الوكالة الوطنية للإعلام – ملتقى الاتحادات العربية المتخصصة: مبادرات لتعزيز الاقتصاد الرقمي
وطنية – شارك وفد لبناني متخصص من المستشارين في الاتحاد العربي للانترنت والاتصالات برئاسة الدكتور فراس بكور والامين العام كميل مكرزل، في فعاليات ملتقى الاتحادات العربية النوعية المتخصصة برئاسة الامين العام لجامعة الدول العربية وبرعاية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في دولة الامارات الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، حيث تم خلال القمة توقيع ثماني اتفاقيات عربية واعدة خاصة بالاقتصاد الرقمي.
ضم وفد لبنان المستشار الاستراتيجي في الاتحاد النقيب ربيع بعلبكي والمستشار الاول علي عبدعلي والمستشارة العامة نورا المرعبي.
وصدر عن المؤتمر مبادرات مشرفة للمنطقة العربية وخاصة في مجال التحول والحوكمة الرقمية، وتم توقيع اتفاق تعاون بين الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات والمنظمة العربية لتكنولوجيات الإتصال والمعلومات، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال فعاليات ملتقى الاتحادات والمنظمات العربية الذي عقد في ابو ظبي – الامارات العربية المتحدة 24 و 25 الحالي.
وتاتي أهمية هذا الاتفاق انه يؤكد التعاون والتكامل والتنسيق بين الاتحاد الذي يمثل القطاع الخاص وبين المنظمة التي تمثل الحكومات في المنطقة العربية وبما يضمن اخذ وجهات نظر كل الأطراف في البرامج والمبادرات والاستراتيجيات التي يطلقها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المنطقة العربية.
ومع تزامن اليوم العالمي للتعليم مع القمة، طرح بعلبكي توصيات تبناها اتحاد الانترنت والاتصالات واضافها الى توصيات القمة وهي: الوصول للانترنت واقتناء الأجهزة الذكية، تأمين الرفاهية والأمان الوظيفي للمعلم، تبني حق التربية على الابتكار للجميع، تعزيز المحتوى العربي النوعي.
وتحدث بكور في كلمته عن إنشاء منصة رقمية لتعزيز الحوكمة الرقمية الرشيدة في المنطقة العربية.
وعلى هامش المؤتمر اجتمع الوفد اللبناني مع كبار الشخصيات العربية من رؤساء اتحادات ومسؤولين من جامعة الدول العربية واتفقوا على تقديم دراسات عن مبادرات تعزز الابتكار الرقمي في المنطقة العربية وتضمن للشباب فرص لائقة وللحكومات أرضية و بيئة آمنة للإستثمار في القطاع الرقمي.
وشهد بن زايد توقيع مذكرة تفاهم ضمن الرؤية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي، تأتي ضمن جهود تطبيق الرؤية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي التي أطلقها رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزير الدولة للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي. وتم توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس السوق العربي الرقمي للمواد الغذائية.
وشهد الشيخ آل نهيان وأبو الغيط جانبا من اجتماع الـ54 للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك، بحضور أعضاء المكتب التنفيذي لملتقى الاتحادات العربية النوعية، وتم أيضا توقيع مذكرة تفاهم ثانية بين الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي والمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات دعما لقطاع تكنولوجيات الاتصال والمعلومات العربي.
ورحب آل نهيان بالمجتمعين في بلدهم الثاني الإمارات، ناقلا لهم تحيات رئيس الدولة “الذي يحرص دوما على دعم ورعاية مشاريع التكامل العربي”، متمنيا التوفيق والنجاح لجهود دعم التكامل العربي.
أبو الغيط
وكان أبو الغيط افتتح أعمال الدورة السادسة لملتقى الاتحادات العربية المتخصصة المنعقدة بأبو ظبي باستضافة من الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي. وأكد في كلمة أهمية الملتقى بوصفه منصة لتبادل الأفكار والتجارب الناجحة للاتحادات العربية، معربا عن الشكر والتقدير لرئيس الدولة على دعمه ومساندته الكريمة في جهود مبادرات العمل العربي المشترك. وشكر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على دعمه للعمل العربي المشترك ورعايته لمبادرة الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي من خلال الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، مشيدا بالمبادرات التي أطلقها الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي وتعاونه التوثيق مع جامعة الدول العربية لتنفيذها.
وأكد دور الاتحادات العربية كبيوت خبرة تعمل في إطار جامعة الدول العربية، وهو ما دعا إلى عقد هذا الملتقى بشكل دوري لمعالجة مواضيع تهم العمل العربي كريادة الأعمال، والتنمية المستدامة، والتحول الرقمي، والأمن الغذائي والتغير المناخي وغيرها.
وحث الاتحادات على رفع المزيد من المبادرات والخطط إلى القمم العربية، وتوسيع نطاق عملها من خلال التعاون مع المنظمات العربية والمجالس الوزارية المتخصصة، داعيا إياها إلى تكثيف جهودها في مجال الأمن الغذائي استجابة لتغيرات الظروف الراهنة، والتي أدت إلى تدهور مؤشرات الأمن الغذائي العربي بشكل مقلق.
وأثنى على المبادرة التي أطلقها الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي تحت عنوان “سوق الغذاء العربي” داعيا جميع الاتحادات إلى التعاون في تنفيذها.
الخوري
من جانبه، رأى رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي علي محمد الخوري أن المنطقة العربية تواجه تحديات من الوضع الاقتصادي العربي باتت تهدد أيضا السلم الاجتماعي العربي، وهو ما يتطلب وقفة ومراجعة شاملة للاستراتيجيات والنظم الحالية المعنية بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية.
وقال: “العالم اليوم يواجه ارتفاع أسعار المواد والبضائع ومستويات التضخم المرتفعة وتدهور قيمة العملات المحلية، وقلة الموارد الغذائية وسط المتغيرات المناخية والنزاعات العالمية، وهذه المتغيرات تنتج ضغوطا هائلة على الدول الكبرى ذات الاقتصادات المتينة والعتيدة، وأصبحت تدفع بسيناريوهات كارثية على الاقتصادات الناشئة، ولكن يمكننا أن نجد فرصا تاريخية عبر العمل المشترك والتطوير والتحديث”.
وأكد “أهمية قرارات القمة العربية التي عقدت في الجزائر في تشرين الثاني الماضي، والتي أشارت لما نراه أحد أهم العلاجات الاقتصادية الجذرية باعتماد مبادرة الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي التي تقدم بها الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، وهو المشروع العربي الطموح الذي يهدف لدعم التحول في المنظومات الاقتصادية العربية، والتي يمكن بدورها إيجاد حلول فاعلة في مضاعفة نسب النمو الاقتصادي العربي لضعف المعدلات الحالية على الأقل”.
وأشار إلى “إمكانية أن يكون هناك دور محوري تقوم به الاتحادات العربية النوعية المتخصصة، من خلال تبنيها لهذه الرؤية العربية كإطار عام، ولتنفيذ استراتيجيات التحول الرقمي وتحفيز الشركات والمؤسسات العربية لكي تتجه نحو تعميق استخدام التكنولوجيات الحديثة والتي تمثل -يقينا- فارقا أساسيا في القدرات الإنتاجية وتنافسية المؤسسات، خاصة في القطاع الخاص”.
وقال: “الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي يعمل على تنفيذ مجموعة من المبادرات التنموية بالتعاون مع مؤسسات الجامعة العربية والقطاع الخاص، في قطاع التعليم والتجارة الإلكترونية. وسنطلق في ختام أعمال هذه الاجتماعات، مبادرة تترجم وتنطلق من مقررات القمة العربية الأخيرة حول قضية الأمن الغذائي العربي، وهو الملف الذي يحتل صدارة أولويات العمل العربي المشترك بالتوقيت الحالي نظرا لتداعيات الأزمات العالمية، وستعتمد هذه المبادرة على تحالفات متعددة سيشارك فيها القطاع الحكومي ليلعب دورا جوهريا في تحريك عجلة التجارة العربية وتنميتها وإزالة العوائق من أمامها، وبمشاركة العديد من الاتحادات والمنظمات العربية المنضوية في هذا التحالف، وكذلك مجموعة من مؤسسات التصدير من القطاع الخاص، والاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي مستعد لأن يضع كل إمكانياته في خدمة أهداف وجهود العمل العربي المشترك”.
تكريم
من جهة ثانية، تسلم الخوري درع الجامعة العربية تقديرا لجهوده على رأس الاتحاد لدعم المجتمعات المعرفية وتسريع وتيرة الرقمنة وتعزيز مكانة الاقتصاد الرقمي في الدول العربية، وتقديرا لنجاحه في قيادة الاتحاد لإطلاق عدد من المبادرات العربية التي تهدف إلى تشجيع الشركات الرقمية الناشئة وترفع قدرات الشباب العربي في مجال ريادة الأعمال، مثمنا دور الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في إطلاق العديد من المبادرات العربية وإدارة مجموعة واسعة من المؤتمرات والمنتديات بالتعاون مع جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى إسهامات الاتحاد في إعداد الدراسات والتقارير بالتعاون مع المؤسسات الدولية، والتي تقدم رؤى وتوصيات استراتيجية لمتخذي القرار وراسمي السياسات في المنطقة العربية.
مذكرة
وتهدف مذكرة التفاهم إلى إنشاء “سوق عربي غذائي رقمي”، وهو يؤسس لتحالف واسع بين الجهات الحكومية والقطاعين العام والخاص والقطاع التكنولوجي لإيجاد سوق افتراضي رقمي يمكن من خلاله تعزيز القدرات التصديرية للمنتجين باختلاف تخصصاتهم، وإيجاد حلول إدارية وتكنولوجية للمعاملات المرتبطة بالأنشطة التصديرية.
ويستخدم سوق الغذاء العربي منصة رقمية متطورة تربط مكوناته المختلفة، والتي تتضمن المصدر والبائع، والمشتري والمستورد، وكذلك كافة موردي الخدمات الداعمة والتي تتضمن “النقل – الخدمات اللوجستية – التخزين – الفحص والاختبار والتصنيف – إصدار الشهادات – التمويل والاقراض – التأمين – التخليص الجمركي، وتعتمد آليات التنفيذ على تكنولوجيا البلوك تشين، والتي من خلالها يمكن تحويل المستحقات المالية وفق آلية التعاقد المتفق عليها وتضمنها المنصة من خلال حساب بنكي وسيط يسمح بسداد المبالغ بموجب إنجاز الأعمال والموافقات على النظام، لتنتقل ما بين المحافظ الرقمية من المستورد إلى المُصَدِر.
وتم الاتفاق بين كافة الأطراف على التعاون فيما بينها من أجل توفير الأمن الغذائي المتناقص بالعالم العربي بشكل كبير، خلال انتشار وتفاقم الأزمات العالمية منها أزمات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية والآثار والمتغيرات المناخية، والتي أثرت سلبا على توفير إمدادات سلاسل الغذاء بالعالم.
ويأتي هذا المشروع في سياق المبادرات والمشاريع الخمسين المنبثقة عن الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي، التي تم الإعلان عنها للمرة الأولى في المؤتمر الدولي للاقتصاد الرقمي العربي الذي عقد بمدينة أبو ظبي في كانون الأول 2018، برعاية رئيس الدولة آل نهيان والتي تستهدف دفع عجلة التنمية الاقتصادية الرقمية، وذلك باعتبارها خطوة لتمهيد الطريق نحو بناء اقتصاد رقمي مستدام في المنطقة، والتي تم إقرارها في قمة القادة بالجزائر في تشرين الثاني 2022.
مذكرة لدعم قطاع تكنولوجيات الاتصال والمعلومات العربي
وأبرم الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي والمنظمة العربية لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات، مذكرة تفاهم ضمن فعاليات استضافة دولة الإمارات اجتماعات الدورة السادسة لملتقى الاتحادات العربية النوعية المتخصصة، والدورة رقم 54 للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك في العاصمة أبوظبي في الفترة من 23 حتى 26 كانون الثاني الحالي برئاسة أبو الغيط.
وتهدف المذكرة إلى الاستفادة من الفرص التي يقدمها قطاع تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، في دفع عملية التنمية الاقتصادية وتوفير أفضل الوسائل والممارسات لتلبية احتياجات التنمية المستدامة بالوطن العربي من أجل اقتصاد رقمي مستدام، وإطلاق مشاريع ومبادرات مشتركة تساهم في تنمية تكنولوجيات الاتصال والمعلومات. وتنص على تشكيل لجنة مشتركة من ممثلي الطرفين للاتفاق على آلية تنفيذ البرامج والمشروعات المشتركة التي يتم الاتفاق عليها، وتعقد اجتماعها بشكل دوري مرة كل سنة أو كلما اقتضت الضرورة ذلك.
اجتماع لجنة العمل العربي المشترك
وشهدت العاصمة أبو ظبي استمرار أعمال اللجان المنبقة في اجتماعاتها باستضافة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، وانطلقت منذ الثلاثاء أعمال الاجتماع الـ54 للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك، وناقش الاجتماع المواضيع المطروحة على جدول أعمال اللجنة ومن ضمنها الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية، والدور المطلوب من المنظمات العربية المتخصصة، ونتائج أعمال الدورة الـ31 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المنعقدة بالجزائر ونتائج أعمال قمة المناخ “COP27”، وكذلك مقترح منظمة العمل العربية “تنظيم مؤتمر عربي/ دولي حول الاقتصاد الرقمي ودور القطاع الخاص في التنمية والتشغيل” واستعراض الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني.
==== ن.ح.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook