آخر الأخبارأخبار دولية

بلينكن يؤجل زيارته لبكين بعد رصد منطاد صيني انتهك الأجواء الأمريكية

نشرت في: 03/02/2023 – 21:48

رصدت الولايات المتحدة في أجوائها منطادا صينيا تشتبه بأن أغراضه تجسسية، في اتهام أرجأت على إثره زيارة مقررة لوزير خارجيتها أنتوني بلينكن إلى بكين. من جهتها نفت الصين الاتهام بالتجسس وعبرت عن أسفها من الحادثة. وكانت زيارة بلينكن المقررة يومي الأحد والإثنين تهدف إلى تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة والعملاق الآسيوي الذي تعتبره واشنطن منافسها الرئيسي في العالم.

أجّل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الجمعة زيارة لبكين بعدما رصدت الولايات المتحدة في أجوائها منطادا صينيا تشتبه بأن أغراضه تجسسية، في اتهام نفته بكين مبدية “أسفها” لهذه الحادثة “غير المقصودة”.

   وأفاد مسؤول أمريكي طالبا عدم نشر اسمه إن الزيارة التي كان مقررا أن يقوم بها بلينكن إلى الصين يومي الأحد والإثنين “أرجئت”.

    انتهاك واضح 

   وأكد مسؤول أمريكي آخر لصحافيين طالبا بدوره عدم نشر اسمه أن تحليق هذا المنطاد في المجال الجوي الأمريكي “يُمثل انتهاكا واضحا لسيادتنا وللقانون الدولي”، مبررا بذلك إرجاء الزيارة رغم “أسف” بكين. 


04:09

   وتابع قوله: “لقد أوضحنا لنظرائنا الصينيين أن هذا أمر غير مقبول وغير مسؤول”.

   وبحسب هذا المسؤول فإن إدارة بايدن شعرت بأن “الوقت ليس مناسبا الآن ليتوجه وزير الخارجية” إلى بكين.

   وأضاف أن بلينكن شخصيا أبلغ الجانب الصيني بأنه لو بقيت الزيارة في موعدها فإن حادثة المنطاد “كانت لتحُد بشكل خطير من برنامج المحادثات”.

   وردا على سؤال حول “الأسف” الذي أبدته الصين، قال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر: “في الواقع، إنه منطاد تجسس”، رافضا الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

   وكان البنتاغون أعلن الخميس أنه يتعقب تحركات منطاد تجسس صيني يحلق على ارتفاع شاهق فوق الولايات المتّحدة، ويشمل ذلك مناطق تضم مواقع عسكرية حساسة.

   وبناء على طلب الرئيس جو بايدن، بحث البنتاغون في إمكان إسقاط المنطاد، لكنه قرر في نهاية المطاف عدم فعل ذلك بسبب المخاطر التي يشكلها تساقط الحطام على الناس، بحسب مسؤول دفاعي كبير.


04:09

   وتابع المسؤول الدفاعي: “نتخذ خطوات لحماية أنفسنا في مواجهة عملية جمع معلومات حساسة”، مشددا على “القيمة المحدودة للمنطاد لناحية جمع معلومات استخبارية”. موضحا “اعتبرنا أن المنطاد كبير بما يكفي ليتسبب الحطام بأضرار” إذا تم إسقاطه في منطقة مأهولة.

   وزيارة بلينكن لبكين كانت ستكون الأولى لوزير خارجية أمريكي إلى الصين منذ 2018 وكانت تهدف إلى تخفيف التوترات بين الولايات المتّحدة والعملاق الآسيوي الذي تعتبره واشنطن منافسها الرئيسي في العالم.

   لكن المسؤول الأمريكي نفسه شدد على وجوب عدم إعطاء الحادث أكثر من حجمه، مشيرا إلى أن بلينكن سيحدد موعدا جديدا للزيارة ما إن “تتوافر الظروف المناسبة”. مضيفا أن الولايات المتحدة لا تزال “واثقة” بقدرتها على إبقاء “قنوات الاتصال مفتوحة” مع الصين رغم إرجاء الزيارة.

   الصين تأسف وتنفي

   وجاء قرار الوزير الأمريكي بعيد إعراب بكين عن “أسفها” لانتهاك منطادها المجال الجوي الأمريكي.

   وتضمن بيان لوزارة الخارجية الصينية أن “المنطاد من الصين. إنه منطاد مدني يُستخدم لأغراض البحث، وبالدرجة الأولى لأبحاث الأرصاد الجوية”. مضيفة “يأسف الجانب الصيني لدخول المنطاد عن غير قصد المجال الجوي الأمريكي بسبب قوة قاهرة”.

   وتأتي هذه الحادثة في وقت تحاول القوتان العظميان منع تحول التوتر بينهما إلى صراع مفتوح.

   وفي بيانها، قالت وزارة الخارجية الصينية إن المنطاد خرج عن مساره المحدّد بسبب تيار هوائي. موضحة أنه “بسبب تيار الرياح الغربية وفي ظل قدرته المحدودة على التوجيه الذاتي، انحرف المنطاد بعيدا من المسار المحدد له”. 

   وأكدت وزارة الخارجية الصينية في بيانها على أن “الجانب الصيني سيواصل التواصل مع الجانب الأمريكي والتعامل بشكل مناسب مع هذا الوضع غير المتوقّع والناجم عن قوة قاهرة”.

   وفي أوتاوا، أعلنت الحكومة الكندية الجمعة أنها تحقق في “حادث ثان محتمل”. 

   والجمعة أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية للصحافيين أن “المنطاد يتجه شرقا وموجود حاليا فوق وسط الولايات المتّحدة”.

   وأكد رايدر أن المنطاد يحلق حاليا على ارتفاع 18 ألف متر فوق مستوى سطح البحر ويُتوقع أن يبقى فوق الأراضي الأميركية “لبضعة أيام” إضافية.

   وجدد المتحدث القول إن المنطاد يحلق أعلى من مستوى الحركة الجوية التجارية، ولا يشكل “أي تهديد عسكري أو جسدي لمن هم على الأرض”. لكن رايدر رفض تحديد ما إذا كانت الرياح هي التي تدفع المنطاد أم يتم التحكم بحركاته.

   “حادث ثانٍ” 

   وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فقد حلق المنطاد فوق جزر ألوشيان في شمال المحيط الهادئ، ثم مرّ عبر الأجواء الكندية قبل أن يدخل الأجواء الأميركية قبل يومين.

   من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الكندية أن “الكنديين في أمان وكندا تتخذ التدابير لضمان أمن مجالها الجوي بما يشمل تتبّع حادث ثان محتمل”. ولم تذكر كندا الصين.

   وأثارت واشنطن القضية مع السلطات الصينية. وقال المسؤول الأمريكي: “أبلغناهم بخطورة الواقعة. أوضحنا لهم أننا سنفعل كل ما هو ضروري لحماية شعبنا على أراضينا”.

   واستنكر رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي مساء الخميس “العمل المزعزع للاستقرار” الذي تقوم به الصين و”يتجاهل بدون خجل سيادة الولايات المتحدة”.

   ودعا مكارثي بايدن إلى “عدم التزام الصمت”، مطالباً الإدارة بإبلاغ أعضاء الكونغرس بمجريات هذه القضية.

   وفي بيان مشترك قال البرلماني الجمهوري مايك غالاغر وزميله الديمقراطي وراجا كريشنامورثي اللذان يترأسان لجنة برلمانية حول الصين إنّ “هذا الانتهاك للسيادة الأمريكية، قبل أيام فقط من زيارة وزير الخارجية بلينكن للصين، يُظهر أن الدلائل الأخيرة على الانفتاح” من جانب بكين “لا تعكس تغييرا حقيقيا في السياسة” الصينية.

   وفي منشور على موقعه للتواصل الاجتماعي “تروث” كتب الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب “أسقطوا هذا المنطاد!”.

   واغتنمت المعارضة الجمهورية هذه الواقعة للتنديد بسياسة اليد الممدودة التي تنتهجها إدارة بايدن تجاه بكين، بحسب قولها.

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى