آخر الأخبارأخبار محلية

بهاء الحريري العائد من لارنكا: هذه هي حلقته الضيّقة

كتبت لينا فخر الدين في “الاخبار”: «عاد» بهاء الحريري إلى الحياة السياسيّة بعدما مُني بخسارةٍ كبرى «أول دخوله» إليها في الانتخابات النيابيّة الأخيرة. يُحاول النجل الأكبر لرفيق الحريري جاهداً أن يمدّ نفسه بحيثية شعبيّة يفتقدها. لكن، لا يبدو أن اللقاءات التي دعا إليها في قبرص أخيراً نجحت في إصابة الهدف، إذ إنّ من اعتذروا عن عدم تلبية الدعوة أكثر بكثير ممّن لبّوها. على رغم ذلك، يتحضّر الملياردير اللبناني لإحياء ذكرى اغتيال والده، ليس في مسجد محمد الأمين، بل في «مركز كينيدي الثقافي» في واشنطن، في حضور 300 شخصيّة من دول العالم

حالياً، يتردّد أنّ الدائرة اللصيقة به تضمّ: مدعي عام التمييز السابق القاضي حاتم ماضي، رئيس حزب السلام روجيه إده، رئيس الحركة الوطنيّة المستقلّة فادي الخير (ترأس لائحة دعمها بهاء الحريري في الانتخابات الأخيرة في المنية)، رئيس الحراك المدني الديموقراطي هاني مراد، أحمد اليمن (مستقبلي سابق)، إضافة إلى مستشارٍ يعد بعيداً نسبياً حتى الآن هو جورج دكان، وشخصيات مغمورة التي دعمها في الانتخابات. وفيما تردّد أن بين هؤلاء المحامي ألكسندر نجّار ينفي الأخير أي علاقة له بالحريري. ما يؤكده العارفون أن لهذا الفريق سطوته على الحريري، وأنه بات يأكل من حصة الفريق الأساسي الذي أنشأ «صوت بيروت إنترناشيونال»، ولكن من دون أن يؤثّر على السلطة المُطلقة لزوجته حسناء أبو سبعة التي تتكفّل بإخراج ظهوره الإعلامي وعلاقاته العامّة.

اما «الخيبة» الكُبرى فظهرت في اللقاءات التي دعا إليها «الشيخ بهاء» في أحد فنادق لارنكا لحضور ورش عمل يعقدها الملياردير اللبناني. إذ يؤكد متابعون أنّ الحريري كان مصدوماً في اليوم الأوّل من اللقاءات لهزالة عدد الحاضرين بعدما امتنع كثيرون عن تلبية الدّعوة. لذلك، سارع فريق عمله إلى اختصار الورشات التي كان مفترضاً أن تمتد حتى نهاية هذا الأسبوع.
«استنفارٌ» من بعض الشخصيات السنيّة أدّى إلى إفشال اللقاءات القبرصيّة. «الضربة القاضية» التي وجّهت إلى الحريري كانت، بحسب معلومات «الأخبار»، رفض مفتي المناطق تلبية الدّعوة. في البداية، أكّد هؤلاء حضورهم ظنّاً بأن الرجل يتمتّع بغطاء سعودي – إماراتي لا يقوون على رفضه، لكن بعد البحث والتدقيق تبيّن أنّ الحريري نفسه يبحث عن غطاء عربي يتبنّى تحرّكاته لإيصاله إلى السراي الحكومي.

سريعاً، تبيّن المفتون الخيط الأبيض من الأسود من تصريح للشيخ خلدون عريمط المُقرّب من السفارة السعوديّة، والذي تحدّث بلسان كثيرين. عريمط لم يكتفِ بإعلانه رفض مبدأ الدعوة، بل رأى أن ما يقوم به الحريري «ولدنة في العمل السياسي ويحتاج إلى تأهيل»، نافياً أنّ يكون مهدداً أمنياً «وحياته ليست أغلى من حياة غيرو».
رسالة عريمط الناريّة وصلت إلى من يهمّه الأمر، فتتالت الاتصالات إلى مكتب الحريري للاعتذار عن عدم تلبية الدعوات. هكذا، تناقصت أعداد الركاب على طائرات «ميدل ايست» التي دفع الحريري أموالاً طائلة ثمناً لمقاعدها ظناً منه أن الـ250 شخصيّة سنيّة بين مفتين ومشايخ وصحافيين ومهندسين وأطباء وصيادلة وأساتذة جامعيين… سيلبّون نداءه على وجه السّرعة، ليُفاجأ بأعداد ضئيلة وشخصيّات مغمورة.

رغم ذلك، يؤكد رئيس الحركة الوطنيّة المستقلّة فادي الخير «أننا تقصّدنا عدم دعوة شخصيات الصف الأوّل لأنّهم يتحمّلون مسؤولية ما وصل إليه البلد، والحريري يريد أن يُقدّم رؤية جديدة ويستمع إلى آراء المتخصصين والنقابيين. فهو زاهد بالمناصب والسلطة، وجلّ ما يريده هو استمرارية نهج والده الشهيد». ويلفت إلى أن ما سُرّب عن دعوة 200 شخصيّة هو رقمٌ مبالغ فيه كثيراً. من تمّت دعوتهم شاركوا في اللقاءات التي كانت ممتازة والتي ستستمر حتى نهاية الأسبوع»، نافياً أن يكون مفتي المناطق قد اعتذروا عن عدم المشاركة باستثناء واحد أو اثنين، على أن يكون برنامج اللقاء معهم الجمعة».وعن الخطوة الثانية بعد لقاءات قبرص، لا يزال «الشيخ بهاء» يدرس خياراته في ضوء ما ستؤول إليه نتائج لارنكا. لكن المؤكّد أنّ ظهوره التالي سيكون في واشنطن لإحياء ذكرى والده في مركز كينيدي الثقافي، تلبية لدعوة سيناتور أميركي لـ 300 شخصية من دول العالم لإحياء الذكرى بالتعاون مع مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلنطي (أسسه بهاء).


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى