آخر الأخبارأخبار محلية

هل يكسر القوي الجرة مع حزب الله؟

اذا كان أحد أهداف رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل منع وصول خصومه الى رئاسة الجمهورية وقطع الطريق عليهم بشتّى الوسائل، فإن من أهمّ أهدافه هو إيصال شخصية تسلّمه مفاتيح التحكّم بقصر بعبدا وذلك خشية الخروج “الفج” والسريع من السّلطة الذي من شأنه أن يؤثر على “التيار” بشكل بالغ!

وبمعزل عن الاهداف التي يسعى اليها باسيل لتحصيل المرحلة المقبلة، فإنّ هدفه الآني يتركّز حول تحقيق انتصار ما في السياسة، ولعلّ هذا الانتصار يتكوّن من شقّين؛ الشق الاول هو إخضاع “حزب الله” لشروطه وإظهار نفسه أمام الرأي العام المسيحي بأنه الاقدر على “جرجرة” “الحزب” الى معاركه الميثاقية والسياسية. لذلك فإن باسيل يحاول الذهاب بعيداً في كباشه شبه الودّي مع “حزب الله” ويرغب بشكل أو بآخر بأن تكون علاقته به في الملفات الداخلية مبنية على القواعد التي يفرضها، لأن ذلك سيجعله اكثر تأثيراً في الحياة السياسية مستقوياً بالحزب وحضوره السياسي ونفوذه الذي لا يمكن لأحد تخطّيه .

اما الشقّ الثاني من كباش باسيل مع “الحزب” فهو منع حكومة تصريف الاعمال برئاسة نجيب ميقاتي من الانعقاد مجددا لأن ذلك يعني تمكينه من استعراض قوّته ليس على مستوى مدى تأثيره على “الحزب” وحسب بل لقدرته على منع خصومه السياسيين من استكمال أي خطوات سياسية جدية ما يجعله يتباهى في الشارع المسيحي بأنه يملك مواصفات “الرئيس القوي” المدافع الأشرس عن حقوقهم وصلاحياتهم وموقعهم الدستوري.

لذلك فإن باسيل يذهب باتجاه التلويح مجدداً لـ “حزب الله” بجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إذ إنه عمد الى التسريب عبر بعض وسائل الاعلام بأنه قد لا يصوّت كما يريد “الحزب”،أي بورقة بيضاء، بل سيتحرّك من خلال اسم آخر. وإذا كان الاسم الذي سيصوّت له هو شخصية عادية فإن ذلك لا يعني شيئاً وبهكذا يكون قد تجنّب الصدام مع “الحزب” على مبدأ “الحرب الناعمة”، أما في حال اتجه نحو شخصية بارزة في “التيار” او خارجه فإنه سيكون قد قرر كسر الجرّة الرئاسية مع “الحزب”.

كسر الجرّة هنا يعني بشكل دقيق أن باسيل يريد حصراً أن يُعيد “الحزب” الى التفاوض معه رئاسياً وحكومياً للقول بأنه لو أراد “حزب الله” تجاوز موقف “التيار” من اجتماع مجلس الوزراء فإنّ “التيار” سيتجاوزه في مجلس النواب، وإذا كان “الحزب” رافضاً للتنسيق الكامل والوقوف على خاطر “التيار” رئاسياً فإن “التيار” لن يقف أيضاً على خاطره في مجلس النواب.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى