آخر الأخبارأخبار دولية

ترحيب أمريكي بانسحاب القوات الإريترية من بلدتين في إقليم تيغراي


نشرت في: 22/01/2023 – 15:42

رحّب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بـ”الانسحاب الجاري للقوات الإريترية من شمال إثيوبيا” في اتصال هاتفي السبت مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مشيرا إلى أنه “أساسي لضمان سلام دائم في شمال” البلاد، داعيا إلى “السماح بدخول مراقبي حقوق الإنسان الدوليين”. في السياق، ذكر سكان من بلدتي شيري وعدوة في الإقليم الذي شهد حربا دامية بين 2020 و2022، أن وجهة الجنود مجهولة وأن قوات كانت لا تزال موجودة في البلدتين السبت.

أشادت الولايات المتحدة السبت بـ”انسحاب جار” لعدد كبير من الجنود الإريتريين من بلدتين في إقليم تيغراي شمال البلاد، شهرين ونصف بعد توقيع الحكومة والمتمردين اتفاق سلام.

في السياق، ذكر سكان من بلدتي شيري وعدوة بأنهم شاهدوا أعدادا من الجنود الإريتريين الذين كانوا يدعمون الجيش الإثيوبي في الحرب الدامية ضد متمردي الإقليم التي استمرت منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020 حتى نفس الشهر من 2022، يغادرون البلدتين منذ بعد ظهر الجمعة. وأشاروا إلى أن وجهتهم ما زالت مجهولة وأن قوات كانت لا تزال موجودة في البلدتين السبت.

وبالمناسبة، رحّب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بـ”الانسحاب الجاري للقوات الإريترية من شمال إثيوبيا” في اتصال هاتفي السبت مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد. وعبّر بلينكن عن “ترحيبه بهذا التطور” مشيرا إلى أنه “أساسي لضمان سلام دائم في شمال إثيوبيا”، داعيا إلى “السماح بدخول مراقبي حقوق الإنسان الدوليين”.

“انتهاكات بحق المدنيين”

ويعتبر وجود هؤلاء الجنود المتهمين بارتكاب انتهاكات بحق مدنيين، من العقبات الرئيسية أمام السلام في شمال إثيوبيا، رغم الاتفاق الموقع في 2 نوفمبر/تشرين الثاني بين الحكومة ومتمرّدي تيغراي. لكن إريتريا لم تشارك في المحادثات.

ولم يؤكد المتمرّدون ولا الحكومة الإثيوبية ولا مجموعة دول شرق أفريقيا للتنمية (إغاد) المشاركة في وساطة عملية السلام، انسحاب جنود إريتريين. كما يتعذر التحقق بدقة من الوضع الميداني في تيغراي في ظل تقييد الوصول إلى المنطقة.

ففي بلدة شيري، أبلغ اثنان من السكان المحليين أنهما شاهدا جنودا يغادرونها منذ بعد ظهر الجمعة. وأظهر مقطع فيديو أرسل إلى وكالة فرانس برس شاحنات جنود تغادر المدينة وهي تطلق أبواقها رافعة علم إريتريا. وروى شخص آخر من السكان المحليين أنه رأى قافلة تغادر المدينة، تضم شاحنات وحافلات محملة بالجنود وقطع مدفعية ودبابات لكنه أضاف أن “جنودا إريتريين كانوا يسيرون في الشوارع والأسواق” السبت.

كما شوهدت قوات إريترية تغادر بلدة عدوة الواقعة على مسافة 85 كيلومترا شرق شيري. وقال أحد السكان السبت إن “الغالبية توجهت غربا (…) فيما اتّجه آخرون شمالا نحو راما” وهي منطقة قريبة من الحدود مع إريتريا. وأضاف نفس المصدر: “رأيت هذا الصباح أنه ما زال هناك عدد لا بأس به من الجنود الإريتريين”. مشيرا إلى أن “الناس ينتظرون معرفة ما إذا كانت القوات الإريترية تنسحب فعلا. فقد أعلن في السابق مرات عدة عن رحيل جنود إريتريين، لكنهم عادوا لاحقا من اتجاهات أخرى”.

وأرسلت إريتريا المتاخمة لتيغراي، قوات منذ بدأت المعارك في الإقليم في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما أرسل أحمد الجيش الفدرالي لإطاحة سلطات تيغراي التي تحدّته طوال أشهر واتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية فدرالية.

“نهب واغتصاب ومجازر”

وتنفي كل من أديس أبابا وأسمرة أي تورط إريتري في تيغراي. في نهاية مارس/آذار 2021، اعترف آبي أخيرا بوجودهم. وأُعلن عن مغادرتهم مرات عدة، لكن لم يتم التحقق من ذلك بتاتا. واتُهمت هذه القوات بارتكاب عمليات نهب واغتصاب ومجازر طوال فترة الحرب، خصوصا في مدينة أكسوم وقرية دينغولات.

كذلك، أفادت شهادات جمعتها وكالة الأنباء الفرنسية من سكان وعمال إغاثة عن ارتكاب العديد من الانتهاكات بعد توقيع اتفاق بريتوريا. إذا تأكد هذا الانسحاب، سيكون تقدما كبيرا في عملية السلام التي أطلقت في 2 تشرين الثاني/نوفمبر.

ومنذ توقيع الاتفاق، توقف القتال واستؤنفت عمليات تسليم المساعدات الإنسانية والطبية تدريجا، وعادت الشرطة الفدرالية إلى العاصمة الإقليمية ميكيلي التي ربطت بشبكة الكهرباء الوطنية. لكن على  الصعيد العسكري، يبقى الوضع رهنا بوجود القوات الإريترية.

وأعلن المتمردون في 11 يناير/كانون الثاني أنهم بدأوا تسليم أسلحتهم الثقيلة تماشيا مع الاتفاق، قائلين إنهم يأملون في “أن تساهم هذه الخطوة في تسريع التنفيذ الكامل للاتفاق”. ونصّت وثيقة حول تطبيق اتفاق السلام على أن “نزع السلاح الثقيل (لمتمرّدي تيغراي) يحب أن يتم تزامنا مع انسحاب القوات الأجنبية وغير الفدرالية” في إشارة إلى إريتريا.

كما أعلن المتمرّدون مطلع ديسمبر/كانون الأول أنهم سحبوا معظم مقاتليهم من الخطوط الأمامية، مع إبقائهم في أماكن معينة لتجنب “الفظائع” التي تقوم بها “قوات في المنطقة والتي (…) تعيق عملية سلام”. وأكدوا أنه بمجرد زوال هذه التهديدات “سننسحب بشكل كامل”.

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى