ضربات روسية تتسبب في انقطاع الكهرباء في معظم المناطق في أوكرانيا ولندن تعد كييف بدبابات ثقيلة
أسفرت الضربات الروسية مستهدفة أوكرانيا عن انقطاع واسع للتيار الكهربائي في البلاد السبت، إلى جانب وقوع ما لا يقل عن 14 مدنيا في صفوف القتلى شرق أوكرانيا. دبلوماسيا تعهدت بريطانيا بمنح كييف دبابات ثقيلة مؤكدة أنها تحتاجها بشدة. ولم يُحدد عدد هذه الدبابات، لكن المملكة المتحدة أصبحت بذلك أول دولة تلتزم تقديم هذا النوع من الدبابات لمساعدة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية.
اضطرت أوكرانيا إلى قطع التيار الكهربائي في معظم المناطق السبت إثر ضربات روسية أسفرت إحداها عن مقتل 14 شخصا وإصابة 64 في مبنى سكني في الشرق الأوكراني، فيما أعلنت لندن عزمها على منح دبابات ثقيلة إلى كييف التي تؤكد أنها تحتاجها بشدّة.
وعقب هذا الإعلان البريطاني، أكدت موسكو إن شحنة الأسلحة هذه “لن تُسرّع بأي حال من الأحوال إنهاء الأعمال العدائية العسكرية، بل ستكثّفها فقط، وتتسبب في مزيد من الضحايا”، بحسب بيان صادر عن سفارة روسيا في لندن السبت.
ووفق مسؤولين أوكرانيين، استهدفت روسيا بصواريخ البنية التحتية الرئيسية في كييف ومناطق أخرى من أوكرانيا السبت.
وأفادت شركة “أوكرينيرغو” للطاقة “اليوم (السبت) استهدف العدو مجددًا منشآت للطاقة”، مشيرة إلى أنها تعمل على تجاوز تداعيات” هذه الضربات. فيما أعلن وزير الطاقة هيرمان غالوشينكو لاحقا عن انقطاع التيار الكهربائي في معظم مناطق أوكرانيا بسبب عمليات القصف الأخيرة.
وقال على فيس بوك “اليوم هاجم العدو البلاد ومرافق الطاقة فيها وشبكة الكهرباء مجددا. هناك هجمات على مناطق خاركيف ولفيف وإيفانو-فرانكيفسك وزابوريجيا وفينيتسيا وكييف. بسبب القصف، فُرض قطع للكهرباء بشكل طارئ في معظم المناطق”.
“العالم يجب أن يوقف هذا الشر”
وسُمع دوي عدد من الانفجارات في العاصمة الأوكرانية حيث أكد مسؤولون أوكرانيون أن ضربات استهدفت بنى تحتية أساسية في العاصمة.
ونشر نائب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية كيريلو تيموشنكو على تطبيق تلغرام أن “هجوما صاروخيا على منشآت بنى تحتية حيوية” جار في كييف.
وتحدث رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو عن انفجارات في منطقة دنيبروفسكي وحضّ السكان على “البقاء في الملاجئ”.
وفي كلمته اليومية، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قوات بلاده أسقطت أكثر من 20 من إجمالي 30 صاروخا أطلقتها روسيا السبت، مشددا أن “الإرهاب” الروسي لا يمكن وقفه إلا في ساحة المعركة.
وتابع “هل يمكن وقف الإرهاب الروسي؟ نعم يمكن. هل يمكن أن يتم ذلك بأي طريقة أخرى غير ساحة المعركة في أوكرانيا؟ للأسف لا”.
وقتل 14 شخصا على الأقل وجرح 64 في ضربة طالت مبنى سكنيا في دنيبرو شرق البلاد السبت، وفق ما أفادت السلطات.
وقال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في دنيبروبتروفسك فالنتين ريزنيشنكو إن رجال الإنقاذ تمكنوا حتى الآن من انتشال 38 ناجياً من تحت الأنقاض.
وأوضح زيلينسكي أن المبنى “سقطت كل طبقاته (الثماني) نتيجة انفجار صاروخ روسي”.
وبحسب الرئاسة الأوكرانية، أصبح ما بين 100 و200 شخص بلا مأوى نتيجة لهذه الضربة، وانقطعت الكهرباء والتدفئة عن حوالى 1700 من سكان دنيبرو.
وفي كريفي ريغ في جنوب البلاد، لقي شخص مصرعه وأصيب آخر جراء قصف مبان سكنية، وفق حصيلة رسمية. وفي منطقة سومي شمال البلاد، أصيب مدني بشظايا جراء قصف مدفعي من الأراضي الروسية، بحسب الرئاسة الأوكرانية.
وشدد الرئيس الأوكراني على أن “العالم يجب أن يوقف هذا الشر”، فيما أعلنت مولدافيا أنها عثرت على حطام صواريخ في أراضيها قرب قرية لارغا في شمال البلاد.
وقالت الرئيسة المولدافية مايا ساندو إن “الحرب الوحشية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا أثرت على مولدوفا مرة أخرى”.
واستجابة للنداءات العاجلة من أوكرانيا، أعلنت لندن إرسال دبابات ثقيلة من طراز “تشالنجر 2”.
سوليدار “تحت سيطرة” الأوكرانيين
وتعهّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك السبت إرسال دبابات “تشالنجر 2” ومنظومات مدفعية إضافية لكييف في دليل على “نية المملكة المتحدة تكثيف دعمنا لأوكرانيا” وفقا لتقرير مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني.
ولم يُحدّد عدد هذه الدبابات، لكن المملكة المتحدة أصبحت بذلك أول دولة تلتزم تقديم هذا النوع من الدبابات لمساعدة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية. وكانت كييف تسلمت دبابات ثقيلة سوفياتية التصميم من حلفائها، لكن لم تتسلم أي دبابات غربية بعد.
ورحّب زيلينسكي بالقرار البريطاني، مغردّا على تويتر أن قرار لندن “لن يقوينا في ساحة المعركة فحسب بل سيرسل أيضا الإشارة الصحيحة إلى شركاء آخرين”.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية السبت أن إرسال لندن دبابات ثقيلة لكييف لن يؤدّي إلّا إلى “تكثيف” المعارك.
في الجبهة، أعلن حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو السبت أن مدينة سوليدار حيث تدور معارك طاحنة بين قوات كييف والقوات الروسية التي أعلنت الاستيلاء عليها، لا تزال “تحت سيطرة” أوكرانيا.
وقال كيريلينكو “سوليدار تحت سيطرة السلطات الأوكرانية، قواتنا تسيطر عليها”، مشيرًا إلى أن هذه المدينة القريبة من باخموت هي من “أكثر النقاط سخونة” على الجبهة.
قرب سوليدار، رأى مراسلو وكالة فرانس برس فرق إنقاذ تعالج جرحى أوكرانيين تم إجلاؤهم من الجبهة.
وقال المسعف فاديم “إن الوضع صعب لكن الأوكرانيين يحافظون على مواقعهم”.
“وقف إطلاق نار محلي”
وذكرت وزارة الدفاع الروسية الجمعة في بيان أن “تحرير” مدينة سوليدار “استكمل (…) في 12 كانون الثاني/يناير مساء”.
بعد ذلك حيا الجيش الروسي “الأعمال الشجاعة” لمقاتلي مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي نفذ مقاتلوها “الهجوم المباشر على الأحياء السكنية في سوليدار”، في اعتراف نادر بين هاتين القوتين اللتين تنافستا في أغلب الأحيان على الأرض في أوكرانيا.
ولا يزال القتال في سوليدار وما حولها مستعرًا منذ أشهر عدة لكنه اشتد بشكل حاد في الأيام الأخيرة.
وسيكون الاستيلاء عليها من جانب قوات موسكو انتصارًا ملحوظًا لروسيا بعد سلسلة انتكاسات عرفتها قواتها في الأشهر الأخيرة.
دبلوماسيا، أبدت تركيا استعدادها للدفع من أجل إقامة مناطق “وقف إطلاق نار محلي” في أوكرانيا في ظل تعذر التوصل إلى اتفاق سلام معمم حاليا بين كييف وموسكو.
واعتبر مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية إبراهيم قالن أن لا روسيا ولا أوكرانيا يمكنهما “الانتصار في الحرب عسكريا”، مضيفا أنه “سيتحتم عليهما في نهاية المطاف التفاوض للتوصل إلى تسوية مقبولة” من الطرفين.
وقالت روزماري ديكارلو مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية إنها لا ترى “أي مؤشر إلى انتهاء القتال”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook