آخر الأخبارأخبار محلية

تمسك بعمق الايمان وعاش قمة التواضع…. العالم يودّع البابا بنديكتوس السادس عشر

على وقع أجراس الحزن المترافقة مع أنغام الأمل والرجاء بالقيامة، تشخص عيون العالم اليوم نحو روما، تلك المدينة التي اتشحت ببياض الباباوات وسلامهم، فتحوّلت الى منبر يدعو الى نبذ العنف ومختلف أشكال الاقتتال بدءا من فلسطين، فالشرق برمته وصولاً الى كل دول العالم التي يحاصرها النزاع وآخرها اوكرانيا التي يدور فيها الاقتتال بين شعبين يجمعهما التاريخ والجغرافيا والكثير من العادات والتقاليد والمفاهيم والقيم.

اليوم وقبل حلول موعد صلاة الظهر والتبشير الملائكيّ، يودع العالم البابا بنديكتوس السادس عشر وهو البابا الخامس في الكنيسة الذي أقدم على اعفاء نفسه من منصبه ومهامه كقائد للكنيسة الكاثوليكية في العالم.

في هذا الاطار، تواصل “لبنان 24” مع خادم رعية داريا في أبرشية طرابلس المارونية، الخوري أنطونيو نفاع المتواجد حالياً في روما والذي سبق له وتابع دراساته العليا في احدى جامعاتها.

نفاع بدأ حديثه لموقعنا معتبراً ان ” البابا الراحل كان رجلا كنسيّا بامتياز، وهذه الصفة يمكن استخلاصها من خلال اقدامه على الاستقالة من منصبه في العام 2013، فبعد حوالي 8 سنوات من الخدمة والتعب والتفكير والتخطيط، رأى البابا بنديكتوس ان صحته لن تساعده في تأدية مهامه، فاختار مصلحة الكنيسة وأبداها على أية مصلحة أخرى.من هنا يمكن القول ان خطواته كانت دائما كنسيّةً تهدف الى خدمة الكنيسة وتحقيق صالحها العام“.

ويضيف الخوري نفاع ” امام واقعة الاستقالة، لا بد من استرجاع ما قاله القديس اسحق السرياني عن التواضع:

(ليسَ كُلُّ ذي طَبْعٍ هادِئ وَديعاً مُسالِماً بالِغاً كرامَةَ الاتِّضاع، بلِ المُتَواضِعُ الحَقُّ مَنْ كانَ في نَفْسِهِ شَيْءٌ خَفِيٌّ يَسْتَحِقُّ الارْتِفاع، لكِنَّهُ لا يَتَعَظَّم).

فهذه المقولة تجسد تماما حركة البابا بنديكتوس، اذ انه كان يعلم جيداً أهميته واهمية موقعه لكنه كان يؤمن كثيرا بان التواضع يزيد من قدرته على خدمة موقعه ومختلف النفوس التي أوكلت اليه“.

ويعتبر نفاع ان ” البابا بنديكتوس كان شخصية خجولة، لا تحب الظهور والأضواء، فالراحل عمل بمختلف فترات حياته في الظل والخفاء وكان من أكثر رجالات الكنيسة الذين لا يشغلهم أبدا هم الظهور الى العلن.

ويمكن القول ان البابا بنديكتوس السادس عشر من خلال عيشه لصفتي التواضع والعمل في الظل، قدّم درساً عملياً ليس للكنيسة بشقيها الكهنوتي والعلماني وحسب انما ايضا للعالم أجمع.

كما انه في الحديث عن البابا الراحل، لا يمكن ابدا غض النظر عن دوره اللاهوتي والعقائدي، اذ يمكن اعتباره أحد اهم مفكري الكنيسة في العصر الحالي، فاشتهر بحمايته للعقيدة والايمان كما اشتهر بعمق الافكار الايمانية والعقائدية التي يطرحها بطريقة بسيطة وقريبة من الناس.

وبالتالي يمكن القول ان البابا بنديكتوس السادس عشر كان أحد رجالات الكنيسة المتمسكين بصلابة ايمانها وببساطة نشره ونقله للمؤمنين وغير المؤمنين“.

ويرى الخوري نفاع  ان “الطيبة التي كان يتميّز بها البابا الراحل، جعلته يخوض تجربة بابويته بنجاح كبير لاسيما في فترتها الاولى، اذ لم يكن سهلاً ان يملأ اي شخص الفراغ الذي خلفه البابا القديس يوحنا بولس الثاني“.

ويختم نفاع مشيرا الى ان ” العلاقة بين الكرسي الرسولي والكنيسة المارونية ولبنان خلال فترة خدمة البابا بنديكتوس السادس عشر، كانت مميزة جدا، ففي ذلك الوقت منح البابا، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي رتبة الكاردينال، كما انه عمل على رفع تمثال القديس مارون في روما بالتزامن مع الاحتفال بيوبيل 1600 سنة على وفاته”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

البابا فرنسيس يرأس الجنازة

وكان قد اعلن الفاتيكان أن البابا فرنسيس سيرأس جنازة البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر، اليوم الخميس ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا بتوقيت روما ( 10 ونص صباحاً بتوقيت بيروت) وذلك في ساحة القديس بطرس.

يذكر ان البابا بنديكتوس السادس عشر وقبل انتخابه بابا للكنيسة الكاثوليكية، كان قد قاد جنازة البابا القديس يوحنا بولس الثاني.

 

 

 

 

 

مدفن البابا

سيتم دفن البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر في كنيسة القديس بطرس.

وفي هذا الاطار، يقول كاتب سيرة البابا بنديكتوس، بيتر سيوالد ان “البابا السابق كان يعتزم أن يُدفن في القبر الذي كان يحتوي على رفات البابا يوحنا بولس الثاني قبل تطويبه عام 2011، ونقله إلى الطابق العلوي من مذبح القديس سيباستيا“.

ووفقا للمعلومات، يمكن للباباوات تحديد موقع دفنهم، اذ اختار البعض منهم كنائس مهمة في روما أو كنائس رعاياهم المحلية، في حين ان معظمهم اختار كنيسة القديس بطرس.

وتشير لوحة رخامية مثبتة على حائط كنيسة القديس بطرس إلى أن 148 بابا من أصل 266 دفنوا داخلها.

3 توابيت سيدفن فيها البابا

تقليديا، يتم الدفن بعد أربعة إلى ستة أيام من وفاة البابا، وقد وضعت المبادئ التوجيهية في كتيب للفاتيكان من 400 صفحة.

ووفقا للتوجيهات، يدفن البابا في 3 توابيت:

تابوت داخلي مصنوع من خشب السرو ومغلق بشرائط حمراء.

تابوت متوسط أكبر قليلاً مصنوع من الزنك ومزين بصليب، واسم البابا، وسنوات بابويته وشعاره الشخصي.

تابوت خارجي من خشب الدردار أو الجوز ومحكم الإغلاق بمسامير ذهبية.

 

ورمزية النعوش الثلاثة تعود إلى تقليد قديم يهدف الى توفير حماية متزايدة لجسد البابا.

وقبل الجناز، يوضع جثمان البابا في تابوت السرو البسيط ويبارك بالماء المقدس، ويوضع حجاب أبيض على وجهه، كما توضع إلى جانبه عملات معدنية بعدد سنوات خدمته البابوية، بالاضافة الى نسخة ورقية تشرح بشكل مفصل مراحل وتاريخ حياته.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى