا الحليب لاولادهما مثل بعضهما البعض.. ولا يستطيع حزب الله أن يوهمهم حتى أنه سيخلصهم وبالتالي هل من مصلحته أن يقف البلد على قدميه أو لا الجواب لديهم.. إذا كانوا يضعون في الأولوية الغطاء المسيحي الذي هم بحاجة إليه والذي يؤمنه لهم جبران باسيل وميشال عون، على المصلحة الوطنية العليا ومصير كل الشعب لأجل حساباتهم الإقليمية والايديولوجية، حينها هذه مشكلتهم ويحملون مسؤوليتها..

ختاماً أود أن أسألك عن الوضع والمشهد القضائي..

المشهد القضائي مقزز. أتحدى شخصاً سمع مني كلمة عن القضاء منذ أن عدت من فرنسا إلى لبنان أي منذ ١١ عاماً. أنا عندي تقديس لفصل السلطات وعندي تقديس لدور القضاء وسلطته فالقضاء سلطة وليس وظيفة ولا مرة علّقت على قضية بيد القضاء هذه من أدبياتي السياسية وإلى هذا الحد احترم القضاء لكن ما حدث من قبل القاضية غادة عون مشهد المرعب يتم من خلاله ضرب آخر معقل مؤسسات في لبنان. كان هناك القضاء والجيش، يأتي غسان عويدات ويكفّ يد غادة عون عن الملف فتصر على المتابعة وتقوم بخلع الأبواب مستعينة بنصف ميليشيا وتطلب الإعلام.. هذا لم يعد قضاء وهذه المؤسسات ليست ملكاً لاحد بل ملك واحد فقط هو الشعب اللبناني، يتم تدميرهم بشكل فيه الكثير من الاستخفاف. اتركوا لنا شيئاً نورثه للأجيال المقبلة في لبنان. ما حدث كارثة الكوارث، لستُ أدافع عن ميشال مكتف، هو يدافع عن نفسه ولا يحتاجني ولست أتحدث عن الأشخاص أياً كان المعنيّ بالعملية، أنا أتحدث عن المبدأ القضائي وتصرف القضاة لا يكون بهذا الشكل. بأي حق ندمر كل شيء؟!

للمزيد على facebook

اقرا ايضا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى