واشنطن تعارض أي إجراء من أي طرف من شأنه جعل تحقيق حل الدولتين أصعب
نشرت في: 31/01/2023 – 15:45
شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الثلاثاء من رام الله على دعم واشنطن لحل الدولتين لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال إن بلاده تعارض أي إجراء من أي طرف من شأنه جعل تحقيق حل الدولتين أصعب، مثل توسيع المستوطنات وعمليات الهدم والإخلاء. ويأتي ذلك خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، في إطار جولة دبلوماسية في المنطقة تهدف لتهدئة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
في ختام جولة دبلوماسية مكثفة في المنطقة، التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الثلاثاء في الضفة الغربية المحتلة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وأكد بلينكن من رام الله أن واشنطن تعارض أي إجراء من أي طرف من شأنه جعل تحقيق حل الدولتين أصعب، مثل توسيع المستوطنات وعمليات الهدم والإخلاء.
وكانت السلطة الفلسطينية قد أعلنت تعليق التنسيق الأمني مع إسرائيل إثر العملية الدامية التي قام بها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين الخميس وأسفرت عن سقوط عشرة قتلى.
وانتقدت الولايات المتحدة هذه الخطوة مبدية مخاوف من أن تؤدي إلى مزيد من التدهور.
وقبل توجهه إلى رام الله، اجتمع بلينكن بوزير الدفاع الاسرائيلي الجديد يوآف غلانت الذي أشاد “بالتعاون الأمريكي الإسرائيلي” وشكر الوزير الأمريكي على “دعمه الثابت للتفوق العسكري النوعي لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها”.
وقال غلانت إنه أطلع بلينكن على “التحديات الأمنية الاستراتيجية التي تواجهها إسرائيل مع التركيز على إيران”، و”حالة التأهب القصوى التي تفرضها إسرائيل” على الضفة الغربية.
دعوة إلى خفض التصعيد
ودعا وزير الخارجية طرفي النزاع إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة الهدوء، وسط دوامة جديدة من أعمال العنف الدامية لم تنجح الدعوات الدولية إلى وقفها.
وزيارة بلينكن التي كانت مقررة منذ فترة طويلة والتي بدأها الأحد في مصر، اتخذت منعطفا مختلفا مع تدهور شديد ومفاجئ في الوضع الأمني منذ بضعة أيام.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد محادثاتهما “نحض جميع الأطراف الآن على اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الهدوء ونزع فتيل التصعيد”.
وأضاف “نريد أن نتأكد من وجود بيئة يمكننا فيها كما آمل في مرحلة ما، أن نخلق الظروف للبدء باستعادة الشعور بالأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء”.
والتقى في المساء نظيره الإسرائيلي ايلي كوهين والرئيس إسحق هرتسوغ.
وميدانيا تتواصل أعمال العنف مع مخاوف من الدخول في دوامة جديدة.
وفي أعقاب الهجمات الأخيرة، أعلنت حكومة نتانياهو، الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، إجراءات تهدف إلى معاقبة عائلات منفذيها.
استعدادا لهدمه، أغلقت القوات الإسرائيلية منزل عائلة الفلسطيني الذي قتل ستة إسرائيليين وامرأة أوكرانية الجمعة أمام كنيس في القدس الشرقية.
وشن الجيش الإسرائيلي غارات في اليوم نفسه على غزة ردا على إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ في اتجاه إسرائيل من القطاع المحاصر.
ويذكر أنه الخميس الماضي، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية مكثفة في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة قتل فيها تسعة فلسطينيين، وهو العدد الأكبر من القتلى في عملية واحدة منذ سنوات طويلة.
والأحد توفي فلسطيني متأثرا بجروح أصيب بها الخميس لترتفع بذلك إلى عشرة حصيلة قتلى العملية في جنين.
وشهدت القدس الشرقية السبت هجوما جديدا حين فتح فتى فلسطيني عمره 13 عاما النار وأصاب رجلا وابنه بجروح، قبل أن يصاب بدوره على أيدي إسرائيليين مسلحين ويتم توقيفه.
وقتل حراس إسرائيليون الأحد فلسطينيا في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967. والإثنين، قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينيا في الخليل في الضفة الغربية، وفقا للسلطات الفلسطينية.
محاور مصري
من جهتها قالت حركة حماس إن زيارة بلينكن “تمثل غطاء لحكومة الاحتلال الفاشية المتطرفة لتمرير سياستها الإجرامية وعدوانها بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته وأسراه. إنها تكرس حالة الشراكة والدعم المتواصل له”.
وحذر الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع من” استمرار تصعيد حكومة المستوطنين لعدوانها على الأرض الفلسطينية وشعبها ومقدساتها وتداعيات ذلك على المنطقة”.
بدأ بلينكن جولته في مصر التي تلعب تقليديا دور الوسيط بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
ويرى المراقبون أن هامش المناورة المتاح لوزير الخارجية الأمريكي يبقى محدودا ولم يخف مسؤولون أمريكيون في الأحاديث الخاصة استياءهم من التصعيد والطريق المسدود الذي وصل إليه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفيما من المتوقع إحراز تقدم ضئيل على مستوى خفض التصعيد، تسعى واشنطن إلى التواصل مجددا مع نتانياهو الذي أدت حكومته اليمين الدستورية نهاية العام الماضي.
وفي هذا السياق، قام عدة مسؤولين أمريكيين مؤخرا بزيارات إلى القدس، كما يتحدث بعض الخبراء عن زيارة محتملة لنتانياهو إلى البيت الأبيض في شباط/فبراير.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook