آخر الأخبارأخبار دولية

سكان أتالار في تركيا “يهومون في الشوارع” بعد الزلزال المدمر


نشرت في: 09/02/2023 – 16:44

تحولت حياة سكان قرية أتالار، الواقعة نحو ثلاثين كيلومترا من مدينة غازي عنتاب في جنوب تركيا، إلى جحيم جراء الزلزال الذي ضرب البلاد قبل أربعة أيام. وباتوا مشردين في الشوارع من دون ملجأ ضامن غير السيارات لبعضهم.   

“أصبحنا مشردين.. لم يبق شيء سوى الشوارع.. نحن في العراء مع أطفالنا الأربعة”. هذه الكلمات الموجعة تعود لإحدى سكان قرية أتالار التي تبعد ثلاثين كيلومترا عن مدينة غازي عنتاب بالجنوب التركي الذي طاله زلزال الإثنين  والمنطقة الحدودية في الشمال السوري.

إحدى ضحايا الزلزال في قرية أتالار في منطقة غازي عنتاب بجنوب تركيا


أحدى ضحايا الزلزال في قرية أتالار في منطقة غازي عنتاب بجنوب تركيا

كانت هذه المرأة جالسة على أنقاض منزلها المنهار بشكل كامل وهي تحتمي من البرد القارس المتزامن مع الكارثة التي خلفت في كلا البلدين أكثر من 19 ألف قتيل. وقالت لفرانس24: “فقدنا كل شيء، وها نحن هنا مع أطفالنا، دون أي معلومات عن أقاربنا”، وأضافت: “أعتقد أنهم ماتوا جميعا، نطلب من الله أن يكون مع تركيا وشعبها.. أغثنا يا رب”.  

في هذه القرية الجبلية، تشققت كل البنايات وتعرضت المنازل لأضرار جسيمة، وباتت أسقفها عارية مثل عراء أصحابها المنهكين، المثقلين بالألم والحزن، المصدومين من حجم خسائر الزلزال، المتجمدين من شدة البرد الذي يلف أجسادهم بقدر ما يلف الموت ديارهم.

نساء يعدن لمنازلهن المنهارة جراء الزلزال بقرية أتالار في منطقة غازي عنتاب بجنوب تركيا


نساء يعدن لمنازلها المنهارة جراء الزلزال بقرية أتالار في منطقة غازي عنتاب بجنوب تركيا

ورغم أن اليأس غطى الوجوه، إلا أن البعض تسلح بالشجاعة ليتجرأ على دخول منزله بحثا عن بقايا أشياء تساعده على غرار غطاء أو لقمة. ومن حين لآخر، يستفيد المتضررون من وجبة ساخنة، حساء أو مكرونة في غالب الأحيان، يتصدق بها سكان قرية مجاورة لعها تكون دفئا للقلوب والأجساد.

 

تدافع قرب شاحنات المساعدة بقرية أتالار في منطقة غازي عنتاب بجنوب تركيا


تدافع قرب شاحنات المساعدة بقرية أتالار في منطقة غازي عنتاب بجنوب تركيا

وقال أوكيش، وهو رجل خمسيني مستدير الوجه، إن الحكومة التركية لا تفعل شيئا “فلا أحد جاءنا” متحسرا على انعدام الخيم والمأوى. وقال: “نحن نعيش داخل السيارات”، مشيرا إلى أنه وسكان القرية نبشوا الأرض بأيديهم بحثا عن ناجين تحت الأنقاض دون أن يساعدهم أحد، وأنهم أخرجوا عدة قتلى. يعيش أوكيش، مثل معظم سكان أتالار، في سيارته برفقة أربعة من أفراد عائلته.

وبانتظار تنصيب خيم تحميهم من البرد، يترقب سكان القرية وصول قافلات المساعدة بفارغ الصبر. وعندما تصل، يهرعون إليها لانتزاع الخبز والماء وقليل من اللباس. وتعالى صوت أحد المتطوعين من داخل الشاحنة قائلا: “كيس من الخبز لكل واحد، لا أكثر!”

مشهد من مسجد قرية أتالار في منطقة غازي عنتاب بجنوب تركيا بعد الزلزال


مشهد من مسجد قرية أتالار في منطقة غازي عنتاب بجنوب تركيا بعد الزلزال

انتهى توزيع الإمدادات الأولية، فعاد سكان قرية أتالار إلى مجرى حياتهم البائسة، وهم يتساءلون عن مصيرهم في الأيام المقبلة.

آسيا حمزة موفدة فرانس24 إلى تركيا

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى