آخر الأخبارأخبار دولية

زلزال: دخول أولى المساعدات الأممية إلى المناطق المنكوبة ودعوات لعدم “تسييس” عمليات الإغاثة


نشرت في: 09/02/2023 – 14:27

وصلت أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة، الخميس، إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال سوريا، وسط دعوات إلى عدم “تسييس” عمليات الإغاثة، على خلفية الصراع القائم بين النظام وفصائل المعارضة المسيطرة على هذه المنطقة. لكن ظروف عمل المتطوعين تعقد من مهمة البحث عن ناجين تحت الأنقاض، خاصة في ظل تدني درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر.  

يواصل عمال الإنقاذ في شمال سوريا وجنوب تركيا عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض، ثلاثة أيام بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، وبلغت قوته 7.8 بسلم ريشتر، ما أسفر حسب آخر حصيلة عن مقتل أكثر من 17 ألف شخص بينهم 3162 في الجانب السوري.  

ودخلت أول قافلة مساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال البلاد، إذ أكد مازن علوش المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي الوحيد المفتوح بين البلدين المتضررين، أن “أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة دخلت اليوم بعد أربعة أيام من الزلزال”. وشاهد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية عند المعبر قافلة من ست شاحنات فقط تعبر إلى سوريا، وتضم بشكل أساسي مستلزمات خيم وأدوات تنظيف.

بالتزامن، أعلنت الأمم المتحدة أنها حصلت على ضمانات بأن جزءا من المساعدات الطارئة “سيمر الخميس” عبر المعبر الحدودي. وقال المبعوث الأممي الخاص غير بيدرسن لصحافيين في جنيف: “حصلنا على ضمانات بأنه يمكننا تمرير المساعدات الإنسانية الأولى” عبر معبر باب الهوى، داعيا مرة أخرى إلى “عدم تسييس” المساعدات إلى السكان السوريين المتضررين بشدة جراء الزلازل.

الساعات الـ 72 الأولى حاسمة للعثور على ناجين

ويعرقل الطقس القاسي جدا في سوريا جهود الاستجابة لأضرار الزلزال، حيث يفتقد المتضررون غالبا للمواد الأساسية مثل السترات والأغطية، مع العلم أن الساعات الـ 72 الأولى حاسمة للعثور على ناجين، “إذ يتم إنقاذ أكثر من تسعين بالمئة منهم في هذه المهلة”، حسب الباحث في الكوارث الطبيعية في جامعة “كوليدج أوف لندن” إيلان كيلمان.

للمزيد- تركيا – سوريا، مساعدات إنسانية وخلفيات سياسية

في المناطق التي تأخر وصول المساعدات إليها، يشعر الناجون بأنهم مهملون. في جنديرس، مثلا، الواقعة في منطقة تسيطر عليها فصائل المعارضة في سوريا “حتى المباني التي لم يؤد الزلزال إلى انهيارها أصيبت بأضرار بالغة”، على حد قول حسن أحد السكان. وأضاف أن بين 400 و500 شخص عالقون تحت كل مبنى منهار..

ونظرا لما تحمله مسألة المساعدات الدولية من دلالات سياسية أو دبلوماسية، اعتبر محمد الشرقاوي، وهو أستاذ تسوية الصراعات الدولية وعضو لجنة الخبراء في الأمم المتحدة، أنه من الضروري الفصل بين إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين لكل المناطق السورية وقضية التطبيع مع نظام الرئيس بشار الأسد.

بدورها، تنتشر منظمة “الخوذ البيضاء”، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في شمال وشمال غرب سوريا والتي تضم 3300 متطوع معظمهم من الرجال، في المناطق الحدودية مع تركيا. وقال منير مصطفى، نائب مدير المنظمة من إدلب، الأربعاء في مقابلة مع فرانس24 إن “الوضع كارثي بامتياز”، متأسفا لعدم استجابة المجتمع الدولي (على حد قوله) لطلب المساعدة التي قدمتها المنظمة منذ الساعات الأولى من الزلزال. وأضاف إن هناك حاجة ماسة للآلات الرافعة للأنقاض ومعدات البحث والإنقاذ.  

أكثر من 400 مبنى دمر كليا وأكثر من 1300 بشكل جزئي

دمر الزلزال وفق حصيلة أولية أكثر من 400 مبنى بشكل كلي وأكثر من 1300 بشكل جزئي. وقال أحد سكان جنديرس أن “هناك بين 400 و500 شخص عالقون تحت كل مبنى منهار يحاول عشرة أشخاص فقط إخراجهم ولا تتوفر آليات”.

وشوهد مئات المتطوعين يبحثون في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحلب (شمال) عن ناجين تحت أنقاض أبنية انهارت كليا أو جزئيا، ويسعفون الجرحى وينقلون حتى الموتى من المستشفيات إلى المقابر.

تعرضت “الخوذ البيضاء” لانتقادات قاسية من النظام السوري وأنصاره الذين يتهمونها بأنها “أداة” في أيدي المانحين الدوليين والحكومات الداعمة للمعارضة السورية، وصولا إلى القول إن مقاتلين وحتى جهاديين منضوون في صفوفها (فهي تتخذ المنظمة شعارا لها “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا” المقتبسة من القرآن).

ردا على هذه الاتهامات، أكد رئيس “الخوذ البيضاء” رائد صالح مرارا حيادية المنظمة، وقال في وقت سابق لوكالة الأنباء الفرنسية: “نحن مستقلون، حياديون وغير منحازين. لسنا مرتبطين بأي جهة سياسية أو مجموعة مسلحة”.

من جانبه، أكد الهلال الأحمر السوري استعداده لإيصال المساعدات إلى كل المتضررين من دون تمييز، داعيا لرفع العقوبات الدولية على بلاده.   

صندوق المساعدات الإنسانية العابر للحدود في شمال غرب سوريا فارغ حاليا

وكانت الأمم المتحدة شددت منذ بداية تنظيم المساعدات الدولية، أن نقل المساعدات من تركيا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في سوريا من خلال معبر باب الهوى تأثرت جراء الزلزال الذي ضرب البلدين.

وإذا كانت منصة إعادة الشحن سليمة، إلا أن الطريق المؤدية إلى المعبر تضررت. وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركي إن “الزلزال دمر طرقات في تركيا وأثر على موظفي الأمم المتحدة المحليين والدوليين وشركائهم وسائقي الشاحنات الذين ينقلون المساعدات”.

وأوضح أن “صندوق المساعدات الإنسانية العابر للحدود الذي يعد الأداة الرئيسية لتقديم المساعدات في شمال غرب سوريا فارغ حاليا”، داعيا إلى تجديده بشكل عاجل.

دمشق تتلقى مساعدات من دول حليفة أو صديقة

من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن مواجهتها “صعوبة” في إيصال المستلزمات الطبية إلى سوريا وتركيا، مؤكدا وجود مناطق في سوريا وتركيا لا معلومات عنها لحد الآن بعد وقوع الزلزال، وحذرت من أن عدد المتضررين جراء الزلزال قد يصل إلى 23 مليونا.

وأضاف أن الأمم المتحدة تعمل على حشد كل المساعدات الممكنة للمناطق المتضررة، سواء في المناطق ذات نفوذ النظام أو في مناطق سيطرة المعارضة، في أسرع وقت ممكن.

أما المطارات الواقعة في مناطق نفوذ النظام السوري فتستقبل مساعدات وفرق إنقاذ من بعض الدول الحليفة مثل إيران وروسيا، أو الصديقة مع النظام كالعراق والجزائر.

إلى ذلك، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي يعتزم استضافة مؤتمر للمانحين مطلع آذار/مارس في بروكسل لجمع مساعدات دولية لسوريا وتركيا. 

أوضحت أن المؤتمر سيُعقد بالتنسيق مع السلطات التركية “لجمع أموال من المجتمع الدولي دعما للناس” في البلدين. ويهدف المؤتمر إلى تنسيق الاستجابة الدولية للكارثة و”سيكون مفتوحا أمام الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة وأعضاء الأمم المتحدة” والمقرضين الدوليين.

علاوة مزياني / أ ف ب

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى