القصف الأوكراني على مدينة ماكيفكا بمنطقة الدونباس.. دليل على “هشاشة” القيادة العسكرية الروسية؟
نشرت في: 05/01/2023 – 11:13
اعتبر بعض الخبراء والمحللين، أن القصف الذي شنته أوكرانيا ليلة رأس السنة الجديدة على مبنى يضم جنودا روس بمدينة ماكيفكا قرب دونيتسك (منطقة الدونباس)، مخلفا 89 قتيلا على الأقل، ما هو سوى دليل على “هشاشة” القيادة العسكرية الروسية منذ بداية الحرب على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022. وقد أقرت موسكو للمرة الأولى بتكبدها خسائر فادحة في هجوم واحد.
اختلفت موسكو وكييف حول عدد القتلى، لكن المؤكد أن الهجوم الأوكراني على مبنى يضم جنود الاحتياط الروس بمدينة ماكيفكا الواقعة في منطقة الدونباس (شرقي أوكرانيا) هو الأكثر دموية منذ بدء الحرب الروسية على جارتها في 24 شباط/فبراير 2022.
أقرت موسكو بمقتل 89 من جنودها في القصف الأوكراني الذي وقع ليل السبت الأحد، لكن كييف ومدونون روس داعمون للحرب أكدوا أن عدد الضحايا قد يصل لـ 400 قتيل. وهذه أعلى حصيلة بشرية في هجوم واحد تعترف بها موسكو، التي غالبا ما تقلل من حجم الخسائر في صفوف قواتها أو تنفيها قطعا.
للمزيد- كيف ستواجه روسيا صواريخ “باتريوت” التي ستسلمها واشنطن إلى كييف؟
ووجدت قيادة الأركان الروسية نفسها أمام خيار حتمي: أن تعترف بالحصيلة الفادحة التي تكبدتها في هذا الهجوم، وذلك نظرا لتداول العملية بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد لاسيما من طرف المتشددين الداعمين للحرب، والذين استغلوا الفرصة لتصعيد لهجتهم ضد القيادة العسكرية.
قرارات مخالفة لقواعد الحرب
واعتبر المحلل الأمريكي جيف هاون المتخصص في الشؤون العسكرية الروسية بمعهد الأبحاث الجيو استراتيجية “نيو لاينز إنستيتيوت”، أن النظام الروسي “متذبذب بين خيارين، الأول هو تقليل حجم الخسائر البشرية، والثاني تقديم أوكرانيا على أنها تنفذ هجمات دنيئة وتقتل جنودا روس وهم نائمون”. وأضاف أن هذا النظام سيتفادى الحديث عن حجم الخسائر بقواته، لأن العملية الأوكرانية كشفت عن “إخفاق كبير في قيادة العمليات العسكرية الروسية”.
للمزيد: موسكو تقر بسقوط عشرات القتلى في صفوف جنودها إثر هجوم بصواريخ أوكرانية
وتابع المحلل الأمريكي قائلا إن “تجمع هذا الكم من الجنود في مكان واحد وبمدينة قريبة من الخطوط الأمامية للحرب، ما يعرضهم لصواريخ العدو، خطأ فادح” وقعت فيه القيادة العسكرية الروسية، “إذ أنه يتعارض مع القواعد التي يجب مراعاتها أصلا لحماية الجنود”.
وما زاد من شدة الانتقادات تجاه القادة العسكريين في موسكو، أن المركز الذي احتشد فيه الجنود الاحتياطيون يقع قرب مستودع للذخيرة قابلة للانفجار في أي لحظة. وأشار جيف هاون أن معايير “الأمن العسكري توصي بنشر القوات في عدة مواقع وبعيدا عن أي خطر عدواني”.
كييف استغلت استخدام الجنود الروس لهواتفهم الجوالة..
من جانبها، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مصدر مقرب من القادة الانفصاليين الداعمين لموسكو، أن كييف استغلت استخدام الجنود الروس لهواتفهم الجوالة لدى وصولهم لموقعهم بمدينة ماكيفكا. وهو ما اعتبره غلين غرانت كبير المحللين بمؤسسة أمن البلطيق والمتخصص في القضايا العسكرية الروسية بـ “عمل خاطئ”.
للمزيد- ضربات مكثفة على كييف ومناطق عدة في أوكرانيا مع بداية العام الجديد
وكانت روسيا وقعت في نفس الفخ في بداية حربها على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، إذ أن جنودها استخدموا هواتفهم بشكل كثيف لاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي، ما ساعد الاستخبارات الأوكرانية على تحديد مواقعهم ومدى تقدمهم على أرض المعركة. وحسب غلين غرانت، تعطي القيادة العسكرية الروسية الانطباع بأنها لم تستوعب العبر من أخطائها، رغم أنها تعلم بأن الأوكرانيين يترقبون أي إشارات هاتفية ويملكون أنظمة “هيمارس” الأمريكية “التي من شبه المستحيل رصدها من قبل دفاعات الجو الروسية”.
فما هي أسباب الإخفاق الروسي؟ بالنسبة لغرانت، فإن “الضباط الروس قد لا يكترثون بحياة جنودهم”، أما جيف هاون فرأى بأن “مأساة الجنود الروس وراءها عدم كفاءة الضباط على الأرض”. وقال هاون إن روسيا، التي اضطرت لاستدعاء قسم من جنودها الاحتياطيين لخوض الحرب على أوكرانيا، تعمد لتعبئة “خيرة عناصرها مباشرة في خط الأمام”، في حين يبقى الآخرون في مراكز الإدارة وهم “غالبا ما يجهلون بأنهم يعرضون حياة زملائهم للخطر”.
واعتبر غلين غرانت، كبير المحللين بمؤسسة أمن البلطيق والمتخصص في القضايا العسكرية الروسية، بأن روسيا تدفع ثمن استراتيجيتها العسكرية في أوكرانيا بشكل عام، مشيرا إلى أن قيادة الأركان ركزت جهودها على بعض المناطق فقط وعبأت فيها عددا كبيرا من الجنود.
سيباستيان سايبت – أعده للعربية علاوة مزياني
مصدر الخبر
للمزيد Facebook