السلطات الأمريكية تسعى لاحتواء أزمة دبلوماسية متفاقمة مع بكين بشأن “الأجسام الطائرة مجهولة الهوية”
نشرت في: 15/02/2023 – 09:31
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي الثلاثاء، إن السلطات في بلاده “ليس لديها أي مؤشر على أن الأجسام الثلاثة – التي أسقطها الجيش – جزء من برنامج مناطيد التجسّس” الصيني. يأتي ذلك في إطار سعي واشنطن لاحتواء أزمة دبلوماسية متفاقمة مع بكين، بسبب الأجسام الطائرة مجهولة الهوية التي رصدت في الأجواء الأمريكية والكندية. فيما أكدت بكين من جهتها إن أحدها هو منطاد مدني يُستخدم لأغراض البحث وخصوصا للأرصاد الجوية.
في حين يسود القلق في الولايات المتّحدة منذ رُصد منطاد صيني أبيض كبير يحلّق فوق عدد من المواقع النووية السرية، سعى البيت الأبيض الثلاثاء لاحتواء أزمة دبلوماسية متفاقمة مع بكين، بإعلانه أنّ المؤشّرات الأولية تدلّ على أنّ الأجسام الطائرة غير المحدّدة الثلاثة التي أسقطتها مقاتلات أمريكية ليست متّصلة ببرنامج صيني للتجسّس بوساطة مناطيد. وأسقطت مقاتلة أمريكية هذا المنطاد في الرابع من شباط/فبراير قبالة السواحل الشرقية للبلاد.
وعلى أثر هذه الواقعة، أجرى الجيش الأمريكي تعديلا لمعايير ضبط أجهزة الرادار لتمكينها من رصد أجسام أصغر حجما، ما أسفر عن رصد ثلاثة أجسام طائرة إضافية غير محددة أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بإسقاطها تباعاً.
وأسقط أحد هذه الأجسام فوق ألاسكا والثاني فوق كندا، أما الثالث فأسقط فوق بحيرة هيرون الواقعة على ضفاف ولاية ميشيغن.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن السلطات الأمريكية “ليس لديها حتى الآن أي مؤشر أو أي معطى يشير بالتحديد إلى أن الأجسام الثلاثة جزء من برنامج مناطيد التجسّس” الصيني، أو إلى “أنها ضالعة بالتأكيد في جهود خارجية لجمع معلومات استخبارية”.
وتعدّدت النظريات في الكونغرس ووسائل الإعلام وحتى عامة الشعب حول طبيعة هذه المناطيد، وتراوحت بين اعتبارها عملية تجسّس صينية منسّقة، وصولا إلى فرضية الكائنات الفضائية.
لكنّ مسؤولين كُثرا باتوا يشيرون حاليا إلى أنّ الأجسام الطائرة الثلاثة الجديدة تبدو غير صينية وغير مرتبطة بالتجسّس.
وأشار كيربي إلى أن الأجسام الثلاثة “قد تكون ببساطة مناطيد مرتبطة بكيانات تجارية أو بحثية، وبالتالي غير ضارّة”، وبدا أنه يرجّح الفرضية الأخيرة.
من جهتها أقرّت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار بأنّ هوية الجهات المالكة للأجسام الثلاثة لا تزال مجهولة، لكنّها شدّدت على وجوب أن “يعي الأمريكيون، الشعب الأمريكي، أنّ لا داعي للذعر”.
وتنفي الصين استخدام مناطيد للتجسس، وتقول إن المنطاد الذي أسقط قبالة الساحل كان مخصصا لأبحاث مرتبطة بالطقس، أما المنطاد الآخر الذي رُصد فوق أمريكا اللاتينية فكان يستخدم للتدريب على التحليق، بحسب بكين.
واتّهمت السلطات الصينية واشنطن الإثنين، بنشر مناطيد أمريكية تجسسية فوق أراضيها، وهو ما نفاه مسؤولون أمريكيون.
وانعكس السجال توترا في العلاقات الدبلوماسية بين القوتين العظميين المتنافسين، ودفع وزير الخارجية أنتوني بلينكن لإلغاء زيارة نادرة كانت مقرّرة إلى بكين.
بحث معقّد
وشدّد كيربي على أنّ الصين تدير “برنامجا مدروسا وممولا بشكل جيد”، لاستخدام مناطيد يمكنها التحليق على ارتفاعات عالية يصعب اكتشافها، بهدف التجسس على الولايات المتحدة ودول أخرى.
لكن لا مجال لحسم ما إذا كانت الأجسام الطائرة الثلاثة الأخيرة التي أسقطت جزءا من هذا البرنامج إلا بعد تحليل الحطام، وهذا الأمر يستغرق وقتا أطول مما تريد السلطات الأمريكية. وأكّد كيربي أنّ انتشال الحطام من شأنه توضيح هذه المسائل.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي إنه نظرا لرداءة الأحوال الجوية والظروف الجغرافية في الحالات الثلاث “ندرك أنّ تحديد موقع الحطام وانتشاله قد يستغرق بعض الوقت”.
وتبقى كيفية ضبط معايير أجهزة الرادار التابعة للجيش الأمريكية عالقة. فإذا تبيّن أن الأجسام الثلاثة التي أسقطت تابعة لشركات خاصة أي بمعنى آخر غير معادية، عندها سيتعيّن على البنتاغون أن يقرّر ما إذا عليه التصدي بهذا القدر من الشدة عند كل عملية رصد.
وأعلن كيربي أنّ الوكالات الأمنية تجري تحقيقا مشتركا، وأشار إلى أنه لم يقل يوما إن هناك قرارا متّخذا “بإسقاط أي جسم طائر”.
وفي معرض ردّها على سؤال حول ما إذا بايدن بالغ في ردّ الفعل وما إذا سيكون محرجا في حال تبيّن أنّ الأجسام الثلاثة التي أسقطت لم تكن ضارة على غرار مناطيد دراسة الطقس، قالت جان-بيار “لا أعتقد أنّ الرئيس سيكون محرجاً”، مشدّدة على أنّ بايدن اتّخذ الإجراء حرصاً على بقاء “مجالنا الجوي، مجالنا الجوي المدني، آمنا”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook