الوكالة الوطنية للإعلام – بهية الحريري تسلمت من طالب أحمد النسخة الأولى من كتابه: معجم أسماء الأسر الصيداوية ولمحات من تاريخ العائلات
وطنية – إستقبلت رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري في مجدليون الدكتور طالب قرة أحمد (الأستاذ المساعد بكلية الآداب في الجامعة اللبنانية والباحث في تاريخ وتراث مدينة صيدا) الذي قدم لها النسخة الأولى من كتابه الجديد “معجم أسماء الأسر الصيداوية ولمحات من تاريخ العائلات“، والصادر عن “دار بسيوني للطباعة “، والذي يتحدث عن أصول وتاريخ العائلات والأسر الصيداوية وأبرز أعلامها.
وهنأت الحريري الدكتور قرة أحمد على نتاجه البحثي المعجمي منوهة بالجهد الذي بذله في جمع واستقاء المعلومات الوافية والقيمة التي تضمنها من مصادرها الموثوقة والمنهجية التي اعتمدها في هذا الكتاب ليكون مرجعاً علمياً ومعرفياً وتاريخياَ صالحاً لكل باحث او مهتم، ويساهم في رفد واغناء وحفظ الذاكرة المكتوبة للمدينة.
والكتاب الذي يقع في اكثر من 800 صفحة من القطع الوسط ويتصدره غلاف يحمل صورة لواجهة صيدا البحرية وميناء صياديها وقلعتها، ويستهله المؤلف بمقدمة يشير فيها الى أن أسماء العائلات الصيداوية تقارب الألف من مختلف الطوائف والمذاهب، وكثير من هذه العائلات لا يزال مقيما في صيدا حتى اليوم، فيما بعضها الآخر لم يعد موجودا فيها اما بسبب هجرة افرادها الى أماكن أخرى واما بسقوط سجلاتها لعدم زواج افرادها او لوفاتهم من دون عقب يرثهم ويساهم في دوام سجلاتهم القيدية.
وبحسب الدكتور قرة أحمد ” حملت كل عائلة صيداوية اسما عرفت به وتوارثه افرادها وارتبط معناه: اما بنسبته الى بلد او مكان ( الاسكندراني ، الحلبي ، الصفدي القبرصلي، بعاصيري …)، او نسبة الى حرفة او مهنة ( البيطار ، الجوهري ، الحكواتي ، الخياط ، الخروبي ، الحلاق ، السقا..)، أو بنسبته الى لقب او صفة ( أبو عقدة ، أبو ظهر ، أبو زينب ، بشاشة ، الأسير ، الصوص ، البتكجي ، الظريف … ) ، او نسبة الى أداة او نبات او كائن او شيء ” الابريق ، البساط ، الكشتبان ، كبريت ، كوسا ، دبانة ، الجيز ..)
ويقول الدكتور قرة أحمد: “اعتمدت في هذا الكتاب على الوثائق الموجودة في بلدية صيدا والمحكمة الشرعية وعلم الأنساب ما أغنى الكتاب بالكثير من المعلومات التاريخية عن الأشخاص وممتلكاتهم والتي يعود تاريخها الى أكثر من خمسين عاما“.
ويضيف ” ان جمع واعداد هذا الكتاب استغرق 10 سنوات، والغاية الفعلية منه هو إعادة ذاكرة مدينة صيدا الى من سبعين عاماً واكثر الى الوراء لتبيانها على ما كانت عليه في ذلك الزمن الجميل ، صغتها كما وردت في الوثائق ومن دون تدخل في معلوماتها بل الغاية كانت وما زالت هي رواية تاريخ صيدا بكل دقة وشفافية ومنه تاريخ عائلاتها بكل اطيافها، منها ما هو باق حتى يومنا هذا ومنها لم يبق منها سوى الإسم بسبب الانتقال الى أماكن أخرى وبسبب بعض الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي أجبرت هذه العائلات على المغادرة للبحث عن موارد رزق جديدة لها، اضف الى ذلك الرغبة في الانتقال من باطن المدينة الى خارجها بسبب زواج افرادها الآملين في الحصول على أماكن ارحب وأوسع للسكن ، ومن ثم دواعي السفر وتغير ظروف الحياة وتطورها كانت من الأسباب المهمة في التغيير الديمغرافي للمدينة، هذا بالإضافة الى الهجرة الدائمة الى خارج المدينة والبلاد والقلاقل السياسية والأزمات الاجتماعية والحروب التي عصفت بالبلاد الى غير ذلك من الأسباب الداخلية والخارجية التي فرضت نفسها على المدينة وادت في كثير من الأحيان الى قدوم بعض العائلات من المناطق المجاورة لتستقر في صيدا وتضفي عليها التنوع السكاني الذي عمل ويعمل على النهوض بالمدينة ورقيها وتطورها“.
ويتابع أن “نتيجة لذلك فقد اندمجت هذه العائلات فيما بينها لتضفي على مدينة صيدا العديد من مزايا الترابط الأسري والعيش المشترك وتبادل العادات والتقاليد فيما بينها والذي تجسد تاريخاً يروى من خلال الحديث عن أصول هذه العائلات وجذورها والأماكن التي قدمت منها واهم شخصياتها وذكر املاكها وأماكن توزعها والمهن والحرف التي امتازت بها”.
======= ز. ع.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook