تكنولوجيا

تنبؤات وقوع زلازل في مصر والمنطقة العربية..خبراء يردون! | سياسة واقتصاد | تحليلات معمقة بمنظور أوسع من DW | DW

منذ وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، لا حديث يعلو في منصات التواصل الاجتماعي والإعلام في مصر ودول عربية أخرى على حديث التوقعات بحدوث زلازل مشابهة، خاصة مع الجدل الذي أثاره خبير جيولوجي هولندي يُعرف نفسه بأنه باحث في شؤون الزلازل بعد أن توقع بأن تشهد دول عربية هزات أرضية كبيرة.

فقبل ثلاثة أيام من وقوع الزلازل في تركيا وسوريا، غرد فرانك هونغربيتس قائلا: “عاجلًا أو آجلًا سيقع زلزال بقوة 7.5 على مقياس ريختر في هذه المنطقة (جنوب أو وسط تركيا، الأردن، سوريا، لبنان)”.

وحققت التغريدة انتشارا كبيرا على موقع تويتر حيث حصدت على أكثر من 50 مليون مشاهدة وآلاف التفاعلات، لكن كان معظم هذا الزخم عقب وقوع الزلزال في السادس من فبراير / شباط 2023.

ولم يكتفي بذلك، بل حذر فرانك هونغربيتس، الذي يُقدم نفسه باعتباره متخصصا في هندسة الكواكب، من حدوث هزات ارتدادية جديدة في المنطقة قائلا: “شاهدوا النشاط الزلزالي القوي الإضافي في وسط تركيا والمناطق المجاورة، عادة ما تستمر الهزات الارتدادية لفترة من الوقت بعد وقوع زلزال كبير”.

وحققت هذه التغريدة أيضا انتشارا كبيرا بلغ أكثر من 12 مليون مشاهدة وآلاف التفاعلات وسط حالة هلع، خاصة وأن صور ومقاطع الفيديو عن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وخلف آلاف الضحايا، ما زالت عالقة في الأذهان، لا سيما مقاطع سقوط الأبنية فوق رؤوس ساكنيها.

ورغم إقرار الباحث لاحقا بأن توقع حدوث زلزال بشكل محدد يعد بالأمر المستحيل، إلإ أنه أكد أنه يستعين في تنبؤاته بموقع القمر وأيضا بالتغيرات المناخية.

ضجة على منصات التواصل

أثارت تغريدات الباحث الهولندي حالة من الجدل في المنطقة خاصة في البلدان التي زعم أنها قد تقع بها هزات أرضية، مثل مصر ولبنان والعراق التي قال إنها دولا تشهد نشاطا زلزاليا.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تباينت الآراء حيال توقعات وتنبؤات هونغربيتس، حيث أعرب كثيرون عن خوفهم وقلقهم من حدوث زلازل قوية على غرار زلزال تركيا وسوريا.

في حين شكك آخرون في تصريحات الباحث الهولندي واتهمه البعض “بالبحث عن الشهرة”. بل إن هناك من نادى بضرورة التوقف عن نشر تغريداته لأنها تتسبب في حالة ذعر.

لكن في المقابل، دافع بعض مستخدمي التواصل الاجتماعي عن هونغربيتس وطالبوا بضرورة أخذ توقعاته على محمل الجد والتحلي بالكثير من اليقظة والحيطة.

“مجرد تنجيم”

من جهته يؤكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيابجامعة القاهرة، أن توقعات هونغربيتس ليست سوى “تنجيم”، مضيفا بأن الباحث الهولندي “لم يقدم أي أساس عملي يؤكد صحة توقعاته”.

وفي مقابلة مع DW  عربية، أوضح شراقي “اعتماده بشكل كامل على حركة القمر والنجوم، لذا فإن هذا الكلام يميل أكثر إلى التنجيم وليس إلى العلم. ثمة فارق كبير بين التوقع وبين إجراء أبحاث ثم استخلاص نتائج”.

وأضاف خبير الجيولوجيا “هونغربيتس يتحدث عن القمر والنجوم، لذا فكلامه لا يحمل أي مصداقية. إذا فالأمر ليس سوى توقعات. والدليل أنه قال إنه يتوقع حدوث زلزال في مصر خلال أيام أو شهور أو أعوام، فما الجديد في ذلك؟ ..الزلازل يمكن أن تحدث في أي وقت”.

ويتفق مع هذا الرأي الدكتور عماد كماد، أستاذ قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر.

عماد كماد قال في مقابلة مع DW  عربية “تقوم تنبؤات (هونغربيتس) على أساس حركة اصطفاف الأقمار العملاقة مع بعضها البعض ومع كوكب الأرض لتحديد حدوث الزلازل وهذا الأمر لا يستند على أساس عملي جيولوجي”.

وأضاف أن توقعات الباحث الهولندي عن زلزال تركيا وسوريا كان “مصادفة”، مشيرا إلى أنه توقع في السابق حدوث زلازل في دول أخرى، لكن “لم يحدث شيئا”.

 

طمأنة المواطنين

وعلى وقع حالة الهلع التي أثارتها التوقعات بحدوث هزات ارتدادية في المنطقة التي تمتد من تركيا إلي سوريا ولبنان ومصر والأردن، سارع متخصصون وخبراء في مصر إلى طمأنة المواطنين إزاء هذه التنبؤات .

وفي هذا السياق، استضافت قنوات تلفزيونية مسؤولين ومتخصصين أكدوا على ضرورة عدم تصديق ما يثار حيال مثل هذه التوقعات مع لفت الانتباه إلى أن الحكومة المصرية تنفذ خطة واستراتيجية لمواجهة مخاطر الزلازل، خاصة عند بناء المدن الجديدة والأنفاق والجسور.

ورسميا، سعت الحكومة المصرية إلى طمأنة المواطنين حيث أكدت في بيان اليوم الاثنين (13 فبراير/شباط 2023) أن الحديث عن تعرض البلاد لزلازل مدمرة ليس “سوى شائعات”، مشددة على أن هناك “متابعة مستمرة ودقيقة لنشاط أي زلازل أو هزات أرضية قد تحدث من خلال الشبكة القومية لرصد الزلازل“.

ذكرى مأساة 1992

ويشار إلى أنه توجد في مصر ستة بؤر زلزالية من بينها “منطقة خليج العقبة” التي تتعرض لقرابة 300 هزة ومنطقة “بحيرة ناصر” في جنوب البلاد والتي يُعرف عنها نشاطا زلزاليا متوسطا وأيضا “جزيرة شدوان” الواقعة بالقرب من مدخل خليج السويس والتي تتميز بنشاط زلزالي كبير.

وأعادت التنبؤات عن احتمالية وقوع زلازل في مصر وقبلها زلزال تركيا وسوريا المدمر، إلى الأذهان ذكرى كارثة زلزال عام 1992 حيث تعرضت البلاد إلى أسوأ هزّة أرضية خلفت أكثر من 540 حالة وفاة وأكثر من ستة آلاف مصاب فضلا عن تشريد نحو 50 ألفا.

واستعاد كثيرون ذكرى مأساة 1992 في محاولة لتسليط الضوء على حجم الكارثة التي وقعت في تركيا وسوريا عقب زلزال الاثنين الماضي، حيث مازالت عمليات انتشال وإنقاذ آلاف الضحايا جارية.

وتجدر الإشارة إلى أن حصيلة قتلى الزلزال الأخير الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا ارتفعت إلى أكثر من 33 ألفا، فيما تشير أحدث الأرقام الواردة من سوريا أنّ حصيلة القتلى تقترب من أربعة آلاف، فيما قالت الأمم المتحدة إنّ هذه الحصيلة قد “تتضاعف”.

هل يمكن التنبؤ بالزلازل؟

 التنبؤ بحدوث زلازل قد يساعد في إجلاء المدنيين من المناطق المهددة  وبالتالي إنقاذ حياة المئات وربما الألاف من الأرواح. لكن ما مدى واقعية ذلك؟

 يؤكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، على عدم “وجود أسس علمية حتى الآن للتنبؤ بالزلازل”، لكنه قال إن هناك “بعض الشواهد” قد تساعد في توقع احتمال حدوث هزات أرضية.

وأضاف “على سبيل المثال، تحدث الزلازل على مدار اليوم في اليابان والمحيط الهادي وفي قبرص، لكن شدتها تتراوح ما بين 2 و3 درجات، بيد أنه في حالة تكرار هذه الزلازل واشتداد قوتها، يمكن – في هذا الوضع – أن نقلق بأن الأمر ربما يكون بداية لحدوث زلازل”.

وفي سياق متصل، شدد الدكتور أحمد محمد فريد منصور، الباحث بالشبكة القومية المصرية للزلازل و الحد من المخاطر، على أن التنبؤ بالزلازل ليس بالأمر السهل “لأنه يتوقف عليه حياة البشر وإدارة أمور الدول داخليا ودوليا”.

وفي مقابلة مع DW  عربية، أوضح منصور “التنبؤ (بوقوع هزات أرضية) يجب أن يكون دقيقا في ثلاث تعريفات تتمثل في موقع الزلزال ووقت حدوثه ومقدار قوته. من هذا المنطق يتضح الفرق بين التنبؤ بالزلزال وتوقع احتمالية حدوثه التي تخلو من الدقة أو اليقين.”

وأضاف “استنادا على ذلك، فإن السيد فرانك هونغربيتس صادفه الحظ في توقع حدوث زلزال تركيا، لكنه عجز في تحديد موعده لانه قال (آجلاً أو عاجلاً) و أخيرا أخطأ في حساب قوة الزلزال”.

لكنه منصور أكد على أن هناك معايير تستند على أساس عملي قد تساعد في تحديد “الخطر الزلزالي لكل منطقة على حدة نظرا لكثرة العوامل المؤثرة التي تختلف من مكان لأخر و من وقت لأخر”.

وتابع بهذا الخصوص “يمكن أيضا إنشاء مقياس معلن بشفافية ومتغير للخطر الزلزالي لكل منطقة، حيث تكون قيمته متغيرة بتغير القراءات والاستنتاجات العلمية لهذه المنطقة.”

محمد فرحان

  

document.addEventListener(“DOMContentLoaded”, function (event) {
if (DWDE.dsgvo.isStoringCookiesOkay()) {
facebookTracking();
}
});
function facebookTracking() {
!function (f, b, e, v, n, t, s) {
if (f.fbq) return;
n = f.fbq = function () {
n.callMethod ?
n.callMethod.apply(n, arguments) : n.queue.push(arguments)
};
if (!f._fbq) f._fbq = n;
n.push = n;
n.loaded = !0;
n.version = ‘2.0’;
n.queue = [];
t = b.createElement(e);
t.async = !0;
t.src = v;
s = b.getElementsByTagName(e)[0];
s.parentNode.insertBefore(t, s)
}(window, document, ‘script’,
‘https://connect.facebook.net/en_US/fbevents.js’);
fbq(‘init’, ‘157204581336210’);
fbq(‘track’, ‘ViewContent’);
}


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى