الخارجية الفرنسية تعلن استدعاء سفيرها لدى بوركينا فاسو “للتشاور”
نشرت في: 26/01/2023 – 15:18
قالت وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس، إنها قامت باستدعاء سفيرها لدى واغادوغو “للتشاور”، غداة قرار سحب الجيش الفرنسي من بوركينا فاسو في غضون “شهر”، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تهدف لبحث الوضع وأفق التعاون المشترك بين البلدين، كما أنها تأتي بعد أن طلب من المجلس العسكري البوركينابي الحاكم استبدال السفير لوك ألاد.
استدعت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس سفيرها في بوركينا فاسو “لإجراء مشاورات”، غداة إعلان باريس عن سحب قواتها من هذه الدولة الأفريقية في ظرف “شهر”.
في هذا السياق، قالت الوزارة: “في سياق التطورات الأخيرة في بوركينا فاسو، قررنا استدعاء سفيرنا إلى باريس لإجراء مشاورات حول الوضع وأفق تعاوننا الثنائي”.
وفي لغة الدبلوماسية، يشير استدعاء السفير لإجراء “مشاورات” إلى عدم الرضا عن البلد أو حتى وجود أزمة دبلوماسية معه.
إلا أن استدعاء لوك ألاد يأتي بعد طلب من المجلس العسكري الحاكم في واغادوغو استبدال السفير. ففي ديسمبر/كانون الأول، طلب المجلس استبدال ألاد، متهما إياه بالتحدث علنًا عن تدهور الوضع الأمني في البلد الذي يشهد أعمال عنف جهادية.
لكن لوك ألاد بقي في منصبه الذي يشغله منذ صيف 2019، وفتحت زيارة وزيرة الدولة لدى وزارة الخارجية الفرنسية كريسولا زاخاروبولو إلى بوركينا فاسو في 10 يناير/كانون الثاني نافذة لإمكان تهدئة بين البلدين.
وعوضا عن التهدئة، حدثت نقطة تحول قبل أيام، عندما قررت حكومة بوركينا فاسو فسخ اتفاق 2018 المتعلق بتنظيم وجود القوات الفرنسية على أراضيها.
وكانت الخارجية الفرنسية تلقت الثلاثاء إخطارا “رسميا” بفسخ الاتفاق، وفق ما أعلنت الأربعاء. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الوزارة الأربعاء قولها: “وفق بنود الاتفاق، يسري الفسخ بعد شهر واحد من تسلم الإخطار الكتابي”، مضيفة “سنحترم شروط الاتفاق من خلال تنفيذ هذا الطلب”.
وفي مواجهة تدهور العلاقات بين فرنسا وبوركينا فاسو وتنامي المشاعر المعادية للفرنسيين في أنحاء البلاد، أكد مسؤولون فرنسيون في الأشهر الأخيرة أن القوات الخاصة لن تبقى إلا بناء على طلب سلطات واغادوغو.
وقالت وزيرة الدولة إثر لقاء مع الكابتن إبراهيم تراوري الذي تولى السلطة عقب انقلاب في نهاية أيلول/سبتمبر، إن “فرنسا لا تفرض شيئا، إنها منفتحة على بناء المستقبل معا”. غير أنه بعد فترة وجيزة من هذه الزيارة، أعلنت واغادوغو أنها ستؤكد بقوة سيادة البلد وتعتزم “تنويع شركائها” في مكافحة الجهاديين، وهي مهمة دعمتها فيها فرنسا مدى أعوام.
وتستضيف بوركينا فاسو حاليا كتيبة يناهز عديدها 400 عنصر من القوات الخاصة الفرنسية، وتحمل اسم “قوة سابر”. وصرح مصدر مطلع بأن العسكريين سيغادرون البلاد “بحلول نهاية فبراير/شباط”، وسيتم الانتهاء من إخراج جميع المعدات بحلول “نهاية أبريل/نيسان”.
ووفق مصادر متطابقة، سيكون الخيار المفضّل إعادة نشر هؤلاء العسكريين في النيجر المجاورة التي تستضيف حاليا نحو ألفي عسكري فرنسي. وتريد واغادوغو أن تغادر القوات العسكرية الفرنسية من دون قطع العلاقات الدبلوماسية مع باريس. لكن فرنسا باتت تنظر بريبة إلى السلطات البوركينابية الجديدة التي بدأت تتقارب مع روسيا.
وكان رئيس وزراء بوركينا فاسو قام بزيارة غير معلنة إلى موسكو في ديسمبر/كانون الأول، قبل أن يعلن منذ أسبوعين أن الشراكة مع روسيا “خيار منطقي”. وأوضح مصدر دبلوماسي مؤخرا أن كريسولا زاخاروبولو خلال زيارتها إلى واغادوغو “كانت واضحة جدا بشأن تداعيات الخيار الذي ستتخذه السلطات”، وأضافت أن “كل خيار له تداعيات”.
وتتعلق التساؤلات المطروحة حاليا بمستقبل مساعدات التنمية الفرنسية التي يمكن تعليقها، كما جرى مع مالي، إذا استعانت بوركينا فاسو بمجموعة فاغنر العسكرية الخاصة الروسية. وقد ضخّت فرنسا نحو مليار يورو في بوركينا فاسو بين عامي 2011 و2021 عبر وكالتها للتنمية.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook