آخر الأخبارأخبار محلية

خطوات باسيل المتلاحقة: لا زال في التموضع ذاته

طرح الخلاف بين التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل من جهة وحزب الله من جهة اخرى اسئلة كثيرة عن التموضع السياسي للتيار وامكانية انتقاله من الفريق السياسي الذي يتحالف معه منذ العام 2006 الى التحالف مع خصومه السياسيين في الداخل والخارج، وما زاد الرهان على ذلك هو ان الخلاف اخذ طابعا مباشرا بين الحزب وباسيل نوعا ما.

اشتعال الخلاف بين الطرفين كان بسبب مشاركة وزراء حزب الله بالجلسات الحكومية التي دعا اليها الرئيس نجيب ميقاتي والتي اعتبرها التيار تمس بالميثاقية، وعلما ان البعض يرى ان السبب الحقيقي هو ترشيح الحزب لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ودعمه بشكل كامل، مما اغضب باسيل.

لكن اللافت ان باسيل قام في الايام الماضية باتخاذ عدة مواقف سياسية لافتة اوحت بأن الرجل مستمر في موقعه السياسي في المرحلة المقبلة، اذ لم يكتف باسيل باطلاق مواقف انسانية دعما لسوريا بعد الزلزال الذي ضربها، بل اعطى القضية طابعا سياسيا في مواجهة الولايات المتحدة الاميركية مطالبا برفع الحصار.

موقف باسيل اتبعه التيار ببيان واضح وشديد اللهجة يدعم الدولة السورية بشكل مباشر، وبالرغم من وجود علاقة سياسية بين التيار وتركيا الا ان باسيل تقصد ان يكون تضامنه مع الاتراك ضعيفا نسبيا لتظهير علاقته السياسية المتينة مع السوريين في اللحظة التي يختلف فيها جوهريا مع حزب الله.

كذلك اتخذ باسيل موقفا بتأمين الغطاء الغطاء الميثاقي المسيحي للجلسة التشريعية التي ستعقد قريبا في دعم واضح لموقف الثنائي الشيعي، علما ان القوات اللبنانية ستقاطع الجلسة على اعتبار انه لا يمكن عقد جلسات تشريعية عندما يكون المجلس النيابي في حالة انعقاد لانتخاب رئيس للجمهورية.

مواقف باسيل تعطي اشارات واضحة على ان خلافه مع حزب الله تكتيكي او مرتبط حصرا بالموقف من الحزب بسبب المشاركة في جلسة مجلس الوزراء، اي ان التيار “يأخذ موقفاً” من حليفه لا اكثر ولا اقل، وان التموضع الاستراتيجي والسياسي العام للعونيين لن يتغير بهذه السرعة.

لكن في الوقت نفسه قد تكون خطوة باسيل مؤشرا على ان الامور ستبقى على ما يرام مع الحزب وفريقه السياسي الى حين اصرار الحزب على ايصال احد ابرز خصوم باسيل المسيحيين الى رئاسة الجمهورية، عندها سيتحول الخلاف التكتيكي الى خلاف استراتيجي لانه يمس صلب التفاهم وفكرة الشراكة…


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى