المطران تابت في قداس مار مارون: لا قيامة للبنان من دون ثقة أبنائه بعضهم ببعض

استهل المطران تابت عظته بشكر جميع الذين شاركوا موارنة كندا وكيبيك في احتفالهم بعيد مار مارون الذي أصبح “مفترق طرق حيث نلتقي بالأصدقاء والعائلة”. وخصّ المطران جاويش بترحيب لافت، معتبرًا مشاركته في الذبيحة الإلهية “علامة على الوحدة والتعاون والمجمعية.
وبعدما رحب بممثل رئيس وزراء كندا جاستن ترودو السيد بابلو رودريغ “الذي يدخر أي فرصة لإظهار قربه وتضامنه مع مجتمعنا”، قال: “في هذه المنطقة من أنطاكية وبلداتها، التي اجتاحتها الزلازل الرهيبة التي أودت بحياة الآلاف من الناس ومئات الآلاف من ضحايا الكوارث، لا يسعنا الا أن نرفع الصلوات”.
وأضاف: “في القرن التاسع، لجأ الموارنة إلى الجبال اللبنانية في وادي قاديشا المقدس في جبل لبنان حيث تجذّروا وانتشروا من هناك إلى جميع أنحاء العالم. ومع المجتمعات الأخرى، في بداية القرن العشرين، أصبحوا بناة لبنان الحديث، دولة القانون المدني، الفريدة من نوعها في الشرق الأوسط، على أساس مبدأ الحرية ورابط المواطن. كنيستنا الكاثوليكية والرسولية المارونية هي كنيستنا ذات القلب المفتوح واليد الممدودة. بتعاليمها الروحية تضع نفسها في خدمة جرحى الحياة والضعفاء، حيث أصبحت أديرتها ومدارسها وكلياتها في خدمة الجميع، بغض النظر عن انتماءاتهم. إن روحانية القديس مارون تدعونا إلى أن نكون علامة الوحدة والأخوة البشرية من أجل تلبية دعوة الرب: “اجعلهم جميعًا واحدا” (يو 17 ، 21). نحن هنا، في كيبيك وكندا وأماكن أخرى من العالم، نتابع بفخر مهمتنا المستوحاة من حياة ابينا مارون. نصلي إلى الرب أن يمنحنا نعمة العيش وفقًا لكلمة الإنجيل والقدرة على الصمود والرجاء في هذا العالم الشديد الخطورة في مواجهة تجارب الحياة. هنا في كندا ، نريد أن نكون مثل الخميرة في العجين، مثل الملح في الطعام، حتى تشع إرساليتنا المسيحية في النفوس وطرق عيش أخبار الإنجيل السارة ليسوع، وهي رسالة حب وإحسان والأخوة والإنسانية”.
وأضاف: يتطلّع اللبنانيون بشوق الى سدّ شغور موقع رئاسة الجمهورية الذي بات استمرارُه يهدِّد الكيان وانتظام المجتمع، والى استعادة السيادة وترميم الجمهورية وبناء مجتمع الانتاج والعدالة والحرية والمواطنة، والى البدء بإعادة بناء الدولة ليكتمل عقد المؤسسات الدستورية والاعتصام بها، علّها تضمن انتظام الوحدة الوطنية وتُوطِّد كيانَ لبنان واستمراره ليتسنى للبنانيين العيش تحت كنف الدستور أحرارا ومتساوين، ويعود النازحون الى بلادهم وغير اللبنانيين الى أوطانِهم. وبهذا تسقط أوهام التقسيم والتفتيت ويعود الرُّشد للطامعين بالهيمنة الفئوية على مقدرات الوطن”.
وختم: “كفى سخرية بفكر الناس وقلوب الأمهات وعقول المتنوّرين. فلنَجتمعْ على الحقّ، ففي الوحدة قوة. لا غد للموارنة من دون وحدتهم حول البطريركية ولا قيامة للبنان من دون ثقة أبنائه بعضهم ببعض، فإنْ فرَّقَتنا سياسة المصالح والزعامات فَلْتجمعنا المصيبة اليوم، فإنّ سقوط البرج سيكون مدمِّراً للجميع وعلى الجميع دون استثناء.لقد أفَلَ نجم المارونية السياسية، وأفَلَ نجم السنيّة السياسية، وسوف يأفل نجم الشيعيّة السياسية. فلا وجود للبنان ورسالته دون تكامل كل فئاته الكيانية ووقوفهم سدّاً منيعاً ضدّ السياسات الدولية والإقليمية على حساب خير الناس والخير العام في الوطن”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook