لماذا لا يُنتخب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد؟
شيء غريب هذا الذي يُجمع عليه جميع المعنيين بالملف الرئاسي داخليًا، وهو أن لا رئيس للجمهورية قبل شهر أيار. وعندما يُسأل هؤلاء عن سبب اختيارهم هذا الشهر بالتحديد، ولماذا شهر أيار مثلًا وليس شهر نيسان أو اذار أو حزيران، يكون الجواب أسوأ مما يُجمعون عليه. وملخص الجواب أن شيئًا رئاسيًا معينًا يحضّر في الخارج.
وإذا قيل لنواب الأمّة إنهم يتقاعسون عن أداء دورهم الدستوري، الذي من أجله انتخبهم الشعب، الذي يبدو أنه يعرف مصلحة البلد أكثر بكثير من بعض الذين يحاولون تغطية فشلهم باللجوء إلى تبريرات غير منطقية وإلى تفسيرات لا يمكن أن “تركب على قوس قزح”، يقولون ربما “إن بعض ما “يطرطش” وجوههم ليس سوى مطر الشتاء”.
فهذا الخارج، الذي تحاولون تغطية سماوتكم بقباواته، “مش قاريكم”، ولديه اهتمامات أخرى غير تلك التي يُفترض أن تكون من ضمن أولويات اهتماماتكم بالذات.
صحيح أن بعض هذا الخارج يهمّه أن يبقى الوضع العام في لبنان مستقرًّا. وقد يكون للاهتمام البعض بلبنان حاليًا أسباب لها علاقة بالنزوح السوري في لبنان، فيما يهتمّ آخرون بأن يبقى الوضع الأمني على حدوده الجنوبية تحت السيطرة وألا تخرج التهديدات، التي تطلقها إسرائيل ضد لبنان و”حزب الله”، عن الإطار العام المرسوم لها.
أمّا الحديث عن أن هذا الخارج لا ينام الليالي وهو يبحث عن مخرج لأزمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان فهو حديث في غير مكانه الصحيح. وإذا صحّت تلك الادعاءات، التي تتحدّث عن تحضيرات خارجية للانتخابات الرئاسية، فستأتي حكمًا لغير مصلحة اللبنانيين، وسيُفرض عليهم رئيس يخدم أهداف الخارج، وهي معروفة سلفًا.
أمّا إذا كان بعضٌ ممن هم في الداخل يراهنون على شهر أيار باعتبار أنه يسبق شهر انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ففي ذلك منطق لا يمكن أن يُفهم. ويمكن سؤال هذا البعض لماذا تريدون ترك البلاد من دون رئيس حتى شهر أيار أو حزيران، ولماذا كل هذا التقاعس والتباطؤ وقلّة المسؤولية، ولماذا ترك الوضع الاقتصادي يتفاقم أكثر مما هو عليه حاليًا، خصوصًا بعدما تبيّن في اليومين الأخيرين أن لا سقف لسعر صرف الدولار الأميركي في الأسواق الموازية.
وإلى الجلسة التالية وما سيليها ولنا في كل جلسة موعد مع التأجيل والتسويف والمماطلة والتخدير و”التطنيش”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook